اقتصادزواياصحيفة البعث

إن صحّتْ المعلومة…!؟

إلى حد بعيد، نعتقد أن ما أُطلق عليه مصطلح “مكافحة الفساد”، ما كنا لنشهد فصلاً من فصوله الأخيرة..، وبمثل هكذا عيار من الوزن الثقل بملياراته..، التي أُعلن عنها، والتي لن تكون – بالطبع- الأولى ولا الأخيرة..، فالحبل على الجرار، وفقاً لما قاله علانية رئيس مجلس الوزراء تحت قبة “مجلسنا”، مجلس الشعب، حيث المفاجأة بالأسماء التي سيتم الكشف عنها آتياً…
نقول ما كنا لنشهد.. لولا ما وصل إليه سعر صرف الليرة أمام الدولار..!؟
وهنا لعل المعلومة، التي لم يترك الفساد والفاسدون- بعد أن بلغا حدَّ ما بلغا- بداً من إماطة اللثام عنها؛ معلومة كان أسرَّ لنا بها مصدر بمرتبة وزير سابق لأكثر من حقيبة وزارية، قال: “سأقول لك معلومة عادة لا أحد يتداولها، ولكنها السبب الحقيقي لارتفاع سعر الصرف..!؟”.
المعلومة معلومتان، سنكتفي بغير المتداولة، علماً أن الثانية ليست بأقل من الأولى، بل قد تكون نتيجة للأولى وأخطر..، وهي: “أن الدولة لا تراجع إيراداتها..، ولم تعمل على زيادة هذه الإيرادات..!؟”.
معلومة فيها الكثير من “الوجاهة”، خاصة أنها صدرت ممن بشعاب وكواليس اقتصادنا وماليتنا العامة خبير؛ ننشرها عسى أن تحظى بالقَدْرِ الذي تستحقه..، لما تشكله من خطورة بالغة، لا شك تجعلنا كأعمى البصيرة، لا يعلم أين يسير، ولا إلى أين المستقر والمصير..!
وننشرها أيضاً، حيث الأوضاع الاقتصادية بلغت بنا مبلغ “أن نكون أو لا نكون”.
فإذا كنا لا نراجع إيراداتنا.. فهذه مصيبة نصاً ومضموناً، وتعني أمراً واحداً لا ثاني ولا ثالث له، أقله أن كل ما ندعيه من سياسات وخطط واستراتيجيات اقتصادية واستثمارية، ناقصة عقل ومال؛ مال وفقاً للمعلومة، غير خاضع للحساب والتدقيق والرقابة..، في مدخلاته ومخرجاته..!
إن صحَّتْ المعلومة، فلا شك أن ما بدأنا به المقال، يندرج في هذا المقام، استيقاظ متأخر ومحاسبة أكثر تأخراً، وخاصة في هذه المرحلة الحساسة والخطرة مالياً، والدليل ما وصل إليه سعر الصرف..، وواقع توفر القطع..، حيث لا شيء يبرر ما وصلنا إليه سوى ما سبق، أي انخفاض سعر صرف ليرتنا، وتوفر القطع الصعب.
ما حدث، نأمل ونرجو أن يكون عبرة لمن يعتبر، فالعبرات الحرقة للمواطن السوري على استباحة الفاسدين وأعوانهم لمقدرات وطنه وحقوقه..، وخاصة من تحمل ويلات هذه الحرب الإرهابية على أرضه، وضحى بالثمين والنفيس..، ووقف بكل ثبات واقتدار إلى جانب دولته وجيشه الباسل..، حتى وصلا إلى ما وصلا إليه، لا يبردها سوى اجتثاث رؤوس الفساد .
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com