الصفحة الاولىصحيفة البعث

نظام أردوغان يتنصّل من تعهداته ويغرق اليونان بالمهاجرين

في دليل جديد على أن نظام رجب أردوغان يتعامل مع دول الاتحاد الأوروبي في ملف المهاجرين بالطريقة التي كان يتبعها البربر مع الامبراطورية الرومانية القديمة، حيث كانت الامبراطورية تدفع لهم أموالاً كي لا يقوموا بالنهب والسرقة في أراضيها، ومع ذلك لم يلتزم البربر بذلك، كشفت وزارة الدفاع المدني اليونانية، أمس، أن هناك أكثر من 26 ألف مهاجر على جزر بحر إيجة اليونانية. وهذا الرقم هو الأعلى منذ الاتفاق الذي عقد بين نظام أردوغان والاتحاد الاوروبي لعام 2016 بخصوص أزمة المهاجرين، ويقضي بإعادتهم إلى تركيا مقابل حصول أنقرة على 6 مليارات يورو، إضافة إلى تسهيل حرية التنقّل، ومنح تأشيرات دخول للمواطنين الأتراك إلى أوروبا، والإسراع في ملف مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.
ويرى مراقبون أن أردوغان نفّذ تهديداته بلعب ورقة الهجرة للضغط على أوروبا في محاولة للحصول على مساعدات جديدة ومزيد من الدعم.
وأضافت وزارة الدفاع المدني اليونانية: إن عدد المهاجرين الذين يصلون إلى الجزر اليونانية تضاعف منذ نيسان بعد أن بلغ عددهم في تلك الفترة 14 ألف مهاجر.
ويعمل النظام التركي على ابتزاز الاتحاد الأوروبي في قضية الهجرة، رغم المساعدات الهامة التي قدّمتها الدول الأوروبية، وأكد أردوغان في تصريح يحمل نبرة تهديد قبل أسبوعين أنه قد يفتح الحدود أمام مئات الآلاف من المهاجرين ليتحرّكوا صوب دول الاتحاد الأوروبي في حال لم يحصل على مساعدات مالية كافية، ودعم لإقامة ما يسمى “منطقة آمنة” في منطقة الجزيرة السورية، لتحقيق أوهامه العثمانية.
ووجّه أردوغان تهديداً واضحاً للطرف الأوروبي، قائلاً: “إما أن تشتركوا في تحمّل العبء أو أننا سنفتح البوابات”!.
وفي المقابل يصرّ الجانب الأوروبي على احترام تعهداته، داعياً نظام أردوغان إلى القيام بالمثل. ورغم المساعي الأوروبية، وخاصة الألمانية، لمواجهة الظاهرة، لكن يبدو أن أردوغان يحاول ابتزاز أوروبا مالياً، وهو أمر لم يعد يقبله الأوروبيون، خاصة الألمان. وربما تفكّر أوروبا في حلول أخرى لمواجهة مشكلة الهجرة، وعدم الاعتماد على النظام التركي، الذي اتخذ من المسألة وسيلة للحصول على منافع مادية ومساعدات.
بالتوازي، أعلن المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين في ألمانيا أن عدد طالبي اللجوء الأتراك ازداد بشكل ملحوظ منذ محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في تموز عام 2016، وأضاف: “إن عدد طلبات اللجوء من قبل مواطنين أتراك بلغ منذ شهر كانون الثاني إلى آب من العام الجاري نحو 7610 طلبات، أي بزيادة بمعدل 44.8 بالمئة”، وأشار إلى أن هذه الزيادة في الطلبات بدأت منذ ما بعد تموز 2016.
يذكر أن تركيا شهدت في 15 تموز 2016 محاولة انقلاب استغلها أردوغان لشن حملة انتقامية واسعة في مختلف أنحاء البلاد بهدف التخلّص من كل مناهضي سياساته، حيث قام باعتقال وإقالة عشرات آلاف العسكريين ومسؤولي الشرطة ورجال القضاء، وتسريح أكثر من 150 ألفاً من العاملين في مختلف المؤسسات التركية، وإغلاق عدد كبير من وسائل الإعلام، وصولاً إلى فرض حالة الطوارئ في البلاد.
إلى ذلك، مدّدت سلطات أردوغان فترة اعتقال أكثر من مئة شخص بينهم عسكريون في الخدمة الفعلية بذريعة ارتباطهم بالداعية التركي فتح الله غولن، الذي يتهمه النظام بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، ونقلت وكالة الأناضول الناطقة باسم النظام التركي عن مصدر قضائي طلب عدم الكشف عن هويته قوله: “إن التمديد جاء بعد أن أحال الادعاء العام في اسطنبول 138 معتقلاً بينهم عناصر من القوات البرية والجوية والبحرية وخفر السواحل إلى المحكمة”، مشيراً إلى أنه “تم تمديد اعتقال 111 منهم لكونهم أعضاء في مجموعة مسلحة إرهابية”، حسب زعمه.
وكان الادعاء العام للنظام التركي أصدر الأسبوع الماضي مذكرات اعتقال بحق 223 عسكرياً في الخدمة من أرجاء مختلفة من تركيا.
يذكر أن أردوغان حوّل تركيا إلى سجن كبير، وذلك استمراراً لإجراءاته الهادفة إلى الهيمنة على جميع المؤسسات وتصفية معارضيه.