دراساتصحيفة البعث

بولتون يكشف عن خلافاته مع ترامب

 

ترجمة: عائدة أسعد
عن موقع بوليتيكو 18/9/2019
كشف جون بولتون مستشار الأمن القومي المطرود خلافاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء حديثه أمام ضيوف معهد “غايتستون” للأبحاث الذي كان يشغل منصب مديره، حيث انتقد السياسة الخارجية لـ ترامب بشدة بالقول إن دعوة ترامب لطالبان إلى كامب ديفيد إشارة فظيعة لعدم احترام ضحايا هجمات 11 أيلول.

أكد بولتون أن أي مفاوضات مع كوريا الديمقراطية وإيران مصيرها الفشل، فكلّ ما يريد الكوريون والإيرانيون القيام به هو التفاوض للتخفيف من العقوبات الاقتصادية المفروضة من أجل دعم اقتصاد بلديهما.
وقال أحد الحاضرين إن بولتون وجّه ضربة قوية لترامب دون التصريح عن اسمه، لأنه تحدث لأكثر من مرة عن فشل ترامب في الردّ على إسقاط طائرة أمريكية من دون طيار في أول هذا الصيف، ما مهّد الطريق أمام إيران لتهديد أمريكا في الأشهر الأخيرة.
واقترح بولتون أنه لو قامت الولايات المتحدة بالانتقام من إيران لإسقاط الطائرة الأمريكية من دون طيار لما استمرت بإلحاق الضرر بحقول النفط السعودية، وخاصة “آرامكو” الذي ألقى المسؤولون الأمريكيون والسعوديون اللوم فيه على إيران.
تأتي تعليقات مستشار الأمن القومي السابق في اليوم نفسه الذي عيّن فيه ترامب خلفه روبرت سي أوبراين مفاوض الرهائن، وأثناء حديث ترامب على مدرج مطار في لوس أنجلوس وتقييمه لمساعده الجديد في السياسة الخارجية على أنه يحظى باحترام كبير، ما يؤكد أن ترامب يرى أوبراين مستشاراً متوافقاً معه في سياساته أكثر من بولتون الذي اختلف معه كثيراً وجعله يصطدم مع كبار المسؤولين.
بعد إسقاط الطائرة المسيّرة في حزيران كان ترامب مستعداً لشنّ ردّ عسكري ضد إيران والذي أيّده وحثّ عليه بولتون بقوة، لكنه انسحب بعد أن حذّره منه آخرون، ومنهم مضيف أخبار فوكس نيوز Fox News والقول إنها فكرة سيئة. وهنا قال ترامب: “إن الجميع في البيت الأبيض وافق على الردّ الانتقامي المزمع، ولكن سلطة عليا قرّرت في اللحظة الأخيرة عدم القيام بذلك”. وفي مساء اليوم نفسه تراجع ترامب بقوة قائلاً للصحفيين خلال زيارة للحدود الأمريكية المكسيكية جنوب سان دييغو: “أنتقد بولتون لأنه سيورّطنا مع الكثيرين في الشرق الأوسط، لقد أنفقنا 7.5 تريليون دولار في الشرق الأوسط وجون غير قادر على التعامل مع أحد، وقد اختلف الكثيرون معه في الأفكار، كما أن الكثير من الناس انتقدوني لأنني وضعته في المركز الأول لأنه يحبّذ الذهاب إلى الشرق الأوسط والتوقف في الرمال المتحركة، ونصبح نحن رجال الشرطة فيها وهذا سخيف”.
وفي مطعم Le Bernardin في مانهاتن كشف بولتون عن خلافاته مع ترامب في عدد من القضايا العالمية، وذلك أمام 60 شخصاً من الأشخاص المعروفين بـ مانحي التبرعات لمعهد “غايتستون”، موضحاً أنه فيما يتعلق بأفغانستان ينبغي على الولايات المتحدة ألا تسعى لإبرام اتفاق سلام مع طالبان، وبدلاً من ذلك عليها الاحتفاظ بـ 8600 جندي مع دعم الاستخبارات وجنود آخرين، وأكد أن الصفقة المقترحة على غرار الاتفاق الذي عرضته طالبان على الولايات المتحدة بعد هجمات أيلول، وذلك ليس له أي معنى.