رياضةصحيفة البعث

مهمة صعبة

 

لا شك أن فراغ جعبة ناديي الاتحاد والحرية من البطولات والألقاب هذا الموسم والمواسم السابقة سيرتب على اللجنتين المؤقتتين، والإدارتين المنتخبتين لاحقاً إنجاز الكثير من الأعمال استعداداً لاستقبال الموسم الرياضي الجديد، لجهة تنظيم العمل الإداري والفني، وتسمية الكوادر والمدربين، وإبرام العقود مع اللاعبين، ووضع البرامج التحضيرية التي تضمن استعداداً لائقاً ومناسباً لمختلف الألعاب الرياضية، وتحديداً كرتي القدم والسلة.

وبالنظر إلى محدودية الخيارات المتاحة أمام الناديين، نرى أن مهمتهما لن تكون سهلة لأسباب عدة أبرزها ما يمر به الناديان من ظروف مالية صعبة ومعقدة نتيجة الإنفاق غير المنظم خلال الموسم الذي مضى، وبالتالي فإن خلو صندوق الناديين من أي رصيد حالياً سيضعهما في مواقف حرجة، وسيزيد من حدة المشكلات والأزمات التي تعصف بالناديين منذ فترة ليست بقصيرة.

أمام هذه المعضلة نرى أهمية إجراء عملية مسح وتقييم وتحليل لواقع الناديين وفق ما هو متاح من إمكانات وقدرات مالية وفنية، والعمل على تأطيرها وتوظيفها ضمن مسارات محددة، وحسب أولويات العمل الملحة، ووضع أسس ومعايير حقيقية لنظام التعاقد مع اللاعبين والمدربين على السواء، والتدقيق في آليات الصرف والإنفاق من عائدات الناديين الاستثمارية، والتخفيف ما أمكن من الهدر، وتكريس مبدأ المحاسبة والعقاب لتمكين الناديين من الإقلاع مجدداً بروح وهوية جديدتين، وعلى نحو يرضي جمهورهما، ويطوي صفحة الإخفاق والفشل.

خلاصة القول، ومما تقدم نجد أنه لم يعد ممكناً إبقاء الناديين في دوامة القلق والمراوحة في المكان إن لم تكن إلى الوراء، وليس مسموحاً أن يبقى الناديان حقلاً للتجارب والاجتهادات الفاشلة، وهو ما يجب أن تعيه وتدركه اللجنتان المؤقتتان الحاليتان المشهود بخبرتهما، والمطلوب منهما توحيد الجهود، وتهيئة أفضل الظروف والمناخات، وضبط إيقاع العمل وفق نواظم وقواعد جديدة تزيل كل المعوقات، بما يتيح للإدارتين المنتخبتين بعد حوالي شهرين من الآن مساحة رحبة للعمل بإنتاجية وكفاءة أفضل.

معن الغادري