رياضةزواياصحيفة البعث

“المكتوب مبيّن”

 

من المبكر تقييم أداء الإدارتين المؤقتتين لناديي الحرية والاتحاد، ولكن كما يقول المثل الشعبي: “المكتوب مبيّن من عنوانه”، ولعل في ذلك مؤشراً على أن عملهما قد يكون محكوماً بالفشل قبل أن يبدأ لاعتبارات وأسباب عدة أشرنا إليها غير مرة، ولا مجال لعرضها والغوص في تفاصيلها الآن.
فعندما يعلن مدرب رجال الحرية استقالته شفهياً بعد مضي يومين فقط على تكليفه، فهذا يدل على وجود خلل ومشكلة كبيرة، وفي المقلب الآخر عندما تبدو إدارة نادي الاتحاد عاجزة تماماً حتى الآن عن حسم خياراتها، وتسمية مدرب جديد لقيادة فريقها الكروي الأول، فهذا يعني أيضاً دخول الفريق في دوامة التكهنات والتوقعات والخيارات غير الموفقة والمحدودة على حساب عداد الوقت الذي لن يكون في حال من الأحوال في صالح مسيرة الفريق، والمفترض أن يكون قد أنهى ملف تعاقداته، ودخل جدياً في مرحلة التحضير والاستعداد للدوري القادم بروح وهوية جديدتين، حسب ما وعد به مدير الكرة جمعة الراشد بأن الموسم القادم سيكلل بالنجاحات والبطولات والانتصارات للكرة الاتحادية.
ومع تباين الفوارق بين ناديي الحرية والاتحاد، يبقى الأخير الأوفر حظاً وفرصاً في ترتيب وتنظيم أوضاع الفريق، وتقديم أوراق اعتماده في الدوري، وهنا نشير إلى الوفر المالي في صندوق النادي من العائدات الاستثمارية السنوية، على خلاف صندوق نادي الحرية الخاوي تماماً بعدما أنفقت الإدارة السابقة بسخاء غير مسبوق كامل مدخرات وعائدات النادي على الفريق في الموسم الماضي، وهو ما صعّب من مهمة المدرب المكلّف مصطفى الحمصي الذي رفع راية الاستسلام مبكراً، وقبل أن يباشر مهامه فعلياً لعدم قدرة إدارة النادي المؤقتة على الإيفاء بوعودها، وتأمين متطلبات واحتياجات الفريق، خاصة ما يتعلق منها بملف إنجاز التعاقدات مع اللاعبين لتدعيم صفوف الفريق.
والواضح أن هذه المشكلة لن تقف عند حدود فريق كرة القدم، ومن المؤكد، في ظل ما يعانيه النادي من أزمة مالية خانقة، أنها ستطال باقي الفرق التي لن تبقى جالسة على مقعد انتظار تنفيذ الوعود طويلاً، وهو ما يستدعي على عجل إيجاد حلول فورية تخرج النادي من عنق الزجاجة، وتجنبه المزيد من الانهيار والهبوط الاضطراري.
معن الغادري