الصفحة الاولىصحيفة البعث

غضب فلسطيني إثر استشهاد أسير في معتقلات الاحتلال

 

 

جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالإجرام والانتهاكات بحق الفلسطينيين، حيث استشهد الأسير نصار طقاطقة “31 عاماً”، أمس، في العزل الانفرادي داخل معتقل “نيتسان” قرب مستشفى الرملة، وهو من سكان بلدة فجار في بيت لحم.
ونعت لجنة الأسرى في غزة الشهيد طقاطقة “، وذكر مكتب إعلام الأسرى بأن إدارة السجون أغلقت كافة السجون بعد استشهاد الأسير طقاطقة، كما أوضحت مصادر بأن عائلة الشهيد قد أُبلغت باستشهاد نجلها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية.
وباستشهاد طقاطقة يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الذين استشهدوا داخل معتقلات الاحتلال إلى 220 شهيداً.
وفي تصريحات عبّرت عن غضب الفلسطينيين من جريمة الاحتلال الشنيعة بحق طقاطقة، طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر سلطات الاحتلال بإجراء تشريح لجثمان طقاطقة، لأن إدارة سجون الاحتلال تدّعي استشهاده من جرّاء جلطة دماغية، وأضاف: “إن طقاطقة تعرّض للتعذيب والإهمال الطبي، ما أدى إلى استشهاده ولم يكن يعاني من أي مشاكل صحية”.
وحمّل أبو بكر الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الجرائم العنصرية بحق الفلسطينيين، كالتعذيب الجسدي، والنفسي، والإهمال الطبي للأسرى وغيرها من الانتهاكات والإجراءات التنكيلية المرتكبة بحقهم، داعياً إلى فتح تحقيقات بقضايا المخالفات القانونية بحق الأسرى، وفرض القانون الدولي على  الاحتلال.
من جهتها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق دولية بإشراف الصليب الأحمر الدولي، مشدّدةً على ضرورة توفير المجتمع الدولي الحماية للأسرى الفلسطينيين، وأوضحت أن اللامبالاة التي يبديها المجتمع الدولي ومنظماته ومجالسه المختصة تجاه انتهاكات وجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين تشجّع سلطات الاحتلال على التمادي في ارتكابها، ودعت محكمة الجنايات الدولية إلى فتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال وملاحقة ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
بدوره، قال وزير الأسرى الفلسطينيين السابق عيسى قراقع: “إن استشهاد الأسير طقاطقة جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الاحتلال”، مؤكداً أنه يجب محاكمة المجرمين الإسرائيليين من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ولفت إلى أن الاحتلال يعتمد سياسة تصعيد خطيرة بحق آلاف الأسرى في سجونه.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقل طقاطقة قبل نحو أسبوعين بعد دهم منزل ذويه في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، ونقلته إلى سجن “الجلمة” للتحقيق، وبعدها تمّ نقله إلى العزل الانفرادي في “نيتسان”، واستشهد هناك.
من جهته، اعتبر القيادي في حركة الجهاد خضر عدنان أن الاحتلال تعمّد إعدام الأسير طقاطقة، مشدداً على أن العدو لن يتردد في إعدام مزيد من الأسرى، ورفض الروايات الإسرائيلية حول استشهاده، داعياً كل الفلسطينيين، وفي مقدمتهم قيادة الأسرى، إلى تقدير الموقف ولجم تغوّل الاحتلال على أسرانا، في حين قال نبيل دياب القيادي في المبادرة الوطنية: “إن استشهاد الأسير طقاطقة في سجون الاحتلال جريمة نكراء ارتكبها الاحتلال ضارباً عرض الحائط بكافة الأعراف والمواثيق الدولية، وهي تستدعي ملاحقة مرتكبيها ومحاكمتهم أمام المحاكم الدولية بالتوازي مع ضرورة التصدي لهذه الجرائم”.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أكدت أن استشهاد طقاطقة ناجم عن غياب المحاسبة للاحتلال على جرائمه وصمت المجتمع الدولي على انتهاكاته الجسيمة والممنهجة بحق الأسرى، مطالبة بفتح تحقيق دولي في استشهاد الأسير طقاطقة وغيره من الأسرى الذين ارتقوا أثناء الأسر والاعتقال في ظروف غامضة أو بسبب التعذيب والإهمال الطبي أو من خلال الإعدامات الميدانية، فيما لفت المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم إلى أن استشهاد الأسير طقاطقة كشف الكارثة الصحية التي يعانيها الأسرى الفلسطينيون، الأمر الذي يستوجب فتح تحقيق دولي في الجريمة التي تعد انتهاكاً لاتفاقيات جنيف، ودعا محكمة الجنايات الدولية إلى تشكيل لجنة تحقيق تباشر مهامها على الفور للنظر في الجرائم والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين.
في الأثناء، دهس مستوطن إسرائيلي بسيارته الطفل طارق ذبانية “7 سنوات” من قرية ترقوميا غرب مدينة الخليل بالضفة الغربية عندما كان يقود دراجة هوائية، ما أدى إلى استشهاده نتيجة الإصابة الخطيرة التي تعرض لها.
كما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي على شاب فلسطيني عند أحد حواجزها العسكرية في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. واقتحمت قوات الاحتلال جنين وطولكرم وقلقيلية بالضفة، واعتقلت ثمانية فلسطينيين.
واقتحم 180 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته.
وخلال لقائه رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية في بغداد، جدّد الرئيس العراقي برهم صالح موقف بلاده الداعم للشعب الفلسطيني في نضاله لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وقال بيان للرئاسة العراقية: “إن صالح أكد حرص العراق على تمتع الفلسطينيين المقيمين على أراضيه بكامل حقوقهم المشروعة وضمان كل استحقاقاتهم”، مشيراً إلى أهمية تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير آفاق التعاون بين العراق وفلسطين بما يخدم المصالح المشتركة.
من جانبه، أكد اشتية الرغبة بتعزيز العلاقات مع العراق في جميع المجالات، مثمّناً المواقف العراقية في دعم القضية الفلسطينية على كل الأصعدة.