ثقافةصحيفة البعث

الخط العربي في معرض أحمد سوار

 

افتتح في صالة المركز الثقافي العربي في أبي رمانة معرض الفنان أحمد سوار الذي قدم مجموعة من لوحات الخط العربي التقليدي الموزعة بين خطوط النسخ والثلث والديواني والجلي الديواني وخط التعليق، كما اشتمل المعرض على عدد من المحاولات التي تحاكي الآثار الخطية واللوحات المعرفة لعدد من أساتذة الخط المعروفين، وقد سبق أن أقام الفنان معرضاً منذ سنتين في صالة لؤي كيالي للفنون الجميلة لكن الملاحظ في هذا المعرض أنه تكرار لما سبق ومحاولة لم تقدم الجديد على مستوى رصانة ومتانة الحرف ولا على مستوى التنفيذ، وجاءت الأعمال في حالة من الارتجال والمباشرة وحشدت بالأدب والعبارات الوعظية والأمثال والحكم.
وللإضاءة على جوانب هذا الفن العربي الرفيع لابد من تأكيد أن هذا الفن يلتزم بقواعد صارمة في رسم الحروف وضبطها مثلما تلتزم اللوحة الخطية التقليدية بتوفر عناصر تقنية أخرى وهي الكتابة بالحبر المصنع يدوياً على الورق المعالج “المقهر” والمعد للكتابة بالطريقة التقليدية حيث يهيئ الخطاط رقاع الكتابة ويمنحها لوناً معتقاً وتكتب اللوحة بالأدوات التقليدية من قصب وريش معدنية وأقلام خاصة أخرى تكتب حسب نوع الخط المراد تحقيقه، ويضاف إلى اللوحة بعد كتابتها عناصر أخرى للتزيين مثل ورق الآيبرو والزخارف والتذهيب، كما تختلف تسميات اللوحة الخطية حسب غايات الكتابة فمنها الرقاع ومنها الحلية ومنها التسويد الذي يعتبر من أهم الآثار التي تتميز بالعاطفة والتلقائية ومنها تتألف الصورة الحقيقية للفنان الخطاط حيث هي ميدان التدريب والمجاهدة واكتشاف مفاتن الحرف عند الخطاط الباحث. وعرفت دمشق تجويد الكتابة وتميزت عن بقية الحواضر العربية والإسلامية ولا زالت آثار الجامع الأموي تشهد على عظمة خطاطها العظيم رسا الذي برع في خط الثلث ومن بعده تلاميذه ممدوح الشريف وخطاط بلاد الشام بدوي الديراني الذي منح الخط العربي سمة شامية خاصة، وأسس لجيل من الخطاطين المجيدين أمثال الرفاعي وأحمد الباري ومحمود الهواري وزهير زرزور وغيرهم من المعاصرين مثل محمد القاضي ومنير الشعراني وجمال بوستان والخطاط الحمصي الشهير عدنان الشيخ عثمان الذي حصل على جوائز عالمية في فن الخط، ومثله عدد كبير من الخطاطين الشباب.
لن يعفى الفنان أحمد سوار من السؤال عن غياب عناصر اللوحة الخطية وعن ارتجال تجربته وتواضع رسم الحروف فيها، كما لا يمكن تسمية أي محاولة للتخطيط على أنها لوحة خطية تحقق جلالة هذا الفن العظيم، إلا أن المحاولة التي عرضها في صالة المركز الثقافي لن تكون أكثر من حالة فرح بسيط لصاحبها ولزوار المعرض، وربما لن تكون إلا في خانة تلك المعارض المتتابعة التي تشهدها صالات مراكزنا الثقافية المعنية بالكم على حساب النوع والمعنية بالجمهرة أكثر من القيمة الفنية وتحقيق تجاوز بالمعنى الفني والثقافي.

أكسم طلاع