دراساتصحيفة البعث

لا غرابة في تجسس إسرائيل على أمريكا.. صمت ترامب هو الغريب!

ترجمة: عائدة أسعد

عن موقع الاندبندنت 13/9/2019

تقوم إسرائيل بالتجسّس على البيت الأبيض وفقاً لتقرير ذكره موقع بوليتيكو “Politico” الأمريكي هذا الأسبوع، وهذه الأخبار ليست صادمة إنما الغريب صمت إدارة ترامب الذي فاجأ الكثيرين في واشنطن.

أوضح تقرير موقع بوليتيكو أن إسرائيل زرعت أجهزة مراقبة حول واشنطن، ولكن على عكس الإدارات السابقة لم يتخذ فريق ترامب أي إجراء ضد المراقبة التي يقوم بها أقرب حلفائه، والتجسّس على أرض الولايات المتحدة لم يكن له عواقب حقيقية على إسرائيل، على حدّ قول المسؤولين.

وكالعادة رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي التقرير وأنكر الأمر واعتبره  تلفيقاً، لأن ترامب هو الصديق الحليف الذي أكد له أنه وجّه بعدم وجود جواسيس أو استخبارات على الأراضي الأمريكية، مضيفاً: إن توجيهاته تنفذ بقوة دون أية استثناءات، كما كتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على تويتر: “ليس لإسرائيل أصدقاء في إدارة ترامب أفضل من الرئيس ترامب نفسه”.

لكن مسؤولين أمريكيين أكدوا في وقت سابق أن عمليات المراقبة التي يقوم بها حليف أمريكا الوثيق على أرض بلادهم ليست جديدة، وأن إسرائيل تتصدّر قائمة الدول التي تتجسّس بقوة على الولايات المتحدة، وإنما صمت إدارة ترامب حول هذا الخرق الدبلوماسي هو الذي يلفت انتباه المحلّلين وصنّاع السياسة.

وصرّح فرانك فيغليوزي مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق بالقول: “إذا كان هذا صحيحاً فما يثير للغرابة ليس في أن إسرائيل تتجسّس علينا إنما في صمت ترامب إزاء ذلك”. ورداً على أنباء تفيد بأن إسرائيل حاولت التجسّس، قال ترامب: “لا أعتقد ذلك ويصعب عليّ تصديقه لأن علاقتي مع إسرائيل ممتازة”.

وقال روبرت رابيل أستاذ في العلوم السياسية بجامعة فلوريدا أتلانتيك: “إن مكتب التحقيقات الفيدرالي سيصل إلى نهاية لهذه القضية بغضّ النظر عن ردّة فعل البيت الأبيض، ولا أعتقد أن ترامب سينتقد نتنياهو علناً، فهو شقيقه في السلاح وسيساعده في حملة إعادة انتخابه التي يعتمد عليه فيها الأسبوع المقبل، ولن أتفاجأ إذا قَبِلَ نتنياهو دعوة من الجمهوريين للكونغرس لدعم الرئيس ترامب قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.

وكما يقول محلّلون إن عدم ردّة الفعل تؤكد العلاقة الوثيقة بين أخوة السلاح، وإضافة إلى المعنى السياسي لعملية التجسّس هناك مفارقة مالية، فأجهزة المراقبة المزروعة حول واشنطن مكلفة للغاية ومتطورة ولا تملك مواردها وبرامجها الكثير من الحكومات.

وقال ديلان وليامز نائب رئيس منظمة يهودية أمريكية معروفة J Street: “إن التجسّس كان بمثابة وابل من الشكر لدافعي الضرائب الأمريكيين التي تصل إلى 3,8 بليون دولار من كل عام، وسيتفاجأ معظم الأمريكيين عندما يعلمون أن الدولارات التي يحصلون عليها بشق الأنفس تذهب كضرائب من أجل أمن إسرائيل تُستخدم للتجسّس على بلدهم” .

وما يجدر ذكره أن التقرير مهمّ لأنه جاء في غضون أسبوع من إقالة الرئيس ترامب لمستشار الأمن القومي جون بولتون الذي كان مؤيداً قوياً لإسرائيل على مدى سنوات وفي الوقت الذي يستعدّ فيه ترامب لإجراء مفاوضات محتملة مع إيران، لأن هذه الخطوة ستربك إسرائيل كما حصل في الماضي عندما وصل باراك أوباما إلى إيران. وأفادت وسائل إعلام أمريكية أنه على الرغم من النفي المستمر فليست تلك المرة الأولى التي سمعنا فيها عن تجسّس إسرائيل على الولايات المتحدة، فقد كانت إسرائيل تتجسّس على المفاوضات خلال المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية، ويقال إن حكومة نتنياهو استخدمت المعلومات التي حصلت عليها خلال تلك المراقبة للضغط على الكونغرس الأمريكي ضد إدارة أوباما لمنع التوصل إلى اتفاق مع إيران!.