دراساتصحيفة البعث

فقراء اليمن يهزمون المملكة الفاحشة الثراء

ترجمة: سمر سامي السمارة

عن موقع مون أوف ألاباما 18/8/2019

مُنيت السعودية بهزيمة مدوّية في حربها على اليمن التي أطلقتها منذ ما يزيد عن خمسة أعوام، فلم تعد أسلحتها الدفاعية ولا حتى الهجومية فعّالة ضد الأسلحة الجديدة التي تستخدمها اللجان الشعبية في اليمن.

مؤخراً هاجمت طائرات مسيرة من دون طيار أطلقتها اللجان الشعبية في اليمن حقلاً هائلاً للنفط والغاز في عمق الصحراء السعودية، وهو حقل الشيبة البترولي، ما تسبّب وفق ما وصفته المملكة “بحريق تمت السيطرة عليه بعد أن خلف أضراراً محدودة”، وهو ثاني هجوم من نوعه على صناعة الطاقة الحيوية.

وجاء اعتراف السعودية بالهجوم بعد ساعات من إصدار الناطق العسكري باسم اللجان الشعبية “يحيى ساري” بياناً بالفيديو يؤكد أن مقاتلي اللجان شنّوا هجوماً بـ 10 طائرات من دون طيار محمّلة بالقنابل واستهدفوا الميدان في “أكبر عملية على الإطلاق”، متوعداً بشنّ المزيد من الهجمات الأقوى والأكبر في حال استمرار العدوان السعودي على اليمن.

ويعتبر هذا الهجوم بمثابة “كش ملك” للسعوديين، حيث يقع حقل الشيبة النفطي الذي يضم نحو 145 بئراً نفطياً، وهو ثاني أكبر الحقول النفطية على بعد 1200 كيلومتر (750 ميلاً) من الأراضي التي تسيطر عليها اللجان الشعبية في اليمن. ويُظهر بعد مسافة الحقل عن الأراضي التي تسيطر عليها اللجان الشعبية في اليمن الإمكانيات المتاحة للطائرات من دون طيار التي أطلقتها اللجان الشعبية. ويقول محقّقو الأمم المتحدة إن الطائرة من دون طيار UAV-X الجديدة للجان الشعبية التي عُثر عليها في الأشهر الأخيرة خلال حرب التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن من المحتمل أن يصل مداها إلى 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، وهذا يضع حقول النفط السعودية ومحطة الطاقة النووية الإماراتية قيد الإنشاء ومطار دبي الدولي المزدحم في نطاقها.

على عكس الطائرات من دون طيار المتطورة التي تستخدم الأقمار الصناعية للسماح للطيارين بطيرانها عن بعد، يعتقد المحلّلون أنه من المحتمل أن تتمّ برمجة طائرات اللجان الشعبية لضرب أهداف معينة لا يمكن التحكم بها بمجرد خروجها عن نطاق الراديو، كما استخدمت اللجان الشعبية طائرات من دون طيار والتي يصعُب تتبعها بالرادار، لمهاجمة بطاريات صواريخ باتريوت السعودية وكذلك قوات العدو.

ويُظهر الهجوم بشكل لا يدع مجالاً للشك أن الأصول الأكثر أهمية لدى السعوديين تتعرّض الآن للتهديد. ويأتي هذا التهديد الاقتصادي في ظل عجز في الميزانية السعودية يبلغ سبعة في المائة بحسب توقع صندوق النقد الدولي، وإن  ارتكاب السعودية المزيد من عمليات القصف السعودي ضد اليمنيين سيكون له الآن تكلفة إضافية كبيرة قد تعرّض السعودية للخطر.

لقد ثبت أنه لا يمكن الفوز بالحرب على اليمن التي بدأت في شهر آذار عام 2015، ومن المؤكد الآن أن السعودية قد خسرت حربها، فلن تقدم الولايات المتحدة ولا الأوروبيون المساعدة لها، ولا توجد وسائل تكنولوجية يمكنها أن تقدم حماية معقولة ضد هذه الهجمات. في الحقيقة لقد هزم فقراء اليمن المملكة الغنية، وسوف يتعيّن على الجانب السعودي الموافقة على مفاوضات السلام السياسية مع اليمن، وتقديم التعويضات لها، إذ لم يعد لدى السعودية بديل سوى الاستجابة لمطالب اليمنيين.

ويمكن القول إنه أصبح للهجوم الأخير بُعد يفوق بأهدافه وضع نهاية للحرب على اليمن، وسيتعيّن على إسرائيل وتركيا أخذ ذلك في الاعتبار كما يجب على القواعد الأمريكية على امتداد الخليج وفي أفغانستان أن تدرك أنها أصبحت في مرمى هذه الصواريخ.