الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

في حفل توزيع جوائز الدولة التقديرية الأحمد: المبدع هو الذي يكرم الجائزة

 

 

 

تحظى بلادنا بطاقات هائلة، وهناك مواهب غنية في مجالات الفكر والفن على اختلافها، ورغم الحرب لم يتوقفوا عن ممارسة دورهم، بل زادتهم إصراراً وصموداً، وتناغموا بروعة مع جيشهم وشعبهم في رد العدوان، وفي الأمس أقامت وزارة الثقافة –في دار الأسد للثقافة والفنون- حفل تسليم جوائز الدولة التقديرية لعام 2019 وقال وزير الثقافة محمد الأحمد:
الأساتذة الفائزون هم أهل لهذه الجائزة الرفيعة، وعطاؤهم لوطنهم مشهود له. أهنئ د.صابر فلحوط، فهو تاريخ من الفكر والثقافة والتميز الإبداعي والنضال الوطني والقومي والعروبي، وهو من كبار القامات الأدبية المشهود لها بالإخلاص للوطن. وأهنئ د.لبانة مشوح التي تجمع في ذاتها عدة طاقات ومواهب في حقول مختلفة؛ فهي المترجمة البارعة والدارسة المتعمقة في علوم اللسانيات والأدب المقارن، والإدارية المتمرسة التي قادت وزارة الثقافة في فترة زمنية صعبة بحنكة واقتدار. وأهنئ البلبل السوري البديع الفنان جورج وسوف الذي عشنا على غنائه العذب أكثر من أربعين عاماً، ولا ننسى في هذه المناسبة كيف سخّر كل شهرته ونجوميته من أجل الدفاع عن وطنه في هذه الحرب الظالمة.
وفي تصريحه للصحفيين تحدث الوزير عن المعايير التي يتم من خلالها اختيار أصحاب هذه الجوائز إذ قال:
جائزة الدولة التقديرية هي الجائزة الأرفع التي تقدم لأهل الأدب والفكر والثقافة، وقد صدرت بمرسوم تشريعي من السيد رئيس الجمهورية ليكرم هؤلاء المبدعين في حياتهم، ونحن نستند إلى لجنة تحكيم مكونة من أدباء وأخصائيين وأساتذة جامعة وأشخاص لهم باع طويل في مجال الأدب، يسمي كل منهم مجموعة من الأسماء ويتم الإجماع على إبداعاتهم كما حدث هذا العام بخصوص الفائزين الثلاثة، وفي الحقيقة المبدع هو الذي يكرم الجائزة وليس العكس.

الشعر رسالة
ومسيرة د. صابر فلحوط حافلة بالإبداع تكللت بالجائزة التقديرية في مجال الآداب، وعنها قال:
قبس جيلنا الشعر العروبي الملتزم، وقد حاول هذا الجيل تخفيف “الأنا” المفخمة والمضخمة بعطر الذات بـ”النحن” حزباً وثورة وجماعة حيث أمكن، والحقيقة أننا لم نكن نكتب الشعر بمقدار ما كان يكتبه الحدث المداهم والمناسبة العجلى ونحن مسيرون له، باعتبار الشعر في المفهوم الأعمق رسالة استطلاع وقراءة القادم من الأيام في خدمة الرسالة الوطنية والقومية.

جائزة الوطن
ولوزارة الثقافة مكانة كبيرة في قلب د. لبانة مشوح الحاصلة على جائزة الدولة التقديرية في مجال النقد والدراسات والترجمة، وعنها تحدثت:
لقد نالني من التكريم العلمي والمهني مراحل مختلفة من حياتي ما أمدني بالقوة، لكن تكريم اليوم لا يضاهيه تكريم في علو شأنه وعظمة مغزاه، هذه الجائزة كما أراها تقدير من وطني. ولعل إصدار مرسوم بإحداث هذه الجائزة في العام ٢٠١٢ أمر له دلالاته العميقة، في وقت لم يكن الوطن بحالة رخاء وازدهار، لكن هذا لم يثن السيد الرئيس عن اتخاذ القرار الكريم بمنح هذه الجائزة التقديرية، بل لعله زاده إصراراً على اتخاذه، فالمقدرون لا يكرمون لشخصهم فحسب، بل لما يمثلونه وما ينبغي أن يكونوا عليه مثالاً يحتذى، وقدوة تحفز على البذل والعطاء. ومن جهة أخرى تكرس هذه الجائزة حق الإبداع والعطاء بالتكريم، لا بل تكرّس واجب الدولة في تقدير المبدع في وطنه وبين أهله وهكذا تتحقق العلاقة التبادلية بين العطاء والجزاء تجسيداً حياً لمفهوم المواطنة.
جمان بركات