صحيفة البعثمحليات

مواطنو سهول عكار يطالبون بحلول جذرية للنظافة

 

طرطوس- رشا سليمان
تمتد سهول عكار على مساحة واسعة، تغذيها تفرعات نهر الأبرش، وتعتبر منطقة خصبة، فعلى مدّ نظرك تمتد مئات الزراعات التي تشكل خزاناً اقتصادياً مهماً لمحافظة طرطوس، وتقع هذه السهول ضمن قطاع عدة بلديات، لكن ما يعكر صفوها القمامة المنتشرة على مفترقات الطرق في تجمعات تبقى عدة أيام قبل ترحيلها وتحت أشجار الكينا على جانبي الأوتستراد الدولي (حمص- طرطوس)، إضافة إلى مجرى النهر المغذي لمزروعات المنطقة، حتى أن هناك مناطق تكون ضمن قطاع عدة بلديات في آن واحد، وهنا نضرب مثلاً “نهر العروس” والذي لا يحمل من اسمه شيئاً، فترى تجمعات القمامة -بحسب كلام الأهالي- لأسابيع وربما لأشهر، حتى بات مكاناً يقصد لرمي النفايات. هي ظاهرة بات من الضروري أن تُضبط ونجد لها حلولاً جذرية تضفي على هذه السهول صبغة جمالية وتساهم في تنقية البيئة من هذه السموم.
ويوضح م. أحمد رضوان رئيس مجلس بلدة الصفصافة لـ”البعث” آلية عمل مجلس البلدة في تنظيف القطاع التابع له، حيث يقوم المجلس بتخديم تجمع سكاني /17000/نسمة، إضافة إلى الوافدين والعمال الزراعيين من خارج البلدة بعدد سكاني إجمالي /20000/ نسمة موزعين على أحياء: (الصفصافة، عين الزبدة، السهل والجبل، الصبوحية، شاص، العريمة، التوانين، الريحانية، ضهر الدير، متن الصفصافة ضمن قطاع جغرافي واسع..)، ويقوم مجلس البلدة بجمع وترحيل القمامة من هذه التجمعات إلى معمل وادي الهدة بسيارة ضاغطة واحدة وسائق واحد وستة عمال نظافة فقط، نظراً لوجود أربعة عمال في الخدمة الاحتياطية، علماً أننا نقوم كل عام بالإعلان عن حاجة البلدة لاستخدام عمال مؤقتين لمدة ثلاثة أشهر (عامل نظافة) ويتمّ تخصيصنا من الموازنة المستقلة لمحافظة طرطوس بعدد من العمال وفق خطة التشغيل للمحافظة، ولفت إلى وجود معاناة من قلّة اليد العاملة في قطاع النظافة، نظراً لعدم رغبة الشباب بالعمل في هذا المجال بسبب ضعف الراتب الشهري ومدة العقد ثلاثة أشهر، لافتاً إلى أنه يتمّ ترحيل القمامة من بلدة الصفصافة بمعدل ثلاثة أيام بالأسبوع، ويسعى المجلس لزيادة عدد أيام جمع وترحيل القمامة لحين تأمين سائق ثانٍ للسيارة.
وبيّن رضوان أنه ونظراً لوقوع اتستراد (طرطوس- حمص) وخط الجديد ضمن قطاع عمل مجلس بلدة الصفصافة، فإن هناك معاناة حقيقية من قيام بعض ضعفاء النفوس من المواطنين القادمين من خارج المنطقة بإلقاء القمامة بشكل عشوائي على جانبي الأتوستراد وخط الجديد في المناطق غير المأهولة، وكذلك وجود بعض الأهالي غير المتعاونين الذين يقومون بإلقاء القمامة خارج الأوقات المحدّدة لجمعها، ويضعون القمامة في أكياس غير مخصّصة لها وبأحجام كبيرة لا يمكن نقلها بالسيارة الضاغطة، أما بالنسبة لتجمع القمامة على جانبي جسر نهر العروس ومجرى النهر، فالمنطقة المذكورة غير تابعة إدارياً لأعمال مجلس بلدة الصفصافة وإنما تتبع غرباً وشمالاً لبلدية ناحوت وشرقاً وجنوباً لبلدة الكريمة.
ولفت م. أحمد عيسى عضو المكتب التنفيذي المختص إلى أنه يتمّ ترحيل القمامة التي يتمّ جمعها في المنطقة إلى معمل وادي الهدة، حيث تمّ إغلاق مكب الصفصافة عام 2018 وكان يشكل مصدر تلوث للمنطقة. ويرى عضو المكتب التنفيذي أن هناك طريقة لمنع رمي النفايات على جانبي الأوتستراد الدولي، وهي تطبيق قانون النظافة رقم /49/ لعام 2004 من قبل الوحدات الإدارية وتنظيم الضبوط بحق المخالفين. وبخصوص القمامة الموجودة على نهر العروس أوضح عيسى أن المنطقة مشتركة، وقد تمّ توجيه الوحدات الإدارية كافة للقيام بترحيل القمامة، لافتاً إلى أنه تمّ تأمين آليات جديدة للبلديات المحدثة (أرزونة- ناحوت)، حيث أصبحت تقوم بترحيل قمامتها وحدها، وهذا الأمر سيؤدي إلى تحسّن واقع النظافة في هذا القطاع إضافة إلى زيادة عدد العمال.
بدورنا نأمل من جميع الجهات المعنية والأهالي، كونهم البوصلة الحقيقية، إيجاد حلّ جذري لمشكلة القمامة، برميها في أماكنها وأوقاتها المحددة، ونطلب من الجهات المختصة العمل ما أمكن لمنع انتشار ظاهرة مكبات القمامة العشوائية للوصول إلى بيئة صحة خالية من الأمراض والأوبئة.