تحقيقاتصحيفة البعث

أمام جامعة دمشق أكشاك وإشغالات تشوّه المحيط وتعرقل حركة المشاة!

 

لم نكن نصدق شيئاً مما يحدث من تشويه لأبنيتنا الخاصة، ومعالم المدينة التي كانت هي الأروع والأهم، وذلك بسبب تنامي إهمال الإدارات، وبشاعة صمتها، ودور هذا الصمت في تكريس ظاهرة غير موجودة بهذه الكثافة، والتشويه الذي أصوله موافقات غير اختصاصية تبحث عن الأرباح، وتكرّس التأثير المشوّه للعين والعقل، وتغيير توظيف المباني والحدائق والأرصفة، وخلق أزمة مرورية يبدو أنها عصية على الحل، رغم أن حلها بسيط للغاية، ويحتاج فقط إلى إرادة وقرار بإعادة توظيف الأرصفة والشوارع إلى دورها الأساسي لمرور المشاة، ومرور السيارات بلا عوائق؟!.

جامعة دمشق منارتنا
أين نحن من دمشقنا التي كانت منارة المدن بعمرانها، وجامعتها التي كانت مميزة بعمرانها ومدرجاتها، لتتحول اليوم حتى حدائقها إلى مقاصف وأكشاك لبيع المحاضرات، وتصوير المستندات، وبيع التسالي، والمكسرات، والبسكويت، أليس في أساس أبنية الجامعة أمكنة مخصصة لذلك، وأنا أذكرها بمساحات كبيرة، للأسف أعيد استثمار الأمكنة لغير وظيفتها، وتم زرع هذه الفوضى لتتحول أرصفة محيط جامعة دمشق وكلياتها، وتحت منطقة جسر الرئيس وفوقها إلى أسواق اكتسحت كل مساحة الأرصفة، وتطاولت على الطريق الذي يضطر المواطن إلى السير فيه، وخلق فوضى مرورية لا تطاق ولا تبرر، وأنا من لا يبرر أبداً، فإحداث كافيه ومطعم مغلق باستخدام باص قديم وجعله مقصفاً، وطبعاً الأرض التي كانت تشكّل أجمل حديقة في كلية الهندسة المعمارية تم إغلاقها، وامتدت مساحة المقسم أكثر من العقد، ولأن كل ذلك لا يجوز الصمت عنه، حملنا تساؤلاتنا إلى رئاسة جامعة دمشق التي لديها مكتب إعلامي لا يعمل إلا لصالح رئاسة الجامعة، وتغطية نشاطاتها، وانتظرنا ستة أشهر لنحصل على إجابة، ورغم المراجعات الجديدة لم يتم ذلك؟ وبعد خلاف واتصالات مع مكتب رئيس الجامعة حولونا إلى مكتب النائب الإداري، وهناك استقبلنا الدكتور صبحي البحري نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون الإدارية والقانونية، وكان متفهماً، حيث شرح لنا أن قضية الإشغالات حول الجامعة تخرج عن إرادتهم، رغم كتب معترضة كثيرة صدرت من الجامعة حول ذلك، مؤكداً أن هوية بناء الجامعة خاصة، ولها قدسيتها واحترامها، ويجب الحفاظ على المباني التي تم بناؤها عند أحداث الجامعة، والحفاظ عليها كما نحافظ على الأبنية الأثرية!.
وبخصوص الفان المستخدم في كلية العمارة هناك عقد منذ ثلاث سنوات بين الكلية وصاحب الاستثمار على أساس تحويل الفان إلى بوفيه، وبعد تأخر بالاستثمار بدأ المشروع، وأخذ مساحات شوّهت المكان والرؤية مقابله، وتمت مراجعة دائرة المقاصف التي راسلت الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش التي رأت بأنه لا مانع من الاستثمار، وعدم فوات المنفعة المادية، وهناك عقد حين ينتهي ستتم إجراءات مختلفة، وأشار الدكتور صبحي إلى رغبة الجامعة بتغيير موقع المرآب في الجامعة إلى مكان مجاور لفرع الحزب، ولم نحصل على موافقات لذلك، وأكد الدكتور صبحي على سعي الجامعة إلى تنظيم كل ذلك وفق الإمكانيات، ولكن لا دور لها بقضية الأكشاك.

تمسك بالشكليات
وحملنا أيضاً تساؤلاتنا إلى رئيس دائرة المقاصف، وتأخره بالرد بحجة أنه يحتاج موافقة من إدارة الجامعة، ونوضح أننا لسنا مع هذه الإجراءات، ولا مع تدخل الهيئة المركزية بقضية تساهم بتشويه الأبنية الجامعية، وتسيء إلى دور الجامعة من تعليم، وتطوير، وتنمية إمكانيات، وبحث علمي، ونؤكد على أن الأمكنة من حدائق وفراغات وطرقات ليست للاستثمار مهما بلغ العائد منها طالما يشوّه المكان، ولقيمة التعليم وقدسيته نرفع تساؤلاتنا إلى كل المسؤولين في الحزب، والجامعة، والإدارة المحلية، مناشدين أن تتكامل الجهود لرفع الأذى عن جامعة دمشق، وأبنيتها، وأرصفتها، ومحيطها، إنه موضوع يحتاج إلى استنفار جهود الجميع!.
ابتسام المغربي