اقتصادزواياصحيفة البعث

لا.. لإرهابكم الاقتصادي..!

لعل أحد أهم وأبرز رسائل الدورة الـ61 لمعرض دمشق الدولي للغرب الاستعماري: لا..لإرهابكم الاقتصادي..!

وتجسدت هذه الرسالة بحجم المشاركة الدولية من جهة، وبالكم الكبير من المنتج السوري الجاهز للتصدير من جهة أخرى.

ولم نستغرب ما قاله الكثير من المشاركين عبر وسائل الإعلام: فاجأتنا سورية بمعرضها، ولم نصدق أن دولة تعرضت للحرب وللإرهاب الاقتصادي يمكن أن تتعافى بهذه السرعة..!

لم نستغرب.. لأن الإعلام الغربي والعربي كان ولا يزال معظمه ينشر الأكاذيب عن سورية، ويسوّق لتقارير تزعم أن سورية على حافة الانهيار الاقتصادي..!

ولعل أمريكا لم تتوقع مشاركة دولية واسعة في معرض دمشق الدولي فلجأت إلى “الترهيب” مجدداًً، مهددة كل من يشارك في المعرض بعقوبات من العيار الثقيل..!

ما حصل أن المشاركين تجاهلوا التهديد والوعيد بمن فيهم المحسوبون على أمريكا، وكأنهم يردون على تهديداتها بالقول: كفى إرهاباً اقتصادياً على العالم المعارض لسياستكم..!

ولم تكن رسالة سورية مجرد كلام، وإنما ترجمتها بعقد اتفاقات تجارية مع وفود دولية وعربية تتيح تصدير المنتج السوري إلى الأسواق الخارجية، وإقامة شراكات تفتح المجالات الواسعة للمباشرة بمشاريع استثمارية في إطار إعادة الإعمار ودوران عجلة الإنتاج والخدمات.

وكانت مبادرة غرف التجارة والصناعة فعالة جداً؛ فقد دعت بعض الوفود العربية، ووقعت معها في المعرض عقوداً لتصدير المنتج السوري إلى أسواق بلدانهم؛ ما جعل من معرض دمشق الدولي سوقاً دولية للتعريف بالصناعات السورية وقدرتها على منافسة مثيلاتها الأجنبية.

ومثل هذه العقود التجارية ومثيلتها الاستثمارية دليل على فشل الحصار الاقتصادي الأحادي الجانب على سورية، مثلما فشل في ثمانينيات القرن الماضي..!

كما اهتمت الكثير من الوفود المشاركة بجناح قطاع الزراعات التصديرية في المعرض التابع لاتحاد غرف التجارة السورية والذي ضم 30 صنفاً لطالما كانت مرغوبة في العديد من الأسواق العربية والأجنبية، بل إن بعض منتجيها لم يتوقفوا عن تصديرها حتى في ذروة الحرب على سورية..!

وكان المعرض أيضاً فرصة لتعريف المشاركين الجدد بالصناعيين السوريين وحثهم على اقتناص الفرص الواعدة للاستثمار في سورية، وهي فرص متعددة المجالات في القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية والمصرفية يمكن أن تقام من خلال شراكات مع نظرائهم السوريين.

وللمرة الأولى منذ عام 2011 يهتم مستثمرون من الإمارات وعمان والكويت والعراق بهذه الفرص الاستثمارية الواعدة؛ لأن ما شاهدوه في الجناح السوري من منتجات فاجأهم وأكد لهم أن سورية ما بعد الحرب ستكون أكبر ورشة عمل واستثمار في العالم..!

باختصار شديد: من معرض دمشق إلى العالم  قالها السوريون بصوت عالٍ للغرب الاستعماري: انتصرنا على إرهابكم الاقتصادي..!

علي عبود