دراساتصحيفة البعث

نشاطات الاستخبارات الغربية في سورية

 

ترجمة: هيفاء علي
عن موقع انفيستيج اكشن 25/8/2019

في أواخر حزيران 2019، بثت قناة “فوكس نيوز” مقطع فيديو من مخيم الهول للاجئين في شمال غرب سورية، حيث أظهرت الصور مجموعة من الأطفال دون سن الخامسة يردّدون غناءً شعارات تنظيم “داعش”.

هذا ليس أول دليل على وجود أيديولوجية متطرفة سائدة في المخيم. في وقت سابق، ظهر فيديو آخر من المخيم يُظهر العلم الإرهابي لـ”داعش” على الأرض ونساء يحثثن اللاجئين الآخرين على العودة إلى أرض الإرهابيين. ومع ذلك، تفضّل إدارة المخيم تجاهل الموقف. إضافة إلى ذلك، في حزيران الماضي، أفاد قادة الهول بأن أكثر من 800 شخص من النساء والأطفال الذين لم يشكّلوا تهديداً غادروا المخيم. ولكن مثل هذه الحجج تبدو مشكوكاً بها إلى حدّ ما، خاصة بعد مشاهدة مقاطع الفيديو هذه. لذلك يُطرح سؤال منطقي: من المسؤول عن الوضع الحالي؟.
للتذكير، فقد أُنشئ مخيم الهول بعد أن أطلقت قوات التحالف الدولي عملية تحرير دموية لمدينة الرقة من إرهابيي “داعش”. ومع ذلك، بعد سقوط “داعش” في المدينة وتشكيل المخيم، لم تتخذ الولايات المتحدة التدابير المناسبة لمكافحة الإيديولوجية الإرهابية المهيمنة على اللاجئين.
منذ عام 2017، لم يتمّ تهيئة البيئة اللازمة للاجئين. على سبيل المثال، لم يتمّ بناء المدارس أو المستشفيات في المخيم، ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، يعاني سكان الهول من سوء التغذية واضطراب في المعدة بسبب التلوث ونقص المياه النظيفة وترك اللاجئين يتدبرون أمورهم بأنفسهم، ويتلقون مساعدات إنسانية محدودة من حين لآخر فقط من المنظمات الطبية الغربية. ووفقاً للخبير العسكري اللواء رضا أحمد شريقي “فإن الحفاظ على إمكانات “داعش” هو عامل رئيسي للولايات المتحدة للحفاظ على وجودها في المنطقة لفترة طويلة”.
إضافة إلى ذلك، يدخل المشتبه بهم بانتظام ويقومون بتهريب الأسلحة والمخدرات إلى المخيم، وقد تأكد ذلك من خلال حادثة وقعت الشهر الماضي عندما أقدم إرهابيو “داعش” على قتل عنصر من “قسد” يحرس الهول. ومن المحتمل جداً أن يكون قد تمّ إرسال هؤلاء المهربين من قبل أجهزة خاصة أمريكية لزعزعة استقرار الوضع في المخيم، وقد وقع حدث مماثل في شمال غرب سورية.
لم يعد خافياً على أحد أن النظام التركي ضالع في الصراع السوري منذ البداية ويشكّل نقطة اتصال بين الغرب والإرهابيين. في الوقت الحالي، تدخل جميع الإمدادات عبر أراضي تركيا بالتعاون مع ما يُسمّى “هيئة تحرير الشام” التي كانت تسيطر على ريف حماة الشمالي، والذي تمكن الجيش العربي السوري منذ أيام من تحريره بالكامل، إضافةً إلى تحرير مدينة خان شيخون الإستراتيجية، علماً أن مقاتلي “هيئة تحرير الشام” كانوا يتلقون أسلحة ثقيلة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات من أجهزة المخابرات التركية، إذ اتضح أن الإرهابيين لا يستطيعون صدّ هجمات الجيش السوري دون دعم خارجي. وبالتالي، فإن القادة الغربيين مصمّمون على استغلال الخدمات الخاصة للحفاظ على التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة ومواجهة القوات الحكومية السورية.
لقد بات معروفاً أن الدول الغربية دعمت منذ فترة طويلة مجموعات إرهابية مختلفة في سورية، وعمدت إلى إجلاء القادة على الأرض بعد تشكيل فصائل الإرهابيين المستقدمين من معظم أنحاء العالم للقتال إلى جانب الإرهابيين المحليين. ويتمّ تنفيذ هذه المهام من قبل الشركات العسكرية الأمريكية الخاصة التي تتلقى أوامر من وكالة المخابرات المركزية أو غيرها من الخدمات الخاصة. وعليه، فإن الدول الغربية تتحمّل كامل المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الإرهابيون بحق المدنيين والعسكريين في سورية، وخلق الفوضى وتدمير البنى التحتية تدميراً ممنهجاً.