اقتصادزواياصحيفة البعث

ظاهرة مشبوهة..!

يطرق مندوبو المبيعات أبواب البيوت دون موعد مسبق ليفاجئوا زبائنهم المحتملين بأسلوبهم اللبق وهندامهم الأنيق “المفتعلين”، طالبين منهم الإذن بالدخول لعرض ما في جعبتهم من بضائع مغرية وبأسعار منافسة – على حد زعمهم – وغالباً ما ينجح أسلوبهم عبر عزفهم على وتر الحرج وعدم استقبال الضيف وغير ذلك من العادات والتقاليد المعروفة لدى المجتمع الشرقي التي تسهـِّـلُ مهمتهم وتخولهم الدخول ليبسطوا سلعهم أمام رب المنزل مستفيضين بشرح مزايا ما يعرضون بحيث لا يخرجون دون إقناع زبونهم بشراء ولو قطعة واحدة مما يحملون…!!
وتلجأ بعض الشركات التسويقية إلى أسلوب أكثر رقياً نسبياً مما سبق، يتمثل بإجراء مكالمة هاتفية مع الزبون، وغالباً ما يقوم بهذه المهمة فتاة ذات صوت عذب، مستندة بذلك على دليل الهاتف لكل منطقة، تطلب عنوان البيت لإجراء زيارة لعرض منتجات الشركة، باذلة قصارى جهدها للحصول على مطلبها، وعندما تيأس من ذلك – وهذا نادراً ما يحصل– تعطي عنوان الشركة للزبون عسى أن يقوم بزيارة مرتقبة..!
تعتبر شركات بيع فلاتر المياه من أكثر الشركات التي تعتمد أسلوب المكالمات الهاتفية خاصة في المناطق التي تعاني من عدم وصول المياه الصالحة للشرب إلى المنازل، فأملها بالإقناع أكثر حظوة من بقية الشركات، كون ما تسوقه يلقى رواجاً في هذه المناطق..!
واقع الأمر بالعموم يشي بأن بعض هذه الشركات تغرر بزبائنها سواء لجهة فاعلية المواد التي تسوقها أو لجهة سعرها، الأمر الذي يفقدها مصداقيتها، لاسيما أن أغلب هذه الشركات مغمورة..!
ما نود التطرق إليه في هذا السياق هو تحذير المواطنين من بعض من يجولون على البيوت خاصة أوقات الظهيرة وما قبلها – وهي الفترة التي غالباً ما يغيبُ أرباب المنازل من الرجال وانشغالهم في العمل – منتحلين صفة مندوبي المبيعات ليدخلوا البيوت ليعيثوا فيها فساداً وسرقة، ولاسيما أن فريق مندوبي هذه الشركات -وكإجراء احترازي- يتكون من شاب وشابة، حيث تقوم الأخيرة بطرق الباب والوقوف أمام العين الساحرة حاملة حقيبة توحي بأنها مندوبة لإحدى الشركات لتبعث الطمأنينة بنفس ربة المنزل وتفتح لها الباب دون أدنى خوف أو ريبة..!
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com