أخبارصحيفة البعث

“سمات العلمانية في سورية وأهدافها” في ندوة حوارية دخل الله: العلمانية حماية للدين وتعزيز للقيم الأخلاقية

 

حمص- عادل الأحمد:

أقامت قيادتا فرعي حمص والجامعة للحزب ندوة حوارية، أمس، حول “سمات العلمانية في سورية وأهدافها”، واستضافت الرفيق الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية للحزب رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام المركزي.
وأشار الرفيق دخل الله إلى أن العلمانية موضوع إشكالي، وهي تعددية بطبيعتها، وليست محايدة لطرف على حساب الآخر، مضيفاً: المصطلح ظهر في أوروبا بشكل خاص بهدف نشوء علاقات بين الدول، وهو دنيوي وليس ديني، ولا علاقة له بالعلم، أما في العالم العربي، فلم يكن لدينا مصطلح علمانية، مؤكداً أن فكرة المواطنة البدائية موجودة منذ الدولة الأولى في المدينة المنورة، وكان للمسيحيين واليهود حقوق بموجب عقد مع النبي محمد (ص)، وهذه تجربة يجب أن نقرأها جيّداً، إذ لم نحاول أن ندرس الناحية المدنية في الدولة العربية، فالخلافة تتم بالشورى، واخترعت الدولة الأموية الملكية، والتي ليس لها علاقة بالدين، أي علمانية، والدولة العباسية الثانية كانت مئة بالمئة علمانية، ليس للدين سلطة عليها، والدين متروك للقضاء والأئمة، والحكم للملك، والدولة العربية تصرّفت ملكياً وليس دينياً. وقال د. دخل الله: إنه في أوروبا حاولوا تحرير الدولة من الدين، لكنهم مازالوا يعملون وفق المنظور الديني، بحيث تكون الملكة في بريطانيا والمستشارة في ألمانيا من مذهب ديني دون غيره.
وأضاف: العلمانية هي حماية للدين من الوحل السياسي، وتعزيز للقيم الأخلاقية التي يؤمن بها، مبيناً الاختلاف بين الدين والدولة في الأهداف، فهدف الدولة الأمن والاستقرار وإدارة الاختلافات في المجتمع، بينما هدف الدين السلوك الحسن، وإتمام مكارم الأخلاق، وفي المضمون، فمضمون الدولة إدارة المصالح والنزاعات والتوثيق فيها وهي متغيّرة، بينما مضمون الدين إيمان بالمطلق والخضوع والقبول له، وفي الأدوات فالدولة مؤسسات بالجبر والإكراه وحساب السياسي بالدنيا، بينما أدوات الدين السلطة الروحية التي تشترع للأخرة وحسابها.
وأشار إلى أن للدولة وظيفتين: التعاطي السياسي وتنظيم النشاطات الاجتماعية، والدولة يمكنها تنظيم النشاط الديني كجزء من النشاط الاجتماعي، دون الدخول في القضايا العقائدية، مؤكداً أن سورية دولة علمانية وفق مفهوم وظيفي يُعنى بتنظيم العمل السياسي والإداري والنشاط المجتمعي دون أن يكون للدين أي تدخل في مؤسسات الدولة وتوجهاتها وواجباتها المجتمعية.
من جانبه، أكد الأب ميشيل نعمان أن العلمانية هي لحماية الدين، وإبعاد للطائفية والتكفيرية وعملية إلغاء الآخر، التي عشنا تطبيقاتها خلال سنوات الحرب، وتحرير للفكر وللإنسان التي تعمل من أجله.
وأشار الشيخ أحمد تميم إلى أن العلمانية مصطلح جاء نتيجة ظروف خاصة في الغرب أدت لنشوب الثورة الفرنسية بسبب تسلّط رجال الدين، والعلمانية نظام اجتماعي وسياسي متحرّر من سلطات رجال الدين.
حضر الندوة الرفاق أمينا فرعي حمص والجامعة للحزب ومحافظ حمص وفعاليات حزبية ورسمية وشعبية ودينية.