ثقافةصحيفة البعث

فرقة قصيد تحيي ذكرى فهد بلان

 

أحيت فرقة قصيد بقيادة المايسترو كمال سكيكر أمسية في دار الأوبرا تكريماً للفنان فهد بلان الذي حقق شهرة في سورية ولبنان ومصر. وقد اختار سكيكر أغنيات منوعة للفنان بلان تظهر تعاونه مع ملحنين كبار عبْر مراحل رحلته الفنية مع عبد الفتاح سكر ورياض البندك وخالد الأمير وفريد الأطرش، معتمداً على المغنين الشباب القادرين على مقاربة المساحة الصوتية له وتأدية النمط الغنائي التراثي، بمشاركة روجيه اللحام وسليمان حرفوش وأيوب الحلبي.
تألفت فرقة قصيد بقيادة سكيكر الذي وزع جميع الأغنيات من التشكيلة المتبعة من الوتريات بالتركيز على دور الكونترباص وعلى آلات التخت الشرقي، وتمت إضافة بعض الآلات الإيقاعية لتتوافق مع طبيعة الألحان مثل آلة الأجراس وود بلاك وبدا تأثيرهما القوي في ألحان الأغنية الشهيرة”ركبنا عل الحصان” مع الطبلة والجمبة والبونجز والرق.
واتسمت الأمسية بحضور خاص للناي والقانون ودورهما الخاص بالمرافقة للموال الذي كان أيضاً سمة تميز هذه الأمسية لأهمية الموال في فنّ فهد بلان، فسبقت أغنيات عدة بالموال، وتنوعت بين الغزلية والوطنية، وبدأت بأغنية شقرا بصوت روجيه اللحام ألحان عبد الفتاح سكر، ثم غنى للملحن ذاته جس الطبيب التي بدأت بموال بمرافقة خافتة للوتريات، وأغنية “ما اقدرش على كده” وحضور الناي ليتخذ اللحن الأساسي مع مرافقة الفرقة في مواضع مع دور الإيقاعيات وصولو الكمان بصوت سليمان حرفوش، ثم غنى يا ساحر العينين ألحان عبد الفتاح سكر، ليشعر الجمهور بروح جديدة بألحان سعدو الذيب وأغنية سفرهم طال التي سُبقت بموال بصوت أيوب الحلبي.
واستحوذ منذ اللحظات الأولى فهد عماد بلان حفيد الفنان فهد على إعجاب الجمهور للشبه الواضح بينه وبين جده لتمثله حركاته بأكتافه وإتقانه لأدائه الغنائي، لاسيما أنه أدى أجمل الأغنيات الشعبية لفهد بلان التي ارتبطت بالذاكرة مثل”واشرح لها” وسُبقت بغنائه الموال، ليصل إلى ذروة أدائه بأغنية”وركبنا عل الحصان”ألحان خالد الأمير لجمالية جملها اللحنية القصيرة ووقع مفرداتها المعبّرة عن حكاية صغيرة، واختُتمت الأمسية بتحية إلى سورية بأغنية جماعية” جولان أنت عزنا” ألحان سعدو الذيب.
وشارك في تكريم الفنان فهد بلان شيوخ الجبل فقدم ممثلهم المخرج ممدوح الأطرش درع أهالي الجبل إلى وزير الثقافة محمد الأحمد تسلمته معاون وزير الثقافة سناء الشوا، وإلى وزير الإعلام عماد سارة تسلمه معاون وزير الإعلام أحمد ضوا وإلى المايسترو كمال سكيكر وفرقة قصيد.
وأثنى ممدوح الأطرش على هذه الفعاليات التكريمية وعلى تكريم فهد بلان الذي حمل الهمّ الوطني وغنى لانتصار سورية، مركزاً على دور وزارة الثقافة والمعنيين بالشأن الثقافي بأهمية إحياء التراث الغنائي والموسيقي وإغناء ذاكرة الأجيال.
وبيّن فهد عماد بلان بأنه سعيد لغنائه في مسرح الأوبرا ومشاركته بتكريم رمز من رموز سورية، وأنه نشأ في بيئة فهد بلان وتربى على أغنياته.

ملده شويكاني