ثقافةصحيفة البعث

“درر الإلقاء”.. الفنان موفق الأحمد

 

يقدم الفنان موفق الأحمد الذي اختار الإذاعة بيتاً له وباسمه الكبير خلاصة تجربته ومعلوماته الزاخرة في فن الإلقاء ضمن كتاب صدر حديثاً عن مؤسسة سوريانا تحت عنوان “درر الإلقاء” وهو كتاب تعليمي وقد جاء في كلمة الناشر أن الكاتب أطلق عليه اسم درر الكلام تواضعاً منه وقد قلل من شأنه لأنه كنز لا ينضب ولا يقدر بثمن وسيدرك ذلك الدارس والطالب وكل مهتم بهذا الشأن، فالكتاب يحرضنا ويعلمنا في آن كيف نفجر طاقاتنا ونعلنها جهاراً لتكون حباً خالصاً في فن الإلقاء وهو كتاب تمتزج فيها الخبرة الذاتية والحياتية بالمادة العلمية ليكون دوحة يرتادها المشتاقون لهذا الفن وأسسه وجذوره ليكون مرجعاً حقيقياً لطلاب الإعلام وعشاق المسرح والدراما والكتاب مع فائدته العامة فالكثيرون منا يجهلون فن الإلقاء المرتبط بأحاديثنا العادية وكيفية اختيارها ومعرفة مدى تأثيرها على الآخر.. متى تشد وتكون جاذبة ومتى يجب أن ننهي الكلام ونتوقف عنه؟

علم الصوت
يقدم هذا الكتاب مضموناً عميقاً ضمن حجم مضغوط فيه البراعة الكاملة والرشاقة المحببة التي ينتقل بها المؤلف مثل طائر بهي الهيئة وحسن الصوت ليقدم لنا في كل فصل وفقرة وسطر وجملة، بادئاً فصله الأول من علم الصوت مروراً بالجهاز التنفسي ومن ثم أحكام التجويد، موضحاً لنا صوت الحرف وشارحاً تعدد الطبقات الصوتية وكيف يمكن لنا أن نصقل ذلك الصوت وندربه إضافة إلى تدريبات التنفس التي تساهم في هذا الأمر مولياً أهمية خاصة للأحرف الصوتية وتحرير اللسان وتمارينه مع تمرين العنق لتكون الطلاقة في الكلام واللفظ لينهي هذا الفصل بعنوان لافت للانتباه أطلق عليه اسم “عاشقا الصوت”.
بينما اشتغل المؤلف في الفصل الثاني على عناوين غاية في الأهمية أولها الإلقاء ومن ثم الموهبة وكيف نتعامل مع الميكرفون، ومن بعد ذلك وضع عنواناً له علاقة بأغلب الفنون “قصة- رواية- مسرح- دراما” بل يمتد حتى إلى الحكاية الشعبية والموروث ليعود بنا إلى الحركات التي يعتبرها موسيقا اللغة مبيناً حال تلك اللغة بين العامية والفصحى وأهمية مخزون الذاكرة الانفعالية ووضع الملقي مع الشريك وقد وضع عنوان تكرار الذات ليثبت لنا ما هو عكسي، ليفيد به الملقي الذي عليه أن يكون نبعاً متجدداً على الدوام، أما نصائح إلقائية كما عنونها المؤلف فهي بحق نصائح ذات أهمية خاصة ونوعية وعلى الطالب أن يحرسها داخل أسوار روحه المتوقدة ليصل بها إلى ما يصبو إليه، وختم الكتاب بما يشبه الرسالة الموجهة للعاملين في مجال المسرح أو في هذا النوع من الإلقاء.
وفي كلمة المؤلف يشير الأحمد إلى أنه منذ الصغر بدأ يمخر عباب اللغة من خلال قراءته للنصوص الأدبية والشعر ومقاطع النثر، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية درس الصحافة أولاً كما تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية 1987 ليعمل في الإذاعة التي استهوته كثيراً ومنها انطلق إبداعه في الأداء والكتابة.
أمينة عباس