ثقافةصحيفة البعث

فرح الدبيات: رفضت قيود المجتمع

 

تمتلك صوتاً جميلاً يدخل قلب كل من يسمعه في مسرحية “درس قاسي”، درست في كلية الموسيقى لفترة إلا أنها ظلت تملك ذلك الشغف للتمثيل فتابعت التقديم لبروفات عروض مسرحية حتى نجحت بها وأخذت جائزة أفضل ممثلة، تركت الموسيقى لديها مساحة للراحة والاطمئنان ولحقت شغفها حتى تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2016.
فرح الديبات صاحبة المحاولات الكثيرة لأدوار قليلة وأبرزها في مسلسل “وحدن” للمخرج نجدت إسماعيل أنزور، ووقفت على خشبة المسرح الدائري في عمل بعنوان “المعانقات” عن كتابي “المعانقات” و”أفواه الزمن” للأديب إدواردو غاليانو، وهذا العام لفتت الأنظار في مسلسل “عندما تشيخ الذئاب” فظهرت في البداية مستسلمة تشعر كل من يشاهدها باليأس الذي يعتريها من معاملة أخيها وتحكمه بها في كل منافذ الحياة، لكن مع تطور الأحداث نرى شخصية حكيمة تتمرد وتتأمل في الحياة والمستقبل طارحة الكثير من الأسئلة: لم خُلقت في هذه العائلة؟ لم حكم عليها بالسجن داخل أربعة حيطان؟ لماذا لا تستطيع الفرح؟، وعن دورها تقول فرح الدبيات: هذه القيود كانت موجودة من قبل ومازالت حتى الآن، هي التي أغرتني لأقوم بهذه الشخصية، “فريال” كانت مشكلتي الحقيقة لمدة شهر وأنا أفكر ماذا شعرت؟ ماهي القسوة والخيبة وكل تلك المشاعر؟، استطعت تقديم الشخصية بهذا الشكل بسبب الدعم والمساحة التي أعطيت للممثلين، على الرغم من صغر سني وأعتبر من الجيل الشاب إلا أنني اعتبرته دافعا كبيرا مع وجود القليل من الخوف، دون إنكار أن فريق العمل رائع ومريح بالإضافة إلى الثقة والأمان اللذان كنت محاطة بهما.
بعد تمرد “فريال” وحرق نفسها إصراراً على موقفها لرفض القيود التي يفرضها أخوها والمجتمع الصغير الذي تعيش فيه، عادت فرح إلى الجمهور بخدعة تستكشف فيها مكامن ضعف الإنسان، وقسوته، وفي الكثير من الأحيان تعاطفه، هذه الخدعة قدمتها في مسرحية “درس قاسي” التي تناولت النفس البشرية وأغوارها وما يجري داخلها من صراعات بين الخير والشرّ وبين الطاعة العمياء والانقياد وراء القائد، وعن القسوة التي عشناها في سنوات الأزمة.
وفي سؤال لها هل مسموح أن تقدم هكذا خدعة للجمهور؟ تجيب فرح: الخدعة في المسرح مسموح بها، لأنه يجب التحدث عن السنوات التي مررنا بها، إن قراءة نص قاس تشعر أنه يخصك وتعرف من خلاله ماذا تعني القسوة والعنف هذا ما جعلني أتحمس للنص، أعتقد أنه مسموح لأنه أصبح لدينا شعور مختلف، وكان مقبولاً بالنسبة لي ووظف بالمكان الصحيح.
كان التفاعل مع المسرحية كبيراً ففي كثير من الأحيان بعد انتهاء العمل يعانقني العديد من الأشخاص ويظهر مدى تأثرهم وأغلبهم كانوا ممن تعرضوا أو أحد من معارفهم لنوع من أنواع التعذيب.
لا تتعامل فرح مع النص الذي أمامها على أنه شيء جامد لا حياة فيه، ترى نفسها في التزام، هناك فكرة يجب أن تقدم ورسالة من الواجب أن تصل، هي ترى أن العمل يجب أن يُحس بأن تتحول الشخصية الموجودة على الورقة نابضة وواقعية إلى أقصى الحدود.
علا أحمد