دراساتصحيفة البعث

ما هي الثورة الملونة؟

 

ترجمة: هيفاء علي
عن موقع ريزو انترناسيونال 6/9/2019

الثورات الملوّنة هي إستراتيجية اخترعتها وكالة الاستخبارات الأمريكية “السي أي إيه” للسيطرة على السلطة في بلد ما بالقوة، وباستخدام متظاهرين تتسلّل وسطهم مجموعات عنيفة ومسلحة. كما تستخدم المنظمات غير الحكومية التي تتلقى الدعم من الملياردير الأمريكي جورج سوروس، لصناعة البروباغندا الإعلامية بغية التأثير على الرأي العام الغربي كي يدعم هذه الثورات الكاذبة التي تتمتّع بميزة وجود الشرعية أكثر من الانقلاب البسيط، وكانت تُستخدم بشكل أساسي ضد الحكومات التي أحرجت الولايات المتحدة أو أثارت غضبها.

كان أول استخدام معروف للثورة الملوّنة عام 2002 في فنزويلا ضد الرئيس هوغو تشافيز. منذ ذلك الحين، دفعت العديد من الدول الأخرى الثمن بدرجات متفاوتة من النجاح، فقد نجحت في تايلاند عام 2006 وفي عام 2008، وفي أوكرانيا عام 2014، والبرازيل عام 2016، وتايلاند للمرة الثالثة عام 2014، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في الإكوادور وهونغ كونغ وسورية، وفشلت مرتين في فنزويلا، الأولى عام 2016 والثانية عام 2019.
تحدث الثورة الملونة عادةً في 3 خطوات: الأولى، حشد أكبر عدد من المتظاهرين وتحريضهم وإغرائهم بالمال للنزول إلى الشارع من قبل المعارضين والمنظمات غير الحكومية، ثم يغزون الشوارع ويطالبون بالاستقالة الفورية للحكومة أو الرئيس المنتخب، ويرفضون أي حلّ وسط وهي حجة لحمل السلاح، وعندما تحاول شرطة مكافحة الشغب منعهم من الوصول إلى مكان استراتيجي كالقصر الرئاسي أو الجمعية الوطنية، يطلقون النار أو يطلقون قنابل يدوية على الشرطة ويحاولون إطلاق النار على أكبر عدد ممكن من ضباط الشرطة، والهدف من ذلك هو استفزاز رجال الشرطة وإطلاق ردة فعل قمع دموية تدينها الصحافة الدولية!.
الخطوة الثانية: في كثير من الأحيان تقوم الشرطة بإطلاق النار مباشرةً على المتظاهرين لمواجهة نيران القناصة أو القنابل اليدوية التي تقضي على صفوفهم، ما يؤدي إلى وقوع ضحايا. في بعض الأحيان، تدرك الحكومات الخطر، فتطلب من الشرطة مغادرة الشارع وتترك الشوارع للمحتجين تقودهم العناصر المسلحة، ثم يقومون بمهاجمة المباني العامة (الوزارات والقنوات التلفزيونية الحكومية..) ويحتلونها وينهبونها ومن ثم يدمّرونها. أما الخطوة الثالثة: تحاول عناصر الجيش إعادة النظام للاستيلاء على الدولة والإطاحة بالحكومة القائمة، وفي بعض الأحيان يكون المحتجون أنفسهم هم الذين يسيطرون على الدولة. وبالطبع يتمّ كل ذلك بالتزامن مع حملة إعلامية هيستيرية تعمل على تأليب الرأي العام العالمي ضد هذه الحكومة أو تلك.
تجدر الإشارة إلى أن الثورات الملوّنة تحدث غالباً في الدول الديمقراطية أو الديمقراطية جزئياً، وهناك معارضة برلمانية ينضمّ أعضاؤها إلى المحتجين منذ بداية الاضطرابات، وقادة هذه المعارضة البرلمانية هم الذين سيتمّ تعيينهم دون انتخابهم على رأس الدولة في حال فوز الثورة الملوّنة. وقادة هذه المعارضة البرلمانية عموماً هم من المحافظين الجدد الليبراليين (فنزويلا ، الإكوادور) أو الفاشيين الجدد (أوكرانيا، تايلاند، البرازيل) أو حتى من الأصوليين (ليبيا، سورية)، وفي معظم الأوقات يستفيدون من تواطئهم ودعم الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية مثل فرنسا وبريطانيا لهم.