الصفحة الاولىصحيفة البعث

واشنطن وباريس ولندن يستغلون مجلس الأمن لتشويه صورة الحكومة فلوح: سورية ملتزمة بإيجاد حل سياسي مستدام للأزمة

 

جدد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الوزير المستشار الدكتور لؤي فلوح التأكيد على أن سورية ملتزمة بالعمل على التوصل إلى حل سياسي مستدام للأزمة، ومستمرة بالقضاء على الإرهاب، والعمل على إخراج القوات الأجنبية المحتلة والمعتدية، مشيراً إلى أن السبب الرئيس لمعاناة السوريين هو الإرهاب ومن يدعمه.
وشدد فلوح، خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط، على رفض سورية السلوك الممنهج الذي تتبناه الوفود الدائمة للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عبر استغلال منبر مجلس الأمن بهدف تشويه صورة الحكومة السورية، لافتاً إلى أن هذه الدول لا تملك الأهلية القانونية ولا الأخلاقية للدعوة إلى عقد جلسات لتناول الشأن الإنساني في سورية باعتبارها متورّطة في العدوان العسكري المباشر عليها، وفي تأمين الغطاء للمجموعات الإرهابية، وفي قتل آلاف السوريين وتدمير ممتلكاتهم وخطفهم وتشريدهم وتهجيرهم من منازلهم، وفي فرض الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب على الشعب السوري.
وأوضح فلوح أن هذه الدول التي يفترض بها تحمّل مسؤولية صون السلم والأمن الدوليين لم تأبه يوماً بحقوق إنسان ولا برفاه شعوب ولا بسيادة دول، بل انتهجت على مدى قرون سلوكاً غير أخلاقي يقوم على إساءة استخدام الغايات الإنسانية النبيلة وعلى التلاعب بمبادئ وأحكام الميثاق والقانون الدولي لتحقيق أجندة استعمارية عدوانية مستمرة تتمثّل بشرعنة التدخل الخارجي وقلب أنظمة الحكم الشرعية بالقوة العسكرية وتفتيت الدول وتفكيكها والأمثلة كثيرة على ذلك، وبيّن أن سورية لا تعارض من حيث المبدأ عقد جلسات تتناول الأوضاع فيها من جميع جوانبها وأبعادها، وذلك حين تكون الغاية الوحيدة من هذه الجلسات تبادل وجهات النظر بشكل شفاف ومهني ونزيه، ومن ثم تقديم المساعدة وطرح الحلول الجدية التي تساعد في عودة الحياة والأمن والاستقرار والرفاه للسوريين جميعاً دون استثناء بعد أن أنهكتهم الحرب الإرهابية المفروضة عليهم منذ نحو تسع سنوات، داعياً أعضاء مجلس الأمن إلى التمعن بمقدار ما أنفقته وبذلته حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ومعها دول أخرى في المنطقة من ميزانيات وطاقات وسلاح للنيل من سورية أرضاً وشعباً وحكومة ولتصفية حساباتها القديمة الجديدة معها على حساب دماء الشعب السوري ومقدراته وحضارته ومستقبل أبنائه.
وأعرب فلوح عن قلق سورية البالغ لاستمرار هذه الحكومات في فرض مواقفها وسياساتها على العديد من مفاصل العمل داخل الأمم المتحدة وعلى بعض موظفيها لتشويه حقيقة ما جرى ويجري في سورية من خلال الاعتماد على مصادر معلومات مشبوهة واستخدام عبارات ومصطلحات ماكرة في تقاريرها وبياناتها، وذلك بهدف تضليل الرأي العام الدولي والتغطية على ما يعانيه المدنيون بفعل جرائم المجموعات الإرهابية التي دأبت خلال السنوات التسع الماضية على اتخاذ المدنيين في مناطق انتشارها دروعاً بشرية وعلى استباحة المشافي والمدارس، وجعلها مقار لها واعتقال المخطوفين فيها وعلى استهداف المناطق الآمنة بقذائف الحقد العشوائية.
وأشار فلوح إلى أن مجلس الأمن لا يزال عاجزاً عن إيجاد طريقه الحقيقي لمعالجة السبب الرئيس لمعاناة السوريين ألا وهو الإرهاب ومن يدعمه، وذلك بسبب الموقف العدائي الذي يتبناه بعض الدول ضد سورية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والتي ترفض التصدي للإرهاب الذي يتعرض له السوريون في بعض المناطق ولا سيما في شمال غرب البلاد، وذلك بهدف حماية تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.
وشدد فلوح على أن تعمّد تجاهل الحديث عن مصير آلاف المفقودين والمخطوفين لدى المجموعات الإرهابية، وتجاهل آلام عائلاتهم يؤكد مجدداً حقيقة ازدواجية المعايير التي تتعامل بها بعض الدول والآليات العاملة في إطار الأمم المتحدة مع القضايا الإنسانية، حيث أظهرت المعلومات التي تم كشفها بعد تحرير الغوطة الشرقية والأحياء الشرقية من حلب وأماكن أخرى كثيرة في سورية أن المجموعات الإرهابية كانت لجأت إلى تصفية الآلاف ودفنهم في مقابر جماعية، وأشار إلى أن كل قرية ومدينة ومنطقة عانت من الإرهاب في سورية ستبقى شاهداً على خزي وفضائح هذه الحكومات التي دعمت التنظيمات الإرهابية ومولتها وسلحتها ومنحتها الغطاء الإعلامي والسياسي ثم زعمت بأنها “معارضة سورية معتدلة”، في حين أنها لم تكن إلا مجموعات إرهابية تضم آلاف الإرهابيين الأجانب إلى هذا اليوم.
وأشار فلوح إلى أن سورية تنخرط بعمل وجهد جديين مع الضامنين الروسي والإيراني لمسار أستانا ومع المبعوث الأممي بهدف التوصل إلى حل سياسي مستدام يملكه ويقوده السوريون أنفسهم دون أي تدخلٍ خارجي، وهي مستمرة بالقضاء على كل معاقل الإرهاب، والعمل على إخراج جميع القوات الأجنبية المحتلة والمعتدية على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ولن تخضع لأي ابتزاز يمارسه البعض في مجلس الأمن أو على الأرض في سورية.