الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

شهد برمدا ..الشباك الواقع في غرام صوتها

لم تكن خسارتها في إحدى مسابقات الغناء، لتثنيها عن رسم الفرح والبهجة في قلوب كل من وصله صوتها تشدو كقطرة ندى في صباح باكر، رغم الظلم الذي وقع عليها بالنتيجة، إنها اليوم من الأرقام الصعبة في الغناء العربي قبل المحلي، وصوتها من الأصوات النادرة بصفائه، دون الحاجة لأشغال الاستديو المعروفة.

ابنة حلب الملتاعة، غنت حلبا كما ألفها وعرفها الجميع، بأصالة وعذوبة، قدمت القدود الحلبية وغيرها من الأغاني الخاصة بكونها من الفن الحلبي الثقيل، فأوصلتها كما اليمامة تهدل، أو كما النسمة تمرّ بين القصب، وفي كل مكان حلّ فيه صوتها من مهرجان أو حفل في الداخل والخارج، حلّ الطرب العليل في أرق أشكاله، فكما نعرف جرت العادة أن تحمل هذا الفن الثقيل في وجده الحناجر الرجولية، لما يتطلبه من مساحة عريضة في الصوت، هذا عدا عن وجود العديد من المذاهب الفنية التي تُشكله، لكن هذا لم يشكل أية مشكلة بالنسبة للصبية الحسناء، التي غنته بإيجاد وبطريقتها هي، لتجيء “من الشباك لرميلك حالي”-على سبيل المثال لا الحصر- وكأنها فُصلت من مخمل صوتها، وهي عندما تغنيها، يكاد الشباك نفسه يمسكها من أكتافها كي لا تطير.

ليس خافيا على أحد أن مواقف شهد خلال الحرب التي لا زالت قائمة على بلادها، الحرب التي دمرت حلبها الأعز تحت ناظريها، تركت أثرها الكبير على نتاجها الفني وعلى ظهورها كواحدة من أهم نجوم الغناء العربي وفي “الستاف” الأول منه، وهذا يجعل ردّ المعروف بأقل تقدير لهذا الصوت السوري الخلاب، هو من واجب المؤسسات المعنية بالأغنية المحلية، خصوصا وأنها تمر بأسوأ أحوالها، وصوت كصوت شهد من الأصوات القادرة على إعادة الثقة بالأغنية المحلية، في حال تمّ تبنيها إنتاجيا من الجهات المعنية، فكما نعرف رأس المال الفني في هذه الحال جبان، وباعتبار أننا نصرف على الفنون، فلنصرف البعض في مكانه.

تمّام علي بركات