الصفحة الاولىصحيفة البعث

الحرس الثوري يوقف سفينة أجنبية محمّلة بالوقود المهرّب روحاني يدعو ماكرون لاتخاذ خطوات متوازنة في الاتفاق النووي

 

أعلن حرس الثورة الإسلامية الإيرانية، أمس، أن الدوريات البحرية التابعة له أوقفت سفينة أجنبية محمّلة بالوقود المهرّب من إيران يوم الأحد الماضي، فيما دعا الرئيس حسن روحاني، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لاتخاذ خطوات متوازنة في الاتفاق النووي، مؤكداً: “نحن عازمون على ترك كل الأبواب مفتوحة لإنقاذ الاتفاق.. ينبغي للأوروبيين تسريع جهودهم لإنقاذ الاتفاق”.
وقالت دائرة العلاقات العامة في الحرس في بيان: إن الدوريات البحرية التابعة لمنطقة حرس الثورة الإسلامية الأولى في الخليج ومضيق هرمز قامت يوم الأحد بتوقيف سفينة أجنبية كانت تحمل مليون ليتر من الوقود المهرّب في جنوب جزيرة لارك، موضحة أن العملية تمّت بعد إنجاز التنسيق اللازم وصدور قرار الأطراف القضائية المعنية بهذا الشأن، في إطار عمليات الرصد ومراقبة تنقل السفن في الخليج والتصدي للتهريب المنظم.
وأضاف البيان: إنه كان على متن السفينة 12 شخصاً، وكانت في طريقها لنقل الوقود إلى سفن أجنبية في المياه الدولية، نافياً في الوقت نفسه توقيف أي ناقلة أو سفينة أخرى في الأيام الأخيرة.
كما عرضت وسائل إعلام إيرانية فيديو يظهر عملية احتجاز ناقلة النفط التي كانت تهرب الوقود، مشيرة إلى أن اسم الناقلة “رياح”، وهي ذاتها التي تحدثت عنها واشنطن قبل أيام ونسبتها للإمارات، كما أظهرت المشاهد المعروضة أن ناقلة النفط تحمل علم دولة بنما.
يأتي ذلك فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لم ولن تسعى لحيازة السلاح النووي، مشدداً على أن هذا السلاح لا يصنع الأمن لأحد، وقال، في مقابلة مع قناة بلومبيرغ الأميركية على هامش مشاركته في اجتماع المجلس الاقتصادي الاجتماعي لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك، “لو كنا نسعى لصنع القنبلة الذرية لقمنا بذلك في ذلك الوقت الذي دفعنا ثمنه، لكننا لم ولن نسعى وراءه لا في ذلك الوقت ولا الآن، لأن قائد الثورة الإسلامية في إيران أصدر فتوى بحرمتها، ومن جانب آخر لا نعتبر أن القنبلة الذرية تجلب الأمن”.
وفيما يتعلق بالمفاوضات مع أميركا أوضح ظريف أن بلاده لم تترك طاولة المفاوضات، بل إن الأميركيين هم الذين تركوها وبإمكانهم العودة، ويعرفون كيف يعودون إليها.
وحول ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة من قبل البحرية البريطانية قال ظريف: ليس لبريطانيا أي حق في توقيف الناقلة، وتصرفهم هذا يعد محض قرصنة بحرية.
في سياق متصل أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حسين نقوي حسيني أن الأوضاع في منطقة الخليج بالنسبة لإيران تحت السيطرة بشكل كامل، وقال: إذا لم يكن تصدير النفط آمناً لإيران فلن يكون آمناً للآخرين، مضيفاً: سواء أرادت بريطانيا أو أي بلد آخر التعامل مع إيران على نحو غير صحيح فإنهم سيتلقون رداً حاسماً.
دولياً أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أي خطوة خاطئة في منطقة الخليج محفوفة بعواقب مدمرة، وقال: “هناك زيادة في عدد تجمعات البحرية الأمريكية ما يخلق خطر حدوث اشتباك مسلح”، مضيفاً: أي خطوة خاطئة يمكن أن تؤدي إلى صراع محفوف بعواقب مدمرة لا يمكن التنبؤ بها.
إلى ذلك كشف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده تحاول إبقاء الاتفاق النووي مع إيران على قيد الحياة رغم كل التوترات المحيطة به، وأكد تمسكها بالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق، وقال: إن برلين ليس لديها أي أوهام بشأن احتمالات استخدام آلية حساب المعاملات التجارية مع إيران “اينستكس”، لكن على الرغم من ذلك، فإنها تحاول الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة، وأضاف: “لا نشك بأنه يمكننا تعويض الآثار الاقتصادية المترتبة على انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية فيينا النووية. لكننا، إلى جانب فرنسا والمملكة المتحدة أوضحنا باستمرار أننا نلتزم خطة العمل الشاملة المشتركة، وننوي الوفاء بالتزاماتنا بموجب هذا الاتفاق. واعتبر ماس أن آلية “اينستكس” تشكّل عنصراً هاماً في الجهود الأوروبية للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة.