تحقيقاتصحيفة البعث

رغم محاولات إحياء صناعة الحرير معمل الدريكيش متوقف لعدم توفر الشرانق!!

 

أكد مدير عام الشركة العامة لإنتاج الحرير الطبيعي بالدريكيش يوسف أحمد أن إعادة إحياء تربية دودة القز “الحرير” بدأت خطواتها الأولى منذ عام 2016 بالتعاون بين وزارتي الصناعة والزراعة من خلال مشروع وطني لإحياء هذه الصناعة المتوقفة منذ أكثر من ربع قرن، وقد انتهت دراسة المشروع في شباط 2017، حيث تم التأكيد على البدء بتنفيذ المشروع إثر زيارة ميدانية لرئيس مجلس الوزراء للشركة في نيسان 2017.

ثلاث مراحل
يمتد المشروع على ثلاث مراحل موزعة على عشر سنوات تمتد ما بين الـ 2017 والـ 2027، وتنتهي المرحلة الأولى عام 2020 بزراعة 893 ألف شجرة توت على مساحة 2978 دونماً ضمن محافظات: طرطوس، حماة، اللاذقية، على أن يبدأ الإنتاج عام 2023، وقد بدأت وزارة الزراعة فعلياً بزراعة 120 ألف شجرة توت في هذه المحافظات، ويتوقع أن يصل إنتاج الشرانق عند تنفيذ المشروع إلى 260 طناً، ستنتج أكثر من 43 طن خيوط حرير تكفي لعمل الشركة لثلاثة أعوام، كما تعمل وزارة الصناعة، بحسب مدير الشركة، على معالجة معاناة مربي الحرير، وتشجيعهم لعودة الاهتمام بهذا النوع من التربية لعلاقتها بتراث الأجداد المرتبط بطريق الحرير، لاسيما بعد إنجاز الصيانات لآلات /السلق والحل واللف/ من قبل عمال الشركة، وتجريبها لإعادة تشغيلها، والعمل على تأمين المادة الأولية لشرانق الحرير، وهناك اهتمام كبير لبث الحياة في هذه الصناعة التقليدية، حيث تم تأمين نول نسيج، والانتهاء من تركيبه، وهو جاهز للعمل، وقامت المؤسسة العامة للصناعات النسيجية بتأمين حلة صباغة تم تركيبها أيضاً، وستؤدي هذه الإجراءات مستقبلاً لإنتاج نسج خيوط حرير بمواصفات عالية الجودة، كما تم تشكيل لجنة من الوزارات المعنية واتحاد الحرفيين لتقديم مقترحات عملية لتذليل أية صعوبات تعترض إعادة إحياء هذه الصناعة، وتخصيص جانب من جناح المؤسسة العامة للصناعات النسيجية للتعريف بصناعة الحرير بعد تأمين كمية من خيوط الحرير، وشراء كمية من شرانق الحرير من أحد المربين في منطقة الشيخ بدر بمحافظة طرطوس، لكن المشكلة الأكبر تتجلى في نقص مربي دودة القز الذين لا يتجاوز عددهم في محافظة طرطوس أكثر من ثلاثة مربين بعد الإهمال، والكلام للمحرر، الذي مورس بحق هذه الصناعة التي ظلت رائجة لعقود طويلة، وهجران المربين القسري لها، واقتلاع أشجار التوت التي يرتبط وجودها بشكل مباشر في نمو وانتشار تربية دودة الحرير؟!.

صعوبات
تواجه صناعة الحرير العديد من الصعوبات، وفق مدير عام الشركة، فبعد تشغيل آلة الحل القديمة في المعمل، لوحظ وجود عدة مشاكل طرحت خلال زيارة وزير الصناعة الأخيرة للشركة، ليتبيّن أن الشرانق المستخدمة ليست بالمستوى والجودة المطلوبين من حيث الحجم، وأن أفضل الشرانق لم تعط أكثر من 400 م خيط، بينما الشرنقة الجيدة يجب أن تعطي 800 م، وتصل إلى 1200 م أحياناً، أي أن الشرانق المستخدمة غير اقتصادية، ما يعني إنتاجية منخفضة للشرانق بسبب نوعية بيوض الحرير غير الجيدة، وطلبنا تأمين بيوض حرير بمواصفات ممتازة، حيث من الممكن تأمينها من إيران التي تحتل المرتبة الثامنة عالمياً في صناعة الحرير.. وبعد، المعمل متوقف، وختم بالقول: إن العمل في المعمل متوقف الآن عن العمل لعدم توفر المادة الأولية “شرانق الحرير”؟!.

وائل علي