الصفحة الاولىصحيفة البعث

في رسالة للمطبّعين.. المقدسيون يدافعون بصدورهم العارية عن المقدّسات إصابة عشرات الفلسطينيين في اعتداء الاحتلال على المرابطين في الأقصى

اقتحمت قوات الاحتلال، صباح أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، وأطلقت قنابل الغاز السام تجاه المرابطين فيه، ما أدى إلى إصابة العشرات، بينهم طفل، كما اعتقلت شابين أحدهما مصاب، فيما اقتحمت مجموعات من المستوطنين، وعلى دفعات، الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذت جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، في وقت يحاول فيه الفلسطينيون التصدي لهم.
وبلغت الحصيلة غير النهائية لاعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين 65 مصاباً، فيما أكدت مصادر أن الاحتلال يتعامل مع ما يجري في الأقصى بهستيريا، فأعداد المرابطين صدمته، وأضافت: إن المرابطين يتصدّون بشجاعة لقوات الاحتلال.
ونشر الاحتلال المزيد من القوات في الضفة الغربية، مع استنفار الفلسطينيين لنصرة الأقصى، فيما أكدت مصادر أن أكثر من 100 ألف مصل أدّوا صلاة العيد.
وفي وقت ردّد فيه الفلسطينيون شعارات تؤكّد تمسّكهم بالقدس وأحقيتهم بالأقصى، وصل عدد من المرجعيات الدينية والسياسية لمساندة المرابطين في المسجد الأقصى، وقال الشيخ عكرمة صبري: إن الاحتلال لم يرق له “أن يصلي المسلمون صلاة العيد بطمأنينة، فاستباحوا باحات الأقصى”، وأشار إلى وجود إصابات في صفوف المعتصمين أمام الأقصى نتيجة اقتحام الاحتلال لباحاته، وأضاف: إن ما يجري يدل على أن نتنياهو يريد تلبية مطالب المتطرفين لغايات انتخابية.
وأكد محافظ القدس عدنان غيث أن المقدسيين يسطّرون أجمل الصور في الدفاع عن مقدساتهم، وهم يرسلون رسالة لكل المطبعين بأن الأقصى بخير طالما المقاومة مستمرة، وأضاف: إن المقدسيين يواصلون الرباط في باحات المسجد الأقصى برغم اعتداءات الاحتلال والاعتقالات، فيما أكد القيادي في حركة الجهاد، خالد البطش، أن الشعب الفلسطيني يقوم بواجبه في الدفاع عن القدس، وشدّد على أن “التطبيع العربي يشجّع الاحتلال على الاعتداء على شعبنا”، محذراً أنه “إذا غابت القدس عن المشهد غابت الأمة والفلسطينيون سيواصلون المقاومة”.
وأكد المسؤول في الجهاد أننا “أمام معركة واسعة في الضفة الغربية تنعكس على المرابطين في القدس وتدعمهم، ونحن نقوم بدورنا في غياب الأمة عن دورها، وسنبقى مشعل المقاومة في أوجه”، ورأى أن “بعض القادة العرب قرّروا فتح عواصمهم أمام الصهاينة وفتح الباب أمام تصفية القضية الفلسطينية”، وشدّد على أن “الشعب الفلسطيني مستهدف في كل أماكن وجوده، وهو موحّد في الميدان، وسيواصل المقاومة بكل أشكالها”.
واعتبر المتحدّث باسم حركة فتح أسامة القواسمي أن أصوات المكبرين في باحات الأقصى أقوى من مؤامراتهم، فيما أكد الأمين العام لحركة الأحرار أن “المسجد الأقصى هو صاعق تفجير ليس للغضب الفلسطيني، بل لغضب الأمة”، وأشار إلى أن مثل هذا الحدث، الذي جرى اليوم، كان سبباً في تفجير انتفاضة الأقصى، وأن العمليات الفردية ضد الاحتلال ستحضر بقوة، وغزة لن تقف مكتوفة، وستكون للضفة كلمتها.
وفي ردود الفعل، طالبت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتحرّك لوقف اعتداءات سلطات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى، وقال المتحدّث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إن اقتحام المستوطنين بحماية قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين استفزاز كبير لمشاعر المسلمين، مؤكداً في الوقت ذاته على صمود الفلسطينيين، وخاصة في مدينة القدس المحتلة، بوجه مخططات الاحتلال ومؤامراته.
إلى ذلك طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل لحماية المسجد الأقصى المبارك من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التي تهدف إلى تهويده والسيطرة عليه، وشدّدت على ضرورة التحرّك الفوري للمجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف انتهاكات وجرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى، وأكدت أن الفلسطينيين، وخاصة في مدينة القدس المحتلة، سيواصلون نضالهم ضد الاحتلال، وسيسقطون المؤامرة، وسيحمون الأقصى مهما بلغت التضحيات.
بدوره طالب المجلس الوطني الفلسطيني بتحرّك عربي إسلامي ودولي رادع لجرائم الاحتلال ومستوطنيه، وأكد أن اعتداء قوات الاحتلال الوحشي على المصلين وإصابة العشرات منهم داخل الأقصى وباحاته جريمة نكراء تعبّر عن انتهاك سافر لكل القيم والمواثيق الدولية، التي تمنع استباحة أماكن العبادة، مطالباً بتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني ومقدساته.
من جهتها أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن اقتحامات المستوطنين المتكرّرة والمنهجية للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال تأتي في إطار مخططات الاحتلال لتهويده، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لوقفها، وأوضحت أن سلطات الاحتلال، بدعم من الإدارة الأمريكية، تقود هذه الاقتحامات، وتوفّر لها الحماية لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الأقصى، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات تهدف إلى استفزاز مشاعر الفلسطينيين، وطالبت المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته، والتدخل لوقف جرائم سلطات الاحتلال ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها.
وفي السياق ذاته أدانت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنيه المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن هذه الجريمة تعبّر عن عدوانية سلطات الاحتلال، التي توفّر الحماية للمستوطنين على حساب الدم الفلسطيني، كما أدانت صمت المجتمع الدولي على اعتداءات الاحتلال، مبينة أن قوات الاحتلال تواصل جرائمها المخالفة للأعراف والمواثيق الدولية ذات الصلة بالعدوان على المقدسات الإسلامية والمسيحية دون رادع أو تحرّك دولي منذ احتلال المدينة المقدسة عام 1967.
بالتوازي، استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة المحاصر، بينما قصفت مدفعية الاحتلال عدداً من المناطق شرق بلدة بيت حانون دون وقوع إصابات.