اقتصادزواياصحيفة البعث

مؤشرات أوجعتهم؟!

من البداهة أن الاستقرار الاقتصادي يُعد أحد العوامل المهمة ليسير النشاط الاقتصادي، بشكل سلس، والعكس صحيح، إن غياب الاستقرار..، أي تذبذب الحالة الاقتصادية تجعل النشاط الاقتصادي يسير بشكل متعثر.

قياساً على ما تقدم قد يقول قائل، خبيراً كان أو متخصصاً أو إنساناً عادياً ممن لديه اهتمام بسيط في الشأن الاقتصادي: إن حال الاقتصاد السوري يعاني ما يعانيه من تضخم وضعف إنتاج وإنتاجية وتواضع استثماري وكذا وكذا..، وبالتالي هو لا يسرُّ “لا العدو ولا الصديق”.

بكل موضوعية نحن لا ننكر على من “يتفضل” بهذا الرأي، صحيح ما فيه، ولسنا في وارد السجال حول هذا، لكننا نعتقد أولاً: أن مقاربة الاقتصاد السوري بهذا الشكل التقويمي، ليس عادلاً ولا صحياً بالمطلق، رغم تسليمنا بوجود عدد من القضايا التي تعكر مسيرة اقتصادنا الوطني، منها ما هو داخلي والآخر خارجي، ومنها ما هو موضوعي وغير الموضوعي.

كذلك وثانياً: لا يمكننا الحكم على مسيرة وصيرورة الاقتصاد، في دولة تعرضت لما تعرضت له سورية من عدوان إرهابي سافر لا مثيل له، شاركت فيه تكتلات دولية من الوزن الثقيل جداً بشكل مباشر وغير مباشر، عسكرياً واقتصادياً ومالياً وإعلامياً وتكنولوجياً..، بلغ مجموع دولها ما يفوق المئة دولة، وعلى مدار سنوات ثماني، ولا تزال…

ثالثاً، وأكثر من هذا وذاك، لا يمكننا في المقابل دفن رؤوسنا في الرمال كالنعامة، لنصور مشهدنا الاقتصادي بأبهى صوره، فمن المعروف والمجرب ما يحدث خلال هكذا حروب، من ظهور لتاجر الحروب والأزمات الاقتصادية الناجمة عن ظروف الحرب، وظهور للمتاجرين حتى بالأوطان…

أصحاب هذا النصف من الكأس، هكذا يرون اقتصادنا، إلاَّ أن هناك على التوازي في الوزن، من يرى النصف الآخر من الكأس، فكما للقمر وجهان كذا لاقتصادنا، عاتم ومضيء..، وعليه من غير الحكمة والإنصاف النظر بعين واحدة، لهذا الجانب أو ذاك!

ولعل في الدورة الـ 61 لمعرض دمشق الدولي لهذا العام 2019، مؤشرات تستحق الوقوف أمامها والانحناء لها ورفع القبعة..قافلتنا “الاقتصادية” تسير..، ولو لم يكن كما نشتهي…

عشرات من الدول، من جهات الأرض الأربع، وعشرات من رجال الأعمال، ومئات الشركات، ومنها الجديد الحضور، دعم مشاركتها، تجديد شركات شاركت في الدورات السابقة، كانت حجزت العام الماضي، موقعها في دائرة المشهد الاقتصادي السوري.

تجديد مشاركات، وأخرى لأول مرة، ولشركات مختلفة ومتنوعة النشاط الاقتصادي، ومتماثلة في النشاط ..، مؤشر ودليل لا يمكن اعتباره مجاملة سياسية، بل مؤشر ودليل غاية في الأهمية يؤكد أن “دمشق الدولي” استطاع أن يحقق حالة التنافسية الدولية، الهادفة لحجز مساحة وفرص اقتصادية، في مضمار الاقتصاد السوري..، يدرك من أتى، كما ندرك نحن أيضاً، أنه لم يَقْدُم على المشاركة، محاباة ومجاملة، وإن لم يخلُ الأمر..، أن قطاع المال والأعمال لا مكان فيه للعرض والاستعراضات.

قدموا بوفود رغم كل التهديد والتوعد الأمريكي..، وهذا أسطع وأبلغ دليل ورسالة على أن قدم الاقتصاد السوري، بأي اتجاه تسيير…

بقي أن نقول للقائمين على إدارة اقتصادنا: “لا تشمتوا الأعداء فينا”..!

قسيم دحدل

Qassim1965@gmail.com