أخبارصحيفة البعث

“تحصين العقل السوري” في محاضرة في اللاذقية

 

اللاذقية- مروان حويجة:
أقام فرع اللاذقية للحزب، أمس، محاضرة تحت عنوان “تحصين العقل السوري من خلال فكر الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد”، ألقاها الباحث الدكتور معن صلاح الدين علي، وذلك في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية.
وأكد د. علي أن سورية أثبتت برغم كل ما تواجهه من تحديات ومؤامرات لا سابق  لها أنها الأقوى والأقدر على صون وتعزيز دورها الحضاري الإنساني من خلال أبنائها المخلصين وبواسلها الميامين، أبطال الجيش العربي السوري، الذين قدّموا أثمن وأشرف التضحيات وأسمى البطولات لترسيخ سيادة الوطن الحر السيد المستقل لتبقى سورية جسر تواصل حضاري بين الشعوب والثقافات والأمم،  وأضاف: إن محاربة ومكافحة التطرف والتعصب من الأولويات الكبرى التي أكد عليها الرئيس الأسد في هذه الأزمة، بتأكيد سيادته منذ البداية أننا نعيش في أزمة لم تتعرض لها سورية في تاريخها، وشكّل هذا القول حالة من النفير الوطني العام لمواجهة هذه الحالة الاستثنائية التي اجتمعت بداخلها روح تكفيرية تطرفية عفنة ومحاولات لمحو الذاكرة الوطنية والقومية وأفكار أرادت تحطيم العقل العربي والكرامة، التي هي رأس مال المواطن السوري، وتابع: إن الناظر إلى البنية الاجتماعية داخل الحياة السورية يدرك تماماً أن الجميع، وعلى اختلاف مشاربهم ومستوياتهم، يحترمون قناعات الآخرين، وأن مفهوم التكفير مفهوم وافد غريب عنّا، وهو مفهوم إقصاء وإماتة وافتعال لمشكلات جديدة من أجل حالات تناحرية تفضي إلى المزيد من التأزيم والتدمير وبناء الحواجز بين المعتقدات والأفكار، في وقت أحوج ما يكون إليه الوطن إلى توحيد الكلمة، ورصّ الصفوف، وزجّ الطاقات والإمكانات لتعزيز الصمود وللمضي في الإعمار والبناء.
وأوضح الباحث علي أن رؤى وكلمات الرئيس الأسد وخطاباته شدّدت على تلازم المسؤوليتين الفردية والجماعية في التصدي للأفكار الغريبة ولكل حالات التطرف، من خلال تفعيل دور العقل وتحصينه، مع تأكيد سيادته على التعاون بين الدولة والقطاع الديني كأساس في مواجهة التحديات، وفي مقدمتها محاربة الأفكار الدينية المتطرفة، التي تشكّل الوقود الأساسي لإدامة شراسة الحرب العدوانية على سورية، وضرورة تكريس روح وثقافة المواطنة في ترسيخ صيغة العيش المشترك والتجانس  القائم على السلام والمحبة والتعاون واحترام الآخر، وهذا ما وصفه الرئيس الأسد بالوسطية والاعتدال، حين قال: “أعتقد أن الاعتدال أصبح أقوى في المجتمع السوري على المستوى الاجتماعي بشكل عام لأن رجال الدين اكتشفوا أن التعصّب هو الهاوية التي سنسقط فيها جميعاً على المستوى الوطني والأخلاقي والديني”.
وأكد د. علي أن الرئيس الأسد حدّد المرتكزات الأساسية للتخلّص من الحرب وآثارها لكي نعيد للمجتمع السوري وحدته التي نتباهى بها أمام المجتمعات، ولكي نعيد الأمن للمواطن السوري في أي وقت وفي أي جغرافية، مبيّناً أن من أهم هذه المرتكزات تحلّي المواطن السوري أياً كان موقعه بالمسؤولية الوطنية، وتعزيز ثقافة الحوار في كل مجالات الحياة، ولأن الحوار من معاني العقل.
وتناول د. علي حرب المصطلحات والحرب الثقافية والفكرية وضرورة تحصين العقل لأنه المرتكز والأساس في  بناء سورية،  ولأنه الجوهر في إعادة إعمار سورية، وهذا يقتضي العقلانية، بوصفها دستور الحياة، مشيراً إلى أن كلمات الرئيس الأسد منهج عمل لمحاربة الفكر الإرهابي المتطرّف، الذي أراد استهداف الفكر السوري الحضاري المتنوّر، ونوّه بدور مواقع التواصل الاجتماعي في تفكيك المجتمع من جهة ولما قام به النشطاء الوطنيون في مواجهة كل من سورية على هذه المواقع، ولفت إلى أن الانتماء السوري هو الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها  تداعيات وأهداف ومفاعيل الحرب العدوانية التي شنت على الوطن، وتجلى هذا الانتماء باستمرار فتح المدارس والجامعات والمشافي وغيرها، والتي عبّرت عن مضي سورية الأبية قدماً في مسيرة الصمود والانتصار نحو الحياة والإعمار والبناء.
وقدّم مدير الأوقاف في المحافظة الشيخ  محمد محمود عليو مداخلة ركّز فيها على  تضافر وتكامل جهود وإمكانات جميع أبناء المجتمع بمختلف مؤسساته وشرائحه في تحصين المجتمع من كل آثار هذه الحرب الظالمة بكل تبعاتها وآثارها، وعرض للدور الاجتماعي  والوطني والأخلاقي والديني الذي تضطلع به المؤسسة الدينية في تعزيز وحدة وتماسك المجتمع.
حضر المحاضرة الرفاق محمد شريتح أمين فرع اللاذقية للحزب ومحافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم وقيادتا فرعي اللاذقية والجبهة الوطنية التقدمية وفعاليات شعبية ورسمية واجتماعية وروحية.