رياضةصحيفة البعث

قبيل انطلاق الدوري الممتاز.. تعهيد المباريات بين الربح المضمون والسرقة المشروعة

 

 

اللاذقية– خالد جطل
تنطلق بعد أيام مباريات الدوري الممتاز بكرة القدم بحلّة جديدة، مع تسابق مختلف الأندية على استقطاب نجوم اللعبة، والتعاقد معهم بمبالغ أشبه ما يمكن وصفها بالخيالية التي لا تتناسب والكثير من اللاعبين مقارنة بما قدموه بالمواسم السابقة، مع استثناء البعض، إضافة لعودة المحترفين المخضرمين المبشرة التي اتضحت معالمها في المباريات الودية التي جرت بالفترة الأخيرة.
وما يجب الإشارة إليه قبل بدء الدوري هو قضية تعهيد المباريات التي باتت استثماراً ذهبياً للمتعهدين بجني الملايين، بينما هو مجرد رقم بالنسبة لإدارات الأندية التي تجني الفتات، فما حصل بالموسم الماضي من تعهيد بمبالغ لا تتناسب وقيمة المباريات والفرق التي تلعب بها، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه تشجيع على السرقة وتحويلها إلى سرقة مشروعة، ورغم أن “البعث” كانت قد أشارت لهذا الموضوع، وحذرت إدارات الأندية في مؤتمراتها السنوية من التهاون بقيمة التعهيد التي تعتبر أموالاً عامة.
وإضافة للأرقام المخجلة بتعهيد المباريات نجد أنفسنا كإعلام أمام واجب التحذير مجدداً من تعدي المتعهدين، ورفعهم أسعار بطاقات الدخول من 300 و400 ليرة إلى 500 وأحياناً 700 ليرة، وهنا يحقق المتعهد أرباحاً مضاعفة، بينما تبقى الأندية تشكو ضعف الاستثمارات، وضيق ذات اليد، وما دفعنا للحديث عن هذه الظاهرة هو التهاون بتعهيد المباريات، ما يجعلنا نضع مئات إشارات الاستفهام والتعجب، ونحن نتابع ما يجري ونشير إليه دون أن نرى تحركاً من الجهات العليا المسؤولة عن مراقبة عملية بيع البطاقات، ما يجعلنا ندعو لتدخل جهات بعيدة عن الرياضة لإيقاف جشع المتعهدين، ومراقبة بيع البطاقات التي برزت في ملاعب اللاذقية، وامتدت لملاعب القطر كافة.
ولطالما طالبنا بأن تقوم الأندية بعملية بيع البطاقات، وتنظيم دخول الجماهير إلى الملاعب، وكان الرد عدم القدرة على احتواء عملية دخول الجمهور، وإمكانية سرقة البطاقات، إضافة لأسباب كثيرة وضعتها الإدارات للهروب من التصدي للعمل الذي يعتبر من صميم واجباتها للحفاظ على مقدرات النادي “ريع المباريات” الذي بات استثماراً قائماً بذاته، وبما أن الإدارات تصف نفسها بالاحترافية، وأنها دخلت مرحلة الاحتراف الإداري نرى من الواجب عليها تشكيل لجان مختصة تدير عملية بيع البطاقات وتنظيم دخول الجمهور، أما القيادة الرياضية فعليها التأكيد على ضرورة التزام المتعهد بالشروط الصادرة عن الاتحاد الرياضي وإلا فإن إشارات الاستفهام ستزداد أمام المواطن الذي بات هدفاً لجشع المتعهدين.