دراساتصحيفة البعث

قليل من الإثارة قد يستقطب الناخبين!!

ترجمة: سمر سامي السمارة

عن موقع: أنتي وور 29/8/2019

“أخبرني موظف محليّ تابع للأمم المتحدة في بيروت أن إسرائيل تمادت كثيراً في الآونة الأخيرة، ففي غضون يومين قصفت ثلاث دول”. و”يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو انتخابات صعبة في الداخل، بينما تجري محاكمة زوجته بتهمة الاحتيال، لذا فإن قليلاً من الإثارة خلال الأخبار المسائية يمكن أن يوفر له فرصة لاستقطاب أصوات الناخبين”.

أصبحت المنطقة برمتها بعد هجمات حلف الناتو وإسرائيل وحملات زعزعة الاستقرار مضطربة يسودها التوتر، لذا قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بصراحة خلال خطابه المتلفز في 25 آب: إن “الهجوم هو أول عمل عدواني منذ 14 آب 2006، وإدانة الدولة اللبنانية لما حدث وإحالة الأمر إلى مجلس الأمن أمر جيد، لكن هذه الخطوات لا تمنع من اتخاذ الإجراء اللازم. منذ عام 2000، لم نسقط المسيّرات الإسرائيلية وكنّا نطالب بالمعالجة، والمسيّرات لم تعد مسيّرات خرق للسيادة بل مسيّرات تفجير وعمليات انتحارية وعمليات قتل، وبالتالي من حقنا من الآن وصاعداً أن نواجه المسيّرات الإسرائيلية في سماء لبنان وسنعمل على إسقاطها، أخبروا الإسرائيليين أن نتنياهو سيجلب لكم النار”. بينما ذهب رئيس لبنان ميشال عون إلى أبعد من ذلك، واصفاً الهجوم بطائرات من دون طيار على بلاده بأنه “إعلان حرب”.

إلى ذلك، تصرّ كتلة قوية في البرلمان العراقي -ائتلاف الفتح- على تحميل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن الهجمات الإسرائيلية التي تعتبرها الكتلة البرلمانية إعلان حرب على العراق وشعبه.

مما لا شك فيه أن نتنياهو، بمسيّراته وتفجيراته الأخيرة دفع المنطقة بأسرها نحو اضطرابات كبيرة وغير متوقعة، لكن لبنان قصة مختلفة تماماً، فقد تمّ انتهاك مجاله الجوي بواسطة الطائرات الإسرائيلية للتوجه نحو الأراضي السورية، ومن الواضح أن قصف العراق هو تصعيد لإستراتيجية إسرائيل العدوانية.

وبالطبع يوجد مئات الآلاف من اللاجئين في لبنان، هذا البلد الصغير، من سائر أنحاء المنطقة، وهم الفلسطينيون الذين يعيشون في مخيمات مكتظة ويتمسّكون بأمل ضئيل، والعراقيون الفارون من الحرب ومن احتلال الناتو، وضحايا الحرب على سورية.

يقدم حزب الله الخدمات الاجتماعية التي تشمل الإمدادات الغذائية والرعاية الطبية والتعليم لكافة المقيمين على الأراضي اللبنانية، بغضّ النظر عن العرق أو الدين، إضافة إلى ذلك فهو يتصدى للغزوات الإسرائيلية، كما يحارب الإرهابيين في سورية.

كل هذا، بالطبع، يثير غضب الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، فتستخدم إسرائيل الحرب ضد حزب الله وضد مواقع الحلفاء الإيرانيين لتبرير قصف دول مختلفة في المنطقة بدعم كامل من الإدارة الأمريكية. وخلال التصعيد الأخير، ذكر أن إسرائيل نفّذت ثلاث غارات بطائرات من دون طيار في وادي البقاع اللبناني على قاعدة تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وكنت قد تمكنت منذ بضعة أيام فقط، من القيادة إلى الحدود اللبنانية في الجنوب ثم توجهت شرقاً، متعقباً ما يُسمّى بالخط الأزرق الذي تحرسه قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لعشرات الكيلومترات. لقد أقام الإسرائيليون بالفعل جداراً ممتداً من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى مرتفعات الجولان- الحدود اللبنانية تقريباً. ومنذ أكثر من عام، قالت الحكومة اللبنانية إن “بناء الجدار سيكون بمثابة عمل من أعمال الحرب”. لقد أقامت هيكلاً ضخماً أمام الجيش اللبناني وحزب الله وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.

في بلدة كفر شوبة -بجوار جدار مزين برسومات الأطفال- أخبر أهالي البلدة أنهم “على استعداد للموت.. إذا لزم الأمر”. كفر شوبة هي البلدة التي قال الإسرائيليون كذباً إنهم اكتشفوا فيها أنفاقاً، الأمر الذي كان بمثابة تبرير رسمي لبناء الجدران. هناك العديد من القرى والبلدات التي تحتلها “إسرائيل” خلف الجدار مباشرة، والتي يمكن لنيران حزب الله تسويتها على الأرض في دقيقة واحدة فقط، والحقيقة أن حزب الله “في حالة تأهب قصوى”، لأنه إذا لم يقرّر لبنان أو حزب الله الردّ على الانتهاكات الإسرائيلية لحماية بلده فسوف يتمّ بناء جدران جديدة، وستستمر حملات القصف “المنخفضة” من قبل الإسرائيليين لسنوات عدة قادمة من أجل إبقاء المنطقة بأكملها مشلولة.