الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران لواشنطن: لا تنتظروا منّا اتصالاً

جدّدت إيران، أمس، التأكيد على رفضها إجراء أي مفاوضات مع الولايات المتحدة طالما لم توقف الأخيرة إرهابها الاقتصادي والضغوط التي تمارسها ضد طهران.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي، رداً على تصريحات نظيره الأميركي الذي قال: إن ترامب مازال ينتظر مكالمة هاتفية من المسؤولين الإيرانيين، “إن الأميركيين لديهم هذا التوقع منذ فترة طويلة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكنه في غير محله، فنحن لن ندخل في أي مفاوضات طالما لم توقف أميركا سياسة الإرهاب الاقتصادي والضغوط”.
وأضاف موسوي: إن العقل والمنطق لا يسمح بالتفاوض في هذه الظروف، مشيراً إلى أن إيران تعبّر عن مواقفها من موضع القوة، وقد أثبت الأميركيون مراراً وتكراراً أنهم غير صادقين.
إلى ذلك أكد موسوي أن تقييد أنشطة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على شبكات التواصل الاجتماعية الأميركية لن يسكت صوته، وإنما سيكون أكثر تأثيراً في المحافل الدولية، وأضاف: هذه الإجراءات تكشف مدى تجاهلهم لحرية المعلومات والتعبير عن الرأي، مشدّداً على أن صوت الحقيقة سيكون له صدى دائماً، وسيصل صوت ظريف، باعتباره رئيس الدبلوماسية الإيرانية، بالتأكيد إلى إسماع العالم.
بدوره أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف أن إجراءات الحظر الأميركي الجائر فشلت في تصفير صادرات إيران النفطية، مشيراً إلى أن طهران تمكّنت من مواصلة تصدير نفطها في ذروة هذا الحظر، وقال: إن العدو يحاول إظهار إيران أمام الرأي العام العالمي كدولة تواجه أزمات حادة رغم أن الوقائع على الأرض، والتي يراها الجميع، تثبت امتلاكها كل مقومات الأمن والاستقرار رغم كل الضغوط التي تمارس عليها.
وأشار إلى أن إسقاط الدفاعات الإيرانية الطائرة الأميركية المسيّرة التي انتهكت أجواء إيران قبل فترة أذهل أميركا وحلفاءها.
وأضاف شريف: إن بلاده تمتلك النفط والغاز منذ 110 أعوام وإلى ما قبل عامين كانت تستورد البنزين، وفي أقل من 8 أعوام تمّ افتتاح مصفاة تكرير، وقبل أسبوعين صدرنا أول شحنة من البنزين، وهذا يعني أننا حققنا الاكتفاء الذاتي، واستطعنا التصدير في ذروة الحظر المفروض علينا.
يأتي ذلك فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال اتصال هاتفي مع أمير مشيخة قطر تميم بن حمد آل ثاني، أن إجراءات بعض الدول الأجنبية بالخليج تعقّد من أزمات المنطقة وتجعلها أكثر خطورة، وشدّد على أن الإجراءات الأمريكية في مياه الخليج تزعزع أمن المنطقة واستقرارها، مبيناً أن الطريق الذي سلكته واشنطن غير صحيح ولن يكون أي طرف فيه رابحاً.
وصرّح بأن إيران تعير اهتماماً لحفظ وتعزيز أمن منطقة الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان، مشدّداً على أن بلاده لم تدخر جهداً في الحفاظ على أمن المنطقة، وأضاف: إن الحفاظ على أمن مياه الخليج يضمن تنمية دول المنطقة والحفاظ على مصالح شعوبها، وأفاد في السياق بأنه يمكن ضمان أمن الخليج واستقراره من خلال التعاون بين دوله عبر اتخاذ تدابير أمنية مشتركة، مؤكداً أن طهران ترغب في مواصلة الحوار مع الدول الصديقة في المنطقة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.
وخلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أكد روحاني حرص إيران على الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، داعياً الهند وباكستان إلى ضبط النفس فيما يتعلق بمسألة إقليم كشمير المتنازع عليه بين الطرفين، وقال: إن أمن المنطقة ولاسيما في شبه القارة الهندية مهم بالنسبة لإيران، وهي لن تدخر أي جهد للحفاظ على السلام والأمن هناك، مضيفاً: إن طهران تسعى لتوسيع العلاقات والتعاون مع الدول المجاورة، وخاصة باكستان، على مختلف الأصعدة، بما في ذلك تطوير الأسواق الحدودية المشتركة.
وأشار روحاني إلى أن بلاده تعمل أيضاً على توفير الأمن المستدام في الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع جيرانها.
من جانبه أكد خان على الدور المحوري لإيران في المنطقة، وقال: إن إيران يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً في حل قضية كشمير، معتبراً أن ما يجري في كشمير اليوم أحداث حزينة ومخالفة للقانون الدولي.
وأعلنت الحكومة الهندية مؤخراً إلغاء وضع الحكم الذاتي الدستوري لإقليم كشمير، فيما رفضت باكستان قرار الهند، واعتبرته خطوة غير شرعية.