الصفحة الاولىصحيفة البعث

السويد تطلق محادثات لتهدئة التوتر في منطقة الخليج

أعلنت السويد أنها تجري محادثات مع إيران وبريطانيا وأطراف آخرين بشأن الناقلة البريطانية المحتجزة في مضيق هرمز والمملوكة من شركة سويدية، فيما بعثت ممثلية إيران الدائمة في منظمة الأمم المتحدة برسالة إلى مجلس الأمن الدولي تتضمن معلومات متعلقة بحيثيات توقيف ناقلة النفط البريطانية، مؤكدة أن الخطوة التي اتخذتها إيران كانت ضرورية لإرساء النظام والقانون وحفظ أمن الملاحة البحرية في مضيق هرمز، وجاءت طبقاً للقوانين الدولية. وقالت الممثلية في الرسالة التي قدّمتها في الأمم المتحدة: إن ناقلة النفط المذكورة اصطدمت يوم الجمعة الماضي بسفينة صيد إيرانية، ما ألحقت بها أضراراً، كما أدت إلى إصابات بعدد من أفراد الطاقم والصيادين الذين يعانون من حالة صحية متدهورة في الوقت الحاضر، وأضافت: إن ناقلة النفط البريطانية تجاهلت بعد هذه الحادثة التحذيرات الموجّهة لها من قبل المسؤولين الإيرانيين، وبادرت إلى إطفاء منظوماتها الملاحية، في إجراء خطير، وتغيير مسارها، وحاولت الهرب عبر التحرك في الجهة المعاكسة، حيث جرى توقيفها من قبل القوات الإيرانية. وتابعت الرسالة: إن الخطوة التي اتخذتها إيران كانت ضرورية لإرساء النظام والقانون وحفظ أمن الملاحة البحرية في مضيق هرمز، وجاءت طبقاً للقوانين الدولية تماماً، مشيرة إلى أن ناقلة النفط المذكورة التي تمّ توقيفها بقرار صادر من مسؤولي القضاء المحليين قد تمّ توجيهها إثر ذلك إلى بندرعباس جنوب إيران. وأعلنت الممثلية الإيرانية في رسالتها أنه وفقاً للقرار الصادر من مسؤولي القضاء، فإن التحقيقات جارية حول المخالفات التي ارتكبتها ناقلة النفط المذكورة، ومنها الأضرار التي ألحقتها بالبيئة البحرية وسفينة الصيد الإيرانية وطاقمها وصياديها. وبناء على المعلومات المذكورة، فقد رفضت إيران المزاعم المطروحة في الرسالة الأخيرة التي رفعتها بريطانيا إلى مجلس الأمن الدولي حول ناقلة النفط ستينا ايمبرو.

في سياق متصل أعلن القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران اللواء حسين سلامي أن القوة البحرية للحرس الثوري سحبت ناقلة النفط البريطانية ستينا امبيرو من بين 4 بوارج أميركية ومدمرة بريطانية إلى السواحل الإيرانية، فيما قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى مجتبى ذو النور: إن بريطانيا احتجزت ناقلة النفط الإيرانية بطريقة غير قانونية، وكان الدافع الوحيد لها في ذلك هو الانصياع للولايات المتحدة وتأمين مصالحها.

ورفض ذو النور في تصريح مماثل الذرائع البريطانية لاحتجاز ناقلة النفط الإيرانية، وقال: إن بريطانيا لم تعد عضواً في الاتحاد الأوروبي لكي تسعى إلى تطبيق عقوباته، لافتاً إلى أن بريطانيا أوقفت ناقلة النفط الإيرانية عن طريق البلطجة والقرصنة، وأن إيران بذلت جهوداً قانونية ودبلوماسية وسياسية لتحريرها وطبقاً للقانون الدولي فإن بريطانيا لا تستطيع أن تواصل حجز الناقلة، وسيتمّ إطلاقها عاجلاً أم آجلاً.

في السياق ذاته، أكدت مجلة “ذي ويك” البريطانية أن لندن ارتكبت حماقة كبيرة باحتجازها ناقلة النفط الإيرانية غريس1، معتبرة الرد الإيراني باحتجاز الناقلة البريطانية بالمعقول تماماً، وتساءل الكاتب ماثيو والتر: “لماذا يستولي البريطانيون على سفينة أجنبية في فترة ركود لحكومة فاشلة، وعندما يكون لديهم رئيس وزراء بالاسم فقط؟!”، مشيراً إلى أنه لدى البريطانيين مشكلات أكثر إلحاحاً من ناقلات النفط الإيرانية التي تمارس أعمالها، مثل الوضع الدستوري لاستفتاء غير مدروس حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، واعتبر أن القيام بالعمل القذر نيابة عن الاتحاد الأوروبي في توقيف الناقلة الإيرانية لن يسهم بتحقيق صفقة أفضل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأشار الكاتب إلى أن بريطانيا تورّط نفسها بمثل هذه التصرفات، وخصوصاً أنها غير مستعدة لخوض حرب من تلقاء نفسها، كما أنه من غير المتوقع من الولايات المتحدة، مع رئيسها الأحمق دونالد ترامب، أن تنقذها، معتبراً أن ما يجري ليس مجرد مهزلة بل أكثر، فبريطانيا ليست قوة مستقلة، وهي ليست كذلك منذ عقود، وتحديداً منذ عام 1945، ومهما كان الموقف بين أولئك الذين يصعدون في حزب المحافظين من غير المرجح أن تتغيّر هذه الحقيقة في القريب.

يأتي ذلك فيما أكدت الخارجية السويدية أنه في ضوء الخطورة الشديدة للوضع في المنطقة من المهم أن تسهم الخطوات التي يتمّ اتخاذها في تهدئة التوتر، وتحدثت عن حوار على مستويات مختلفة في هذا الشأن آملة التوصل إلى حل للقضايا وتهدئة الوضع، فيما أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أن القيادة المركزية في الجيش الأميركي، ومقرها في تامبا بولاية فلوريدا، ستستضيف مؤتمراً لتأليف القوة الخاصة بالمبادرة الأميركية، مشيراً إلى أن المبادرة الأوروبية المقترحة لتعزيز الأمن البحري في الخليج مكملة للجهود الأميركية الحالية، وليست عملية قائمة بذاتها، من دون أن يكشف إن كانت هناك مناقشات مباشرة في هذا الأمر مع بريطانيا، وأوضح  أن الأمر لا يتعلق بحملة الضغط على إيران، بل يركّز على حرية الملاحة فقط.