الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

مع أقوال للمرشد الأوّل للإخوان

عبد الكريم النّاعم

-حين نعود بين فترة وأخرى إلى تنظيم هذه الجماعة، وتفكيرها، فلأنّ عدداً من الحرائق الداخليّة، في أكثر من بلد عربيّ، في المشرِق كما في المغرب، والتي اندلعتْ فوق هذه الأرض.. كانوا موقديها، أو قادة فيها.

-يقول المرشد الأول للإخوان المسلمين الشيخ حسن البنّا:”.. دورة التاريخ قد بلغتْ من جديد المرحلة التي سيقوم بها المسلمون بقيادة العالم (مجلة قضايا فكريّة – أكتوبر 1989 ص 10) أي ثمّة دعوة لأسلمة العالم منذ بدايات هذه الدّعوة، ومثل هذه الدّعوة ليس لها سابقة في التاريخ، وهو تحويل العالم كلّه إلى لون واحد، ويؤكّد ذلك في “رسالة النّور” فيقول:”.. إنّ القرآن يقيم المسلمين أوصياء على البشريّة العاجزة”– سا- فالبشريّة كلّها عاجزة، وعلى جماعة الإخوان أن يقودوها، ويوجّهوها، لتتخلّص من هذا العجز، حتى لكأنّه يبشّر بدعوة تتخطّى الرسالة التي جاء بها سيدنا محمّد (ص)،!! لافي مبادئها فحسب بل في القيوميّة التي يزعمون أنّ الله أقامها لهم، وهذا يتنافى مع الكثير من آيات القرآن الكريم التي لاتتسع المساحة لذكرها، ويعرفها الذين قرؤوا القرآن الكريم بتمعّن، وهذه الأدلجة لابدّ لها أن تقود إلى الإكراه، إذ لايُعقَل أن يقبل بما يطرحه جميع البشر، فوق ظهر هذا الكوكب، وإلى إعلان (زمن السيف)، وهو ماصرّح به الشيخ البنّا بقوله: “ينبغي أن نبدأ بالسعي إلى تعميم الدّعوة بين الناس بالحجّة والبرهان، فإن أبوا إلاّ العسف والجور والتمرّد فبالسيف والسّنان، – سا- ، تُرى كم يتّفق مايقوله المرشد العام مع الآية الكريمة “لاإكْراهَ في الدّين”؟!! وباعتبار أنّ جماعة الإخوان منخرطون في الشأن العام فثمّة مايوحي بتحالفهم مع قوى رأس المال المسيطر آنذاك في مصر، وهو خطّ مازالوا عليه منذ نشأتهم، ففي خطاب للشيخ البنّا في “شبرا الخيمة” يقول: “لابدّ للعامل في هذه المنطقة من سلاحين هما قوّة الإيمان، وحسْن الخلق، فتقوم الصلة بين العامل وصاحب العمل على الاحترام والعطف المُتبادلين، وهذه أنجح السبل”.

-إذن بالاحترام والعطف المتبادلين بين العامل وربّ العمل، تُحلّ المسألة، وهذا يضعنا أمام مسألة هامّة وهي هل ثمّة فترة أنصف فيها أرباب العمل، هكذا لوجه الله؟!! وهذا ذكّرني بخطاب سمعته على الكاسيت لأحد الدّعاة، وكان هذا قبل اندلاع حريق الخراب العربيّ،.. يُعلن فيه أن ليس في الإسلام صراع طبقيّ بل (حبّ) طبقيّ، فاقرأ وتعجّب، هكذا بتعويم الأوهام، وتقديمها على الحقائق، تتمّ معالجة أعقد القضايا، وعليك السمع والطاعة!!

تُرى هل ثمّة مرحلة في التاريخ عالجت مشاكلها كلّها بالـ (حبّ الطبقي)؟!!

-ويقول الشيخ البنّا: “على العمال أن يتذكّروا دوما واجبهم نحو الله، ونحو أنفسهم، ونحو صاحب العمل، لأنّ الإضراب أمر مخلّ بروابط الإخاء بين المسلمين، ومثير للجفاء في فرقتهم”، -سا- لاحظ أنّه ساوى بين واجب العمّال تجاه الله، وتجاه صاحب العمل،!!، وفي البعيد البعيد من هذا القول أن صاحب العمل من الملائكة في التصوّر السابق، لايَظلم، ولا يأكل جهد العامل!!

-أما الاثفية المركز فهي دعوته لمبايعة الملك فاروق آنذاك، ملك مصر، فيقول: “إنّ 300 مليون مسلم- /عددهم آنذاك/- في العالم، تهفو أرواحهم إلى الملك الفاضل الذي يبايعهم على أن يكون حاميا للمصحف، فيبايعونه على أن يموتوا بين يديه جنودا للمصحف، وأكبر الظنّ أنّ الله قد اختار بهذه الهداية العامّة الفاروق، فعلى بركة الله ياجلالة الملك، ومن ورائك أخلص جنودك” – سا ص25-

-التعليق والتمحيص متروك لك قارئي الكريم.

aaalnaem@gmail.com