ثقافةصحيفة البعث

“دمشــــق حلـــــب” في نــــدوة ســــــينمائيــة

في رحلة من دمشق إلى حلب ينقلنا المذيع السابق في إذاعة صوت الشعب عيسى عبد الله “دريد لحام” بأجمل لحظات يمكن أن تمر على المشاهد، في ذلك “البولمان” لا مكان للشر ولا مكان للكره، الجميع صعدوا بنية الذهاب إلى حلب دون أن يعرفوا أن مصيرهم سينتهي بأنهم أصبحوا عائلة واحدة.

بعد عرض فيلم “دمشق حلب” للمخرج باسل الخطيب ضمن الفعاليات الثقافية المرافقة لمعرض الكتاب، أقيمت ندوة سينمائية حوارية بحضور مخرج الفيلم باسل الخطيب والفنانان دريد لحام وكندا حنا وأدارها نضال قوشحة، وفي نهاية الندوة قدم  مدير مكتبة الأسد إياد مرشد دروعاً تكريمية للمخرج والفنانين.

معروف –عند المتابعين- توجهات أعمال المخرج باسل الخطيب، حيث يغلب عليها الطابع الدرامي والتراجيدي والقاسي أحياناً، وفي الندوة قال:

لقد تجرأت في فيلم “دمشق حلب” على الاقتراب من مساحة أخاف منها كثيراً، وهي منطقة السخرية والكوميديا، التي اقتربت منها بحذر شديد إلا أنني كنت مطمئناً لوجود الفنان الكبير دريد لحام، ولا أخفيكم أنني في عرض الافتتاح في سينما سيتي ولأول مرة أرى وجوه الجمهور تعبر عن السعادة والفرح على عكس أفلامي الأخرى حيث خرج الجميع مكفهري الوجه وحزينين، ولا يوجد أجمل من تلك اللحظة التي استطعت فيها إدخال البسمة لقلوب الناس لكي تضحك وتفرح بعد حرب سوداوية.

وعن العروض خارج سورية قال مخرج فيلم “مريم”: الخط البياني للفيلم صائب، وحسب الإحصائيات الواردة من مؤسسة السينما فقد حقق فيلم “دمشق حلب” أعلى إيرادات في تاريخ السينما السورية، ولم يعرض منذ 15 سنة فيلم سوري مثل هذا الفيلم، فقد عرض في لبنان وكل دول الخليج: الإمارات وقطر والبحرين والكويت، وفي العراق والأردن وكندا واستراليا وهولندا والدنمارك، وبعد يومين سيعرض في استراليا، في الواقع: الفيلم كحالة عرض حقق شيئاً كبيراً لم أكن أتوقعه مطلقاً، وقد استطعنا إيصاله للجمهور العربي والأجنبي.

تاريخ ومستقبل واحد

الفنان دريد لحام صاحب مقولة “مستقبلي ورائي”، تحدث عن تجربته السينمائية بعد غياب طويل فقال: مستقبلي ورائي بمعنى أنني مازلت محافظاً على كل الأعمال الباقية في ضمير الناس مثل مسرحية غربة، وشقائق النعمان وغيرها الكثير، فأنا حريص على هذا التاريخ ألا يهتز بتاتاً وفي الوقت نفسه هو مستقبلي، لذلك تكون خياراتي صعبة جداً، وأتأنى كثيراً لقول نعم لأي عمل.

منذ عام 2006 عندما عرض فيلم “الآباء الصغار” –تأليف وإخراج دريد لحام- لم أقدم عرضاً سينمائياً إلى عام 2018 عندما عرض المخرج باسل الخطيب عليّ فكرة فيلم “دمشق حلب” أحببته وقلت نعم دون تردد، وفي الحقيقة كانت تجربة رائعة، وستبقى كل دقيقة أثناء التصوير تشعرني بالسعادة فقد بدأنا كزملاء في أول الفيلم وانتهينا كعائلة. وفي افتتاح الفيلم قلت: في “دمشق حلب” انتهت أحلامي الكبيرة، وهناك بالتأكيد أحلام صغيرة ولكنها مع الأيام تكبر وتصبح أحلام كبيرة.

وعن عدم ظهوره خلال كل هذه الفترة في السينما قال: الإشكالية الأساسية هي عدم وجود صالات عروض سينمائية، والمعروف أن الجمهور الحقيقي للسينما من أصحاب الدخل المحدود، وعندما نعرض في سينما “سيتي” بالتأكيد ليس بمقدور أي شخص الدخول إليها لأن سعر التذكرة تصل إلى 2500 ليرة سورية وأحياناً الدولار يتحكم بسعرها.

بقي فيلم الكفرون -1990- سنة كاملة في السينما، مما دفع عثمان العائدي مشغل سينما الشام إلى القول “دريد عمللنا فيلم بالسنة لنشغل السينما”، وذلك لأن الناس حينها كانت قادرة على شراء التذكرة، أما اليوم لا يوجد إلا سينما “سيتي” وأتمنى على وزارة الثقافة أن تجد حلاً لهذه المسألة على سبيل المثال تشغيل المراكز الثقافية كصالات سينما بأسعار رمزية للدخول.

فرص قليلة

بدورها قالت الفنانة كندا حنا عن تجربتها السينمائية: إن ملامسة مشاعر وأحاسيس الجمهور بشكل مباشر في السينما هو شيء مهم جداً، ويلمس داخلنا نحن كممثلين، ونشعر بمسؤولية كبيرة للعروض القادمة، أنا شخصياً أقدم للسينما كما أقدم للتلفزيون والمسرح فهي تعني لي الكثير، ولكن سبب غيابي عنها -إذ أن الناس لا تعرف ما يحدث في الكواليس-، فحالة التوازن بين الدراما والسينما ليست مسؤولية الممثل، وإنما مسؤولية المؤسسات بمعنى عندما يتخرج الممثل من المعهد يقوم بتصوير فيلماً سينمائياً واحداً أو اثنين لا أكثر، وبعدها يتوقف لمدة عشر سنوات لعدم تقديم العروض له، والمخرجون في الساحة الفنية ليس لديهم الجرأة لمشاهدة هذا الممثل في السينما، وإنما فقط في الدراما، وعندما يخطو المخرج باسل الخطيب خطوة ويرسل لي للمشاركة في فيلم “الاعتراف” –تأليف باسل ومجيد الخطيب- بعدها تبدأ الجرأة من المؤسسة وتغامر لاستدعائي للمشاركة في الأفلام، والدليل أنني قمت بتصوير فيلم مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، لذلك أقول: “شكراً أستاذ باسل أنك فتحت  العين عليّ”، وهذا الشيء حقيقي وأنا كفنانة قطعت مشواراً طويلاً، ولكن هناك الكثير من الخريجين يظلمون بسبب هذه الديناميكية.

الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما 2018، سيناريو تليد الخطيب وإخراج باسل الخطيب، بطولة: دريد لحام وكنده حنا وسلمى المصري وصباح جزائري وعبد المنعم عمايري وشكران مرتجى ونظلي الرواس وبسام لطفي وأحمد رافع وربى الحلبي وبلال مارتيني وناصر وردياني وعلاء قاسم وندين قدور ونيرمين شوقي وعاصم حواط وفاروق الجمعات ووفاء العبد الله ولؤي شانا ونور رافع ورشا رستم ومهران نعمو وطارق عبدو وأسامة عكام وحسن دوبا ومجد حنا وسلمى سليمان وسالم بولص ووائل شريفي.

جمان بركات