الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو تحذّر واشنطن من نشر صواريخها في أوروبا

 

مع تزايد مخاطر اندلاع نزاع عسكري تكون ساحته القارة الأوروبية بسبب قيام الناتو بتعزيز وجوده العسكري على حدود روسيا، بالتزامن مع الانسحاب الأمريكي من اتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى وغيرها من المعاهدات التي تساهم في تحقيق الاستقرار الاستراتيجي، تعالت الأصوات الأوروبية مؤخراً بضرورة التمسك بهذه المعاهدات، بينما حذّرت روسيا غير مرة من قيام الولايات المتحدة بتعزيز وجودها العسكري والصاروخي على الحدود الروسية.
وفي تصريح له أمس، حذّر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الولايات المتحدة من نشر صواريخ محظورة في أوروبا، مؤكداً أن بلاده ستفعل الشيء ذاته في حال قيام واشنطن بهذه الخطوة، وقال، ردّاً على تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بأن الولايات المتحدة ستنسحب في الثاني من آب الحالي من اتفاقية الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى: “روسيا ستضع في هذه الحالة صواريخ مماثلة على مسافة مماثلة من الحدود الأمريكية”.
ولفت مصدر إعلامي إلى أن المكان الذي توعّد ريابكوف أن تضع بلاده الصواريخ فيه في حال نشرت الولايات المتحدة الصواريخ المحظورة في أوروبا، قد يكون على بعد بين 300 و400 كيلومتر من شواطئ الولايات المتحدة الجنوبية.
وفي الشأن ذاته، كشف ريابكوف أن الخطط العسكرية لبلاده تأخذ في الحسبان قواعد الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا ورومانيا، ومخازن رؤوسها الحربية في أوروبا، وقال: “فيما يتعلق بالجوانب المحددة للتخطيط العسكري وتوزيع الأهداف، فهذه مسألة تقع خارج نطاق المناقشة العامة. نفترض أن القواعد الأمريكية القائمة في رومانيا، مثل تلك التي هي قيد الإنشاء في بولندا، مناسبة تقنياً وهيكلياً ليس فقط لإطلاق صواريخ اعتراضية، ولكن أيضاً لإطلاق صواريخ كروز هجومية ضد أهداف أرضية”، وأضاف: “بناء على ذلك، نأخذ كل ذلك بعين الاعتبار في تخطيطنا العسكري، لأن هذا يمثل عنصراً جديراً بالحسبان”، وتابع: “قواعد تخزين الرؤوس الحربية الأمريكية المختلفة تمثل دون شك موضوعاً آخر يتم أخذه بالحسبان من المخططين العسكريين الروس. ونحن نفهم أنه في حالتنا، أي فيما يتعلق بمنشآتنا الروسية، يحدث الشيء نفسه على الجانب الآخر”.
إلى ذلك، نقلت وكالة “تاس” عن وزارة الدفاع الروسية، أن بحر البلطيق شهد انطلاق مناورات “درع المحيط” البحرية العملياتية.
وستستمر المناورات التي تجري بقيادة قائد سلاح البحرية اللواء البحري، نيقولاي بيمينوف، حتى 9 آب الجاري.
وتشارك في المناورات 70 سفينة حربية وزورقاً وسفينة مساعدة و58 طائرة ومروحية بحرية.
وشكّلت السفن والزوارق البحرية التي شاركت في العرض البحري العسكري الذي أقيم في 28 تموز في سان بطرسبورغ بمناسبة عيد البحرية الروسية، أساساً لمجموعة السفن المشاركة في المناورات.
وسيتدرّب البحارة الروس أثناء المناورات على التعاون بين السفن الحربية عند استخدام السلاح البحري، كما يتدرب الضباط على تطوير سبل قيادة القوات البحرية استعداداً للدفاع عن المصالح القومية لروسيا.
يذكر أن مناورات “درع المحيط” أجريت لأول مرة في الفترة ما بين 1 و8 أيلول عام 2018 في البحر الأبيض المتوسط، حيث شاركت 26 سفينة بحرية و34 طائرة حربية، بما فيها طائرات “تو-160” الاستراتيجية ومقاتلات “سوخوي”. أما طراد “المارشال أوستينوف” فتولى آنذاك قيادة المناورات.
من جانب آخر، وعلى خلفية تصاعد الاحتمالات باندلاع مواجهة عسكرية بين الناتو وروسيا، بسبب إصرار بعض الدول الأوروبية على نشر الدرع الصاروخي الأمريكي على أراضيها بالقرب من الحدود الروسية، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى ضرورة تمديد روسيا والولايات المتحدة معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “ستارت الجديدة” التي ينتهي سريانها في شباط 2021.
وكتب ماس: “ندعو موسكو وواشنطن للتمسك بتمديد المعاهدة. هذا سيتيح فسحة من الوقت لتعديل المعاهدة وفقاً للسياق الجديد، وسيمثل إشارة مهمة من أجل ضمان الأمن في وقتنا المحفوف بالمخاطر”، وشدّد على ضرورة خوض “حوار منتظم حول الأمن الأوروبي بين الولايات المتحدة وروسيا كما بين الأوروبيين أنفسهم”.
وقد أيّدت روسيا من جهتها تمديد المعاهدة، معتبرة أن التصريحات الأمريكية باحتمال عدم حصول ذلك، تمثل عنصراً مخلاً للتوازن في المفاوضات الجارية بين موسكو وواشنطن بشأن تحقيق الاستقرار الاستراتيجي.
وتعتبر معاهدة “ستارت الجديدة”، امتداداً لمعاهدة الحدّ من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية “ستارت-1” الموقعة في 30 حزيران 1991 في موسكو، وتبنّتها روسيا والولايات المتحدة في 8 نيسان 2010 في براغ، لتحل محل المعاهدة القديمة التي انتهت في كانون الأول 2009.
ودخلت “ستارت الجديدة” حيز التنفيذ في 5 شباط 2011، ومدتها 10 سنوات قابلة للتمديد لمدة 5 سنوات أخرى بتوافق الطرفين.