الصفحة الاولىصحيفة البعث

24 دولة غربية تدين انتهاكات النظام السعودي لحقوق الإنسان

لم يعُد بإمكان الدول الغربية التغطية على ممارسات النظام السعودي وانتهاكاته المتكرّرة لحقوق الإنسان، ليس لأنها تحترم حقوق الإنسان فعلاً، بل لأن تحالفها مع هذا النظام، الذي يمتلك سجلاً أسود حافلاً بالتعذيب والاغتيالات والقتل خارج القضاء، بات يعرّي هذه الحكومات، ويضعها في مواجهة مع شعوبها، بوصفها داعماً لأنظمة تمارس أبشع أنواع الإرهاب والقتل الممنهج، وغير ذلك من الانتهاكات الفاضحة بحق مواطنيها وشعوب العالم الأخرى.

ولذلك أبدت 24 دولة، أغلبها أوروبية، قلقها العميق بشأن تقارير عن تعذيب واحتجاز غير قانوني ومحاكمات غير عادلة لنشطاء، منهم نساء وصحفيون، يمارسها النظام السعودي بحق مواطنيه.

البيان المشترك قرأته سفيرة أستراليا سالي مانسفيلد، أمس، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.

ومن بين الدول الموقّعة على البيان بالإضافة إلى أستراليا، بريطانيا وكندا وألمانيا وبيرو.

وطالب البيان النظام السعودي بكشف الحقيقة حول تفاصيل جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في تركيا.

وهذا ثاني بيان مشترك خلال ستة أشهر حول وضع حقوق الإنسان لدى النظام السعودي، بعد أول توبيخ على الإطلاق له في المجلس في آذار الماضي، حيث أدانت 36 دولة في بيان مشترك جريمة مقتل خاشقجي، وطالبت نظام بني سعود في حينه بتحقيقات “سريعة وفعّالة ومعمقة ومستقلة وحيادية وشفافة”، في حين دعا السفير الايسلندي إلى “كشف كل المعلومات المتوافرة والتعاون كلياً في جميع التحقيقات حول الجريمة بما في ذلك تحقيق المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول الإعدامات التعسفية”.

وقد غادر مندوب النظام السعودي قاعة الجلسة قبل تلاوة البيان المشترك.

ويعتبر سجل النظام السعودي في مجال حقوق الإنسان الأسوأ على المستوى العالمي، مع استمرار حملات الاعتقال التعسفية والمحاكمات الصورية والإدانات للمعارضين، إضافة إلى سجن عشرات الناشطين الحقوقيين وانتهاكه حقوق المرأة، وقد وثّقت عشرات التقارير للأمم المتحدة ومنظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش جرائم وانتهاكات هذا النظام بحق السعوديين، ما يؤكّد أن سعيه الدؤوب لعضوية هذا المجلس كان للتغطية على سجلّه الأسود في هذا المجال.

من جهة ثانية، وفي سياق انتقاداته المتكرّرة للأنظمة التي ترعى الإرهاب في العالم، أكد نائب رئيس مجلس النواب التشيكي توميو أوكامورا أن النظام السعودي لا يختلف كثيراً عن تنظيم “داعش” الإرهابي، وأوضح، في تعليق نشره على موقعه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، أن الولايات المتحدة تتغاضى عن تصرّفات الأنظمة المشابهة لتنظيم “داعش” الإرهابي مثل النظام السعودي، لأنه يمثل بالنسبة لها سوقاً لبيع السلاح، كما أنه يفيدها في خفض أسعار النفط.

وشدّد على أن التدخلات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط أدّت إلى تعكير الاستقرار فيها بشكل عميق، كما أنها كانت واحدة من الأسباب الرئيسية لأزمة الهجرة، ولاسيما مع محاولتها تدمير دول علمانية فيها مثل سورية والعراق وليبيا وغيرها.