زواياصحيفة البعثمحليات

احذروا الحرائق..!

كثرت في الآونة الأخيرة الحرائق التي أودت بحياة العديد من الأبرياء، وخلّفت أضراراً مادية كبيرة في المناطق الزراعية والحراجية والمؤسسات والمحال التجارية والبيوت وغيرها من الأماكن، وآخرها كان حريق برج دمشق بمنطقة البحصة.

بالتأكيد لا نختلف حول أن بعض الحرائق تنشب بفعل فاعل، أو إهمال وقصور، وبعضها الآخر خارج عن الإرادة كالماس الكهربائي “المتهم” الأول! ولكن أياً كان السبب، فثمة سؤال يطرح نفسه هنا: أين عوامل الأمان والسلامة، ولماذا لا يحسب حسابها إلا عندما تقع الفأس بالرأس؟!

المؤلم أننا نصحو متأخرين، ونقف نبكي على “اللبن المسكوب” بعد أن يأكل الحريق الأخضر واليابس، ونذهب بعدها لتشكيل اللجان الفنية لدراسة واقع الأمان والسلامة!

للأسف نلاحظ في الكثير من المباني الحكومية والمجمعات التجارية، وفي الأبراج السكنية العالية أنها تكاد تكون خالية من عوامل الأمان، ويظهر ذلك في الغياب الواضح للتخطيط الفني والتنفيذ السليم عند بنائها والذي يؤمن الوقاية من الحرائق، ومنها أنظمـة إنـذار الحـريق وكشفه قبل أن يكبر، وهي وسائل مهمة وضرورية جداً لمحاصرة الحريق وتبريده ريثما يأتي فوج الإطفاء ليتمكن منه.

بالمختصر، نتمنى من المؤسسات الحكومية والخاصة أن تتفقد مخارج النجاة للتأكد من جاهزيتها، والأسطوانات المتنقلة الخاصة بإطفاء الحريق وتبديلها كلما انتهت صلاحيتها، حتى لا تخذلنا عند حدوث أي طارئ ويصبح حالنا حينها كمن ذهب لاستلام بيت من إنشاء إحدى الجهات فوجد “حنفيات” المطبخ والحمام “مشكوكة شك” في الجدران دون تمديدات، علماً أنه استلم البيت عالمفتاح! ويبقى لنا همسة عتب على برامجنا التلفزيونية التي لا تهتم كثيراً برفع مستوى وعي المواطن لجهة كيفية التصرف الصحيح أثناء الحريق، سواء في الأبراج السكنية أو مؤسسات العمل،  ويفضَّل عمل دورات في مراكز متخصّصة.

ولعلها مناسبة هنا الدعوة –بناء على ما تقدم- إلى الاهتمام بعلم هندسة الحرائق، وهي تعني “تطبيق مبادئ العلوم والهندسة لحماية الناس والممتلكات من النار والدخان”، وحبذا لو يُعتمد ذلك بمقرر خاص في كليات الزراعة والمعاهد الزراعية التقانية في الجامعات، وكلنا أمل أن تروق الفكرة لأصحاب الشأن، وذلك سيكون خطوة هامة في منظومة عمل إطفاء الحرائق.

غسان فطوم

ghassanfatom@gmail.com