دراساتصحيفة البعث

سورية حاضرة في الحملات الرئاسية الأمريكية

ترجمة: البعث

عن موقع بولتي فاكت 2019

أثارت تصريحات المرشحة الرئاسية الديمقراطية تولسي جابارد في المناظرة الرئاسية الثانية في ديترويت عاصفة قوية في معظم الولايات المتحدة الأمريكية، حين اتهمت الرئيس دونالد ترامب بدعم تنظيم القاعدة، واتهامها ترامب بشكل مباشر أن بعض الأسلحة التي تبيعها الولايات المتحدة للمملكة السعودية تنتهي في نهاية المطاف بمجموعات متمردة في سورية لها صلات بتنظيم القاعدة، وأن الولايات المتحدة كانت تدعم هؤلاء المتمردين منذ ما قبل تولي ترامب منصبه.

في المناظرة الرئاسية الديمقراطية الثانية في ديترويت، اتهمت النائبة تولسي جابارد من هاواي الرئيس دونالد ترامب بمساعدة القاعدة، وقالت عن ترامب والمنظمة المسؤولة عن الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة في 11 أيلول 2001: “المشكلة هي أن هذا الرئيس الحالي مستمر في خيانتنا، كان من المفترض أن نلاحق تنظيم القاعدة، لكن على مدار (الأعوام) الآن، لم نقم بمطاردة تنظيم القاعدة، الذي أصبح أقوى اليوم مما كان عليه في الحادي عشر من أيلول، لأن رئيسنا يدعم القاعدة”.

ورداً على سؤال بعد المناقشة لتوضيح هجومها على ترامب، أخبرت جابارد فوكس نيوز أن دعم وتحالف ترامب مع المملكة السعودية يوفر دعماً مباشراً وغير مباشر لتنظيم القاعدة، لأن المملكة السعودية تؤمّن هذه الأسلحة والدعم للقاعدة في اليمن. وعندما تمّ الطلب من المتحدث باسم حملة جابارد لدعم ادّعائها، لم يشر المتحدث إلى اليمن، بل أشار إلى سورية، وقال: “إن ترامب يحمي القاعدة في إدلب من خلال صفقات ذراعه مع المملكة السعودية التي تقوم بتسليح تنظيم القاعدة في سورية”.

وقد حاول خبراء الإرهاب في أمريكا الرد على تصريحات جابارد بأن الولايات المتحدة قاتلت مراراً تنظيم القاعدة، وأنه حتى لو كان من الممكن إثبات أن بعض الأسلحة التي باعتها الولايات المتحدة للمملكة السعودية ينتهي بها المطاف بمجموعات متحالفة مع تنظيم القاعدة، إلا أن هجوم جابارد يذهب بعيداً في القول إن ترامب يدعم المجموعة الإرهابية. وقد استشهد هؤلاء الخبراء بحادثة مقتل حمزة بن لادن، نجل مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حيث أكدوا أن  العملية حصلت على دعم من الولايات المتحدة، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز. وقال المسؤولون إنه على الرغم من أنه ليس من الواضح متى قُتل، إلا أنه كان خلال إدارة ترامب.

وليس هذا فقط، فقد قالت قناة ABC News: “إن الولايات المتحدة تدعم القوات الصومالية ضد إحدى الشركات التابعة لتنظيم القاعدة، وأن الولايات المتحدة شنّت أيضاً غارات جوية بطائرات من دون طيار على تنظيم القاعدة في اليمن”. كما أشارت حملة ترامب الرئاسية إلى حالات مماثلة تمّ الإبلاغ عنها في الأخبار، بما في ذلك غارتان جويتان أمريكيتان، واحدة في حزيران 2019 كانت في مركز للقيادة والتدريب في شمال سورية حيث كان المسلحون يخططون لهجمات خارجية ضد المواطنين الأمريكيين، وواحدة في كانون الأول 2018 حين تمّ قتل إرهابي القاعدة الذي كان وراء تفجير المدمرة الأمريكية كول.

لكن دايفد غارتنشتاين روس، الرئيس التنفيذي لشركة فالنس غلوبال للاستشارات وزميل مشارك في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، له رأي آخر فهو متأكد أن الولايات المتحدة دعمت تنظيم القاعدة، ولكن بشكل غير مباشر،  وخلال إدارة أوباما، وتابع :حدثت الفوضى في سورية، وسلّمت الولايات المتحدة السلاح للمتمردين، لكن المتمردين هيمنوا على بعضهم البعض، بما في ذلك تنظيم القاعدة. وقال إن بعض المتمردين الذين عملت معهم الولايات المتحدة استداروا وقدّموا الأسلحة التي أعطتها الولايات المتحدة لهم للجماعات المتحالفة مع تنظيم القاعدة، ولكن تمّ إيقاف دعم المتمردين في ظل إدارة ترامب،واعترف أن القاعدة بدأت تستفيد من سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية تحت حكم ترامب. أما بالنسبة لمبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة السعودية تحت إدارة ترامب، فمن المحتمل أن بعض الأسلحة انتهى بها الأمر إلى المتمردين، كما قال غارتنشتاين روس.

وأشار مدير GlobalSecurity.org جون بايك إلى نقطة مماثلة حول كيفية انتهاء بعض الأسلحة بمجموعات القاعدة. وقال “هناك بعض عمليات النقل، لكن العالم غارق، وسيكون من المستحيل تتبع كل شيء”. وقال جاكوب شابيرو أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة برينستون .. تبيع الولايات المتحدة الأسلحة لدول يعتقد أنها تزود الإرهابيين في سورية.

تولسي جابارد سياسية أمريكية وعسكرية مخضرمة تعمل كممثلة أمريكية للمقاطعة الثانية في الكونغرس في هاواي منذ عام 2013. وهي عضو في الحزب الديمقراطي، انتُخبت لأول مرة في عام 2012، أصبحت أول أمريكية ساموية وأول عضو هندوسي في كونغرس الولايات المتحدة. وجابارد برتبة رائد في الحرس الوطني بالجيش وخدمت في العراق من مواليد ١٢ نيسان  ١٩٨١.