دراساتصحيفة البعث

“الأحمق” كوشنر يكشف عن موقفه تجاه الفلسطينيين

 

ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع اوبن نيوز 12/7/2019

وصف الفلسطينيون مؤخراً كوشنر صهر دونالد ترامب الذي عيّنه للتوسط في عملية السلام في الشرق الأوسط بـ”الهستيري والأحمق”. كوشنر لا يملك الفطنة التجارية لإدارة عربة ساندويتش في مدينة نيويورك، فما بالك بمبادرة سياسية خارجية كبرى مثل اتفاقية سلام نهائية في الشرق الأوسط، فقد استعصى هذا الوفاق على رؤساء الولايات المتحدة منذ إنشاء “إسرائيل” عام 1948.

قوبلت خطة كوشنر “السلام من أجل الازدهار” في ورشة عمل البحرين في حزيران من هذا العام برفض شبه جماعي من المسؤولين الحكوميين من كافة أنحاء العالم. حيث إنه بموجب “خطة كوشنر” ستصبح غزة منتجعاً سياحياً بطرق نقل عبر إسرائيل إلى الضفة الغربية، كما أنه لم يرد ذكر الحصار الإسرائيلي الخانق الذي تمّ فرضه على قطاع غزة المكتظ بالسكان البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة. أبدى كوشنر جهله التام بالسياسة الجغرافية والتاريخ والدبلوماسية عندما قال إن الفلسطينيين سيحصدون زوبعة مالية للتطوير العقاري والاستثمار.
يقول كوشنر إنه “من الجنون” أن يدين القادة الفلسطينيون التوسّع الإسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية ومرتفعات الجولان. في الواقع، كان “الجنون” هو أمر ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وإغلاق القنصلية العامة للولايات المتحدة في القدس التي كانت بمثابة المهمّة الأمريكية الفعلية في فلسطين، وقطع كافة المساعدات الاقتصادية الأمريكية عن الفلسطينيين، وإغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن.
وصف كوشنر الفلسطينيين بأنهم “أغبياء وهستيريون” على الرغم من أنه لا يوجد شيء يمثّل الهستيريا والحماقة أكثر من صديق عائلة كوشنر بنيامين نتنياهو، الذي وقف ذات يوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وعرض رسماً كاريكاتورياً لقنبلة ليثبت أن إيران كانت على وشك تطوير سلاح نووي.
لا يقدّر كوشنر الطبيعة الهستيرية المفرطة لإسرائيل ومؤيديها، فقد أدّت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (BDS) التي تستهدف سياسات إسرائيل العنصرية والتوسعية إلى إجراءات هستيرية متطرفة تهدف إلى تقويض حريات التعبير في بلدان أخرى. تمّ تطوير هذه الإجراءات المعادية لحرية التعبير من قِبل أصدقاء وزملاء كوشنر، وتشمل 28 ولاية أمريكية تسنّ تشريعات تحظر على الأفراد والشركات التي تدعم حركة المقاطعة من تلقي عقود حكومة الدولة. ويعمل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي -الموساد- بنشاط على تعطيل حركة المقاطعة مع فلسطين.
تتضمن حملة مكافحة المقاطعة للموساد جمع معلومات استخبارية حول عمليات المقاطعة في الدول الأجنبية ووضع قادة المقاطعة ومؤيديها على قوائم مراقبة الانتربول. لم تكن المفاجأة كبيرة عندما ارتبطت أنشطة الموساد بشركة الاستخبارات الإسرائيلية الخاصة “PSY-Group” وحملة دونالد ترامب الرئاسية لعام 2016.
في الآونة الأخيرة، أجبر أصدقاء كوشنر في إسرائيل وألمانيا، الباحث الرئيسي في الدراسات اليهودية في برلين الدكتور بيتر شيفر على الاستقالة، باستخدام التكتيكات التي تشبه محاكم التفتيش. اتُهم شيفر من قبل مؤيدي إسرائيل بدعم حركة المقاطعة من خلال التغريد برسالة موقعة من 240 باحثاً يهودياً وإسرائيلياً يعارضون مشروع قانون أقرّه البرلمان الألماني والذي يربط حركة المقاطعة الألمانية بمعاداة السامية. تركزت الحملة ضد د. شيفر على أنشطة منظمة مقرها إسرائيل تُسمّى منظمة رصد المنظمات غير الحكومية. هذه المجموعة، التي لا تعدو كونها مجرد رمز للموساد، تستهدف المنظمات الدولية غير الحكومية التي تدعم الفلسطينيين أو حركة المقاطعة.
في الواقع، نشأت تدابير خاصة بالفلسطينيين بعد حملات إسرائيل العلنية والسرية ضدهم لنيل حقوقهم غير القابلة للتصرف. منذ أن أطلق ترامب وكوشنر حربهما الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية ضد فلسطين، تمّ الاعتراف بدولة فلسطين من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكولومبيا، وصوّتت إيطاليا لصالح مجلس الأمن الدولي لقرار يعارض نقل سفارتها الأمريكية إلى القدس، ودعت مجموعة الدول الـ 77 التابعة للأمم المتحدة (G77) فلسطين إلى رئاسة اجتماع المجموعة خلال عام 2019، وعُيّن الإسباني جوزيب بوريل، المؤيد للفلسطينيين، مفوضاً للعلاقات الخارجية القادم للاتحاد الأوروبي. لقد تحقّقت هذه التطورات الصغيرة ولكن المهمة لصالح الفلسطينيين نتيجة لالتزام فلسطين بالدبلوماسية، وليس الهستيريا التي مارسها كوشنر وأصدقاؤه في إسرائيل.