الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتلال يدمّر الزراعة في غزة.. وإدانات دولية لعمليات الهدم في القدس

أدانت الأمم المتحدة عمليات الهدم التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي وادي الحمص بالقدس المحتلة، وقالت وكيلة الأمين العام في الأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو: إن “سياسة الهدم الإسرائيلية لا تتوافق مع القانون الدولي ويجب وقفها”، كما أدانت حكومات فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا هدم كيان الاحتلال لممتلكات فلسطينية في القدس، واعتبرته سابقة خطيرة.

وجاء في بيان مشترك صادر عن حكومات الدول الأربع، أمس يقلقنا دائماً استمرار السلطات “الإسرائيلية” في هدم ممتلكات فلسطينية، وإن هدم ممتلكات في أراض محتلة مخالف للقانون الإنساني الدولي ولقرارات مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن هذه العمليات تسبب معاناة الشعب الفلسطيني في غنى عنها، وتضر بعملية السلام.

وفي سياق متصل أكد تحالف قوى المقاومة الفلسطينية أن عمليات الهدم التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في وادي الحمص بمنطقة صور باهر شرق القدس المحتلة تأتي في إطار العمل المبرمج للاحتلال لتهجير الفلسطينيين وإقصائهم عن أرضهم بهدف تنفيذ ما يسمى “صفقة القرن”، وأشار التحالف في بيان له أمس إلى أن هذه الجريمة تعتبر تحدياً لكل الأعراف والقوانين الدولية، داعياً القوى والفصائل والهيئات الفلسطينية إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية من خلال تصعيد المواجهة للاحتلال وحشد الطاقات لتعزيز النضال وتجديد الانتفاضة. كما طالب التحالف بالتحرك الجاد والسريع على الساحتين العربية والدولية، واتخاذ الخطوات التي من شأنها تعزيز وحدة الشعب، وإقامة حوار وطني جامع لتحقيق وحدة وطنية فلسطينية حقيقية، والتصدي لجرائم الاحتلال. في حين طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات دول العالم أجمع بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق فوري في جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على وقفها، وتوفير الحماية له.

وذكرت وكالة وفا أن عريقات دعا في رسائل وجهها إلى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والهند وأمريكا اللاتينية وكندا وأستراليا واليابان وغيرها إلى دعم المفوضة السامية لحقوق الإنسان في تنفيذ ولايتها بموجب قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رقم 31/36 لعام (2016) لإصدار قاعدة بيانات الشركات العاملة والمتواطئة في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، والسعي الجدي لتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال.

ولفت عريقات إلى ممارسات الاحتلال العدوانية في مدينة القدس المحتلة بهدف إلغاء الوجود الفلسطيني، وتوسيع العمليات الاستيطانية الاستعمارية، مؤكداً أن سياسة التهجير القسري، وهدم المنازل، وتشريد الفلسطينيين مخالفة فاضحة لقواعد القانون الدولي، وأشار إلى أن هدم سلطات الاحتلال عشرات الشقق السكنية في حي وادي الحمص في بلدة صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، وتشريد الفلسطينيين مثال آخر على ممارسات سلطات الاحتلال غير القانونية الرامية إلى القضاء على الوجود الفلسطيني في القدس.

في غضون ذلك، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من تدهور الحالة الصحية للأسير مصطفى حسنات والذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 23 يوماً احتجاجاً على انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لحقوق الأسرى.

ونقلت وكالة وفا عن الهيئة قولها في بيان: إن تدهوراً طرأ على الحالة الصحية للأسير حسنات البالغ من العمر 21 عاماً والذي تحتجزه سلطات الاحتلال في العزل الانفرادي بمعتقل “أوهلي كيدار”، مشيرة إلى أنه فقد 17 كيلوغراماً من وزنه، ويشتكي من أوجاع حادة في المعدة ودوخة.

يشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير حسنات في الخامس من حزيران 2018 من مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية.

وفي إطار عمليات الاستفزاز، جدد مستوطنون إسرائيليون اقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، وذكرت وكالة وفا أن 80 مستوطناً اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.

من جهة ثانية، أكد تقرير حقوقي أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف أراضي قطاع غزة المحاصر بمواد كيميائية تدمّر الحقول والمزروعات، مدعية أنها مبيدات زراعية.

وذكرت وكالة معا أن تقرير وكالة الأبحاث اللندنية فورنسيك أركيتكتشر الصادر مؤخراً يقدّم تحليلاً لعمليات الرش الجوي للمبيدات الزراعية التي قامت بها سلطات الاحتلال في القطاع من العام 2014 حتى 2018، ويؤكد تقارير فلسطينية سابقة، ويعتمد بشكل كبير على أبحاث ميدانية قامت بها مؤسسات حقوق الإنسان “مسلك” و”عدالة” ومركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة أقرت فيها سلطات الاحتلال بأنها قامت بثلاثين عملية رش لمواد كيميائية من الجو خلال خمس سنوات بالقرب من أطراف القطاع، وأشار تقرير الوكالة إلى أن جمعيات ومؤسسات حقوقية تحذّر منذ العام 2015 من الأضرار الجسيمة التي تلحقها عمليات الرش الجوي هذه بالمحاصيل ومناطق رعي المواشي والتربة والمزارعين وأهالي القطاع بشكل عام.

وبيّن التقرير أن رش سلطات الاحتلال ما تسميه “المبيدات” من الجو انتهاك لحقوق الإنسان ومخالفة للقانون الدولي مطالباً بوقفها.