دراساتصحيفة البعث

فلسطينية في الكونغرس الأمريكي

ترجمة: هيفاء علي

عن موقع اوي فرانسي سور  لوسيان اوريان 18/8/2019

أخيراً، وافقت سلطات الكيان الإسرائيلي على دخول رشيدة إلى الضفة الغربية لزيارة جدتها بعدما رفضت في البداية دخولها، ووضعت العراقيل أمامها بسبب دعمها لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.

 

في حديقة منزلها بوسط الضفة الغربية المحتلة، تجلس الجدة مفتية (85 عاماً) مرتديةً ثوباً فلسطينياً مطرزاً، تحتسي القهوة مع ابنها بسام ويناقشان الزيارة المرتقبة لحفيدتها. يتساءلان عن الطعام الذي يجب تحضيره واستحضار التين الطازج والعنب الأخضر، والتفكير بكيفية تزيين المنزل وإعداده لاستيعاب عدد أفراد أسرتها الكبير في هذه المناسبة. الشخص الذي ينتظرون وصوله بفارغ الصبر  ليس سوى رشيدة طليب، أول امرأة أمريكية فلسطينية يتمّ انتخابها في كونغرس الولايات المتحدة.

في وقت سابق كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت أن حفيدة مفتية ستُمنع من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث خطّطت رشيدة طليب للمشاركة في زيارة الضفة الغربية والقدس الشرقية بصحبة زميلتها في الكونغرس إلهان عمر، بدلاً من رحلات موالية لإسرائيل تمّ تنظيمها من قبل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “ايباك”.

وبعد ساعات قليلة من إعلان الحظر الذي فرضته إسرائيل على الوصول إلى الضفة الغربية، شاركت رشيدة طليب صورة لجدتها على “تويتر” وكتبت: “هذه المرأة هنا هي جدتي، إنها تستحق أن تعيش في سلام وكرامة إنسانية وأنا هنا بفضلها”. ولكن، رداً على الاحتجاجات الدولية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا يزال بالإمكان السماح لها بدخول البلاد إذا ما قدمت طلباً للحصول على تصريح لزيارة أسرتها لأسباب إنسانية، وليس للترويج لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات.

يقع المنزل المتواضع لجد رشيدة طليب، عيسى عبد الله، غرب مدينة رام الله، وتمّ بناؤه عام 1976، ويقع الآن بين قاعدتين عسكريتين إسرائيليتين عند تقاطع بين قريتي بيت أور الفوقا وبيت أور التحتا الفلسطينيتين المتجاورتين. وهناك نحو 15 كاميرا مراقبة منتشرة في كل مكان في المنطقة. وأشار بسام (53 عاماً) وهو أحد أعمام رشيدة الثمانية إلى أن الجنود الإسرائيليين يراقبون جميع تحركات العائلة في المنطقة، ما يحدّ من وصولهم إلى الطريق الرئيسي أمام منزلهم ويقصفون المنزل بانتظام. كانت آخر مرة عندما اجتمعت مجموعة كبيرة من الصحفيين في منازلهم لتغطية فوز رشيدة بالانتخابات في تشرين الثاني 2018، وعلى الرغم من كل هذه القيود، كانت العائلة تستعد لزيارة رشيدة منذ تموز.

وأضاف عمّ رشيدة طليب: “لم نفاجأ بهذا القرار”، حيث قضت رشيدة معظم حياتها في الولايات المتحدة تسافر إلى فلسطين كل صيف، وفي منزل أجدادها تمّت مراسم احتفالات زفافها في عام 1997. قالت جدة رشيدة، مفتية، التي فقدت معظم سمعها: إن ما جعلها أسعد هو احتمال أن تقطف رشيدة التين مباشرة من الأشجار من حديقة جدها. وأضافت: “أنا فخورة جداً بها، لقد قمت باستعدادات لحفل تخرجها في المدرسة الثانوية، ثم لشهادتها الجامعية واليوم سنحتفل بانتخابها للكونغرس”.

على الرغم من انتخاب رشيدة طليب في الكونغرس رغم كل الصعاب، فإن العديد من أقاربها يتساءلون عن مجال المناورة التي يتعيّن عليها إجراء تغييرات حقيقية في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يعتبره الكثيرون واحداً من أكثر الرؤساء المعادين للفلسطينيين في تاريخ الولايات المتحدة. وحسب بسام، فإن ابنة أخيه تدرك جيداً معاناة الشعب الفلسطيني وتتمنى إيصال هذه الصورة إلى أعضاء الكونغرس الآخرين وبقية العالم: “نحن فخورون بـ رشيدة، أول امرأة عربية وفلسطينية تصل إلى الكونغرس، هي امرأة  طموحة للغاية ولديها مهارات قيادية. كنا نعرف أنها ستنجح، لكننا لم نتخيّل أبداً أنها ستنتهي في السياسة”. و”إن وجود رشيدة في واحدة من أكثر الحكومات الأمريكية المعادية للفلسطينيين في التاريخ قد منحنا الأمل في أن تتمكّن من الضغط على إدارة ترامب من أجل الحقوق الفلسطينية وإنهائها”. وأضاف: “إذا كان هذا الطموح كبيراً، فعلى الأقل سيكون لدينا، نحن الفلسطينيين، صوت معارضة في الكونغرس الأمريكي”.