اقتصادصحيفة البعث

بعد مرور تسعة أشهر .. التجربة ما زالت “قيد التجريب” تحسين جودة الرغيف وتبريده حلول متاحة لكنها غائبة !

 

دمشق– فاتن شنان
طرحت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك منذ شهر أيلول الفائت تجربة إنتاج رغيف الخبز ذي القطر الصغير، وذلك بغية التخفيف من الهدر المنزلي لمادة الخبز، حيث اعُتبرت التجربة إحدى أهم الحلول لمعالجة الإشكالية في حال تمخضت عن نتائج نهائية تؤكد أن التكلفة المادية أقل أو مقاربة لتكلفة إنتاج الرغيف ذي الحجم الكبير، بالتوازي مع قبول المواطنين للفكرة، إلا أن التجربة -ولغاية يومنا هذا- لم تنته بالرغم من مضي ما يقارب تسعة أشهر، وكانت وزارة التجارة الداخلية قد حدّدت على لسان معاون وزيرها جمال شعيب أن الموعد المحدّد لانتهاء التجربة واستخلاص نتائجها هو نهاية شهر حزيران، ليصار إلى دراستها والعمل على تعميمها فيما لو كانت إيجابية وتخدم الهدف المنشود، إلا أنه ومن خلال متابعتنا لموضوع التجربة لم نحصد سوى التأجيل، فقد عمدت الشركة العامة للمخابز إلى تبرير التأخير الحاصل بعدم وجود الزمن المطلوب لإجراء المعايرة الصحيحة، إذ بيّن مديرها العام جليل إبراهيم أن التجربة المطبّقة في مخبزي برزة واليرموك تحتاج إلى مزيد من الوقت لإعطاء نتائج نهائية بالتكلفة الفعلية لإنتاج هذا النوع من الخبز، ومقارنتها مع تكلفة الخبز الكبير ليُبنى على الشيء مقتضاه، دون تحديد الوقت اللازم، فهل تنطوي هذه التجربة على تعقيدات تستلزم وقتاً طويلاً، أم إن مسألة الهدر المنزلي لم ترتق إلى عتبة الإشكاليات التي تحتاج حلولاً سريعة على الرغم من ارتفاع نسبتها إذا ما قورن الدعم المقدّم لها بسعر المبيع، حيث تبلغ تكلفتها على الحكومة نحو 200 ليرة سورية وتباع بـ50 ليرة؟؟.
لكن التجربة لن تشكّل الحل الأمثل كما سوّقت له الوزارة، فالهدر المنزلي ناتج عن رداءة صناعة الخبز والذي يساهم في تحوله بعد وقت ليس بالطويل إلى خبز جاف غير صالح للاستعمال، مما يؤدي إلى رميه وشراء الجديد منه يومياً، حيث أكد استطلاع آراء لعمال النظافة وجود كميات كبيرة من ربطات الخبز بالقرب من أماكن القمامة وتكاد تكون ربطات كاملة بحسب أحدهم، وبالتالي فإن تحسين جودة الرغيف يتصدّر أولى الخطوات في مسار المعالجة بغض النظر عن حجمه الذي قد يساهم الصغير منه في تقليل نسبة التلف مقارنة مع الحجم الكبير، إضافة إلى ضرورة التركيز على تبريد الخبز وعدم تعبئته بأكياس النايلون وبيعه ساخناً، وعلى الرغم من تأكيد مدير المخابز الحاجة إلى آلات مرتفعة الثمن إلا أن المهندس عبد الرحمن قرنفلة، وهو المتابع للشأن الاقتصادي، أكد أن تطويل مسار سير تبريد الخبز لا يحتاج إلى آلات وهي تجربة منفذة في أحد المخابز في دمشق، وبالتالي يمكن تصنيعها محلياً وتلافي سلبيات بيع الخبز الساخن.
ولفت قرنفلة في حديثه إلى أهمية بيع الخبز عن طريق البطاقة الذكية التي ترشد استهلاك الخبز بشكل عام وتمنع تجارته، مع فتح المجال لذوي الاستهلاك الأكثر لشرائه خارج مظلة البطاقة، وبالتالي يمكن لهذه الخطوة الحدّ من استخدام الخبز كعلف للثروة الحيوانية والتي تستنزف جزءاً كبيراً منه، مع الإشارة إلى ضرورة تغيير النمط الاستهلاكي لمادة الخبز والحفاظ عليه.