أخبارصحيفة البعث

السيد في جلسة حوارية مع الدارسين بمدرسة الإعداد المركزية: التفسير الجامع اللبنة الأولى لإنجاح المشروع التطويري ومحاربة التطرّف

 

دمشق- سنان حسن:
حفلت جلسة الحوار المفتوحة، التي استضافها معهد الشام لمحاربة التطرّف، أمس، بين المشاركين في دورة الإعداد الحزبي المركزية السابعة عشرة ووزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد، بالشفافية والوضوح حول عمل المؤسسة الدينية والقضايا المثارة حولها، ولاسيما فيما يتم تناوله على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث خرج اللقاء عن طابع الإلقاء والاستماع، ففتح باب النقاش منذ بداية الجلسة، وأجاب من خلاله الوزير عن كل تساؤلات الدارسين، وامتد الحوار لأكثر من ساعتين ونصف الساعة.
وبيّن السيد أن وزارة الأوقاف هي مؤسسة من مؤسسات الدولة المعنية بالشأن الديني وإدارته وقوننته وفق توجهات الحكومة، وبالتالي كل ما يتم إشاعته على أن العمل الوقفي والديني في سورية هو عمل فردي تقوم بها الوزارة بمعزل عن الحكومة هو محض افتراء وتضليل، فالمؤسسات والفرق والمشاريع التي تقوم بمتابعتها هي ضمن خطة حكومية لتطوير الخطاب الديني ومأسسته، موضحاً أن التفسير الجامع هو العمود الفقري لكل المشروع، فالقرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع، وعند قيامنا بتفسيره بالشكل الصحيح، فإننا نضع اللبنة الأولى في إنجاح مشروعنا التطويري، فالتفسير الجامع، والذي وصل إلى الجزء العاشر منه، هو الآن دليل العلماء والأئمة طلاب العلم الشرعي في العمل، والمنهج الذي تمّ اعتماده في مركز الشام لمحاربة التطرّف.
وأشار السيد أن فريق الشباب الديني هو من أهم الأفكار التي تمّ تنفيذها في العمل الديني، لما له من دور في تنشئة جيل من علماء الدين المنتمين للمؤسسة الدينية، كونهم خطباء وأئمة مساجد على رأس عملهم وأعمارهم تتراوح بين20 و40 عاماً، ويخضعون لاختبارات دقيقة قبل اعتمادهم بالفريق، الذي وصل اليوم إلى 200 إمام وخطيب، يعملون بالفريق دون أي أجر، كما أنهم غير معفيين من أي حق واجب عليهم، ولاسيما الخدمة العسكرية.
وفيما يتعلق بمدرسات تحفيظ القرآن الكريم، أوضح وزير الأوقاف أن الحكومة أرادت في عام 2008 تنظيم العمل الديني النسائي وإخضاعه للقوانين المرعية، وبالفعل استطعنا القيام بذلك، وباتت المعلمات والحافظات جزءاً من عمل الوزارة، ينفّذن توجهات الوزارة، ويعملن وفق المنهاج الشرعي المعتمد، وأضاف: إن القانون 31 الناظم لعمل وزارة الأوقاف بعد سنة من تطبيقه أزال كل اللغط الذي حاول البعض إلصاقه به، وأبان الوجه الصحيح الذي أرادت الحكومة من تطبيقه، وهو ضبط العمل الديني، حيث كان المجلس الفقهي خطوة غير مسبوقة في العمل الديني بسورية، فهو يضم 45 من علماء الدين يقومون بمناقشة كل القضايا الفقهية الكبرى، وإبداء الرأي فيها قبل إقرارها بشكل نهائي.
وفيما يتعلق بترميم الجوامع، وخاصة الأموي في حلب وخالد بن الوليد في حمص، كشف الوزير أن العصابات الإرهابية قامت بتدمير المساجد وإحراقها، ومن واجبنا إعادة إعمارها، وما يجري في الجامعين المذكورين من أعمال ترميم وصيانة هو بمنحة من الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف، ولا تتكفل الدولة بأي مبلغ سوى تيسير الأعمال، موضحاً أن وزارة الأوقاف قامت بعمل كبير في دعم أسر شهداء الجيش العربي السوري من خلال تأسيس دور أمان لرعاية أسر الشهداء، حيث يستقبل مركز طرطوس حالياً 350 طالباً من أبناء الشهداء.
وعن الخلاف المزعوم بين تنظيم الإخوان الإرهابي والوهابية القائم حالياً، أوضح السيد أن التنظيمين الإرهابيين أوجدا من قبل المخابرات البريطانية بهدف تدمير الدين الإسلامي من الداخل، وفي بداية الحرب الإرهابية على سورية كان التنظيمان الإرهابيان في صف واحد لتدمير الدولة السورية، ولكن اليوم، وباختلاف المصالح وتضاربها بين النظام السعودي ومشيخة قطر ظهر الخلاف، ولكن بالمبدأ هما تنظيمان يعملان بهدف مشترك هو ضرب الدولة السورية.
وبعد نهاية الحوار قام الشيخ عدنان الأفيوني مدير معهد الشام لمحاربة التطرّف بشرح مسهب عن عمل المركز، وجال مع الدارسين على أقسام المعهد، أطلعهم خلالها على عمل كل قسم منها.
وكان مدير مدرسة الإعداد الحزبي المركزي، بيّن في بداية الجلسة الحوارية أن الهدف من هذا اللقاء هو إطلاع الرفاق الدارسين على جزء مهم من العمل الذي تقوم به الدولة، ممثلة بوزارة الأوقاف، في إدارة الشأن الديني، والآليات التي تعمل عليها لمواجهة التطرّف والتشدد، مشدداً على أن الحوار هو اللغة الوحيدة في فهم كل القضايا الملتبسة.