زواياصحيفة البعثمحليات

الشهر المبغوض!!

شهر أيلول بحمله الكبير وظله الثقيل دائماً ما يشكّل عبئاً لا يطاق على البيت السوري، وبالتحديد على محدودي الدخل ومن لا عمل لهم، فهؤلاء “يبغضون” شهر أيلول، فخلاله تتساقط أوراق قوتهم الشرائية لدرجة الانهيار غير باقي أشهر العام، حيث يجدون أنفسهم لا حول ولا قوة أمام المصاريف الزائدة المتطلبة بدءاً من المونة بأنواعها، مروراً بلوازم المدارس، وصولاً إلى تأمين مازوت التدفئة وأمور أخرى تتطلب الإنفاق اليومي المرهق للأسر الفقيرة في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وعجز الراتب الهزيل عن مجاراتها!

يحدث كل ذلك أمام عين الجهات المعنية التي يبدو عليها العجز وقلة الحيلة عن القيام بأي إجراء يُحدث الفارق لجهة تخفيف العبء، علماً أنها توحي دائماً أن الأمور تحت السيطرة، متغنية بتوفر المواد في كل المحال، ولكن هل سألت بأي أسعار؟! على سبيل المثال لا الحصر كيلو السكر قفز أكثر من مئة ليرة خلال الأيام القليلة الماضية التي شهدت ارتفاعاً للدولار، وقس على باقي المواد المستوردة، علماً أنها تمول بسعر المركزي وتباع بسعر السوق السوداء!!

ما يحدث يدل دلالة واضحة على أن الاجتماعات وإطلاق الوعود رشاً  ودراكاً لا يحل المشكلة، بل يزيدها تعقيداً وإرهاقاً لجيب المستهلك الذي يحاول أن يقنع نفسه بأنه ما زال بحضانة ورعاية الحكومة، لكن على ما يبدو لا ينوبه إلا الكلام.!

بالمختصر، المواطن كان يأمل من الاجتماع “الاستثنائي” للجنة الاقتصادية أول أمس بحقنة دعم  تنسيه آلام “الجيبة” وتعينه على أعباء  هذا الشهر، بيد أن ظنه خاب، فعاد يسمع سمفونية الحديث الحماسي عن “اتخاذ إجراءات وخطوات مباشرة لتوفير السلع والحاجات الأساسية بأسعار مخفضة للمواطنين، ووضع آلية للتأثير الفعال تواكب المتغيرات في الأسواق وضبطها ومحاربة حالات الاحتكار، واتخاذ إجراءات قانونية لضبط التعامل غير الشرعي بالعملات الأجنبية، وتشديد الرقابة على المتلاعبين وعدم التساهل معهم”.

يبقى كل هذا مجرد “حكي” حتى يثبت العكس من خلال تحقيق استقرار حقيقي ودائم في تحسن سعر صرف الليرة، وذلك لن يتم إلا بالضرب بيد من حديد لكل من يتاجر بالليرة، ولجم الأسعار التي تتراقص على أنغام الدولار “على عينك يا تاجر” في مشهد غير مسبوق لا نريده أن يستمر!

غسان فطوم

gassanazf@gmail.com