دراسات

الإرهابيون الأجانب في سورية.. الألمان مثالاً

ترجمة وإعداد: علاء العطار

في كانون الثاني من عام 2014، فجّر روبرت باوم نفسه في قرية الكافات بمدينة السلمية ليقتل خمسين “كافراً”، حسب زعم تنظيم “داعش” الإرهابي الذي تباهى بهذا “الإنجاز”، وعندما وصل النبأ إلى مدينة زولينغن الألمانية، مسقط رأس باوم، أدى إلى سلسلة من التساؤلات التي أصبحت مألوفة حالياً: لما ذا أنهى هذا “الشاب الخجول والانطوائي” حياته في أرض بعيدة قاتلاً أناساً غرباء عنه؟ وكيف تطرّف هذا الشاب الألماني؟ ولماذا يطمح عدد متزايد من الألمان إلى تقليد باوم بقتل أنفسهم وغيرهم؟!.

تضم مجلة “الإرهاب والعنف السياسي” العديد من الأبحاث والدراسات التي تتمحور حول الإرهاب والعنف الذي يمارسه الأفراد والدول، وتأثير الشبكات الاجتماعية وما يتبعه من تأثير على حقوق الإنسان، لكن ما يهمنا هو ما جاء في دراسة نُشرت في عددها الحادي والثلاثين الإصدار الرابع عام 2019، تحلّل استخدام المقاتلين الألمان في سورية والعراق للشبكات الاجتماعية.

تتساءل الدراسة عن السبب الذي يدفع الغربيين ليصبحوا إرهابيين أجانب أو كما يسميهم الإعلام الغربي “مقاتلين” في النزاعات الخارجية، وتجمع لاستكشاف ذلك بيانات عن هؤلاء الإرهابيين في سورية والعراق، وتختبر ثلاث مجموعات من الفرضيات تدور حول الاندماج الاجتماعي والاقتصادي، والتطرف عبر الانترنت، والتجنيد عبر الشبكات الاجتماعية، كما ترسم خريطة لشبكة المقاتلين الأجانب الألمان قبل تجنيدهم وتجمع دلائل لتقييم صحة التفسيرات المتعارضة.

هذا الأمر بالطبع لا ينطبق على ألمانيا وحدها، فقد توافد مقاتلون غربيون إلى مناطق الحرب في سورية والعراق بمستوى غير مسبوق، إذ تشير التقديرات الدولية إلى أن نحو 5000 أوروبي شارك في الحرب منذ عام 2011، وإجمالاً، انضم ما يقارب 30000 رجل وامرأة من أكثر من 86 دولة إلى هذه الحرب، وانضم أغلبهم إلى تنظيم “داعش”.

تقيّم الدراسة ثلاث مجموعات من الفرضيات المتعلقة بتجنيد المقاتلين الأجانب، وهي: عجز في الاندماج وتجذير التطرف عبر الانترنت والتجنيد عبر الشبكات الاجتماعية، وتوفر البيانات التي جُمعت من المقاتلين الألمان في سورية والعراق دعماً قوياً لفرضيات التجنيد عبر الشبكات الاجتماعية وبعض الدعم لفرضية عجز الاندماج، مع وجود دعم هزيل لفرضية تجذير التطرف عبر الانترنت.

تفسيرات تجنيد المقاتلين الأجانب

تُعرّف الدراسة المقاتلين الأجانب بأنهم “أفراد لا يمتلكون جنسية دول الصراع، وينضمون إلى التمرد خلال النزاعات”، وغالباً ما يشارك هؤلاء في أدوار قتالية مباشرة، بل ينتهي بهم الأمر حتى بأنهم يصبحون مهاجمين انتحاريين، لكن لا يشارك جميعهم في القتال فعلياً، إذ يقوم البعض بأدوار الدعم داخل التنظيمات الإرهابية، بيد أن هذه الدراسة تعامل أولئك الأفراد كمقاتلين أجانب بحكم صعوبة معرفة أدوارهم بدقة بمجرد انضمامهم إلى منطقة الصراع، أو كيف يمكن أن تتطور أدوارهم مع مرور الوقت.

غالباً ما يُصوّر الإرهابيون نزاعاتهم المحلية على أنها جزء لا يتجزأ من “الحرب على الإسلام” التي تهدّد فيها أنظمة الحكم في تلك المناطق “باستعباد” المسلمين وقمع أنشطتهم الدينية ومنعهم من التحكم بمصائرهم، فتراهم يناشدون المسلمين من كل أصقاع الأرض ليمدوا لهم يد العون، ويصوّرون القتال خارج بلدانهم كفرض عين ديني وفرصة لدعم فكرة الوحدة الإسلامية، ويشارك معظم المقاتلين الغربيين في النزاعات الخارجية لأنهم يرون أن القتال في الأراضي الإسلامية دفاع مشروع عن النفس وليس عملاً إرهابياً.

إن التهديد الذي تحمله الهوية العابرة للحدود قاصر عن تفسير من يستجيب في النهاية لنداء الانضمام إلى نزاع بعيد، وفي حين اجتذبت الحرب في سورية والعراق المقاتلين الأجانب من كل حدب، إلا أن إلقاء نظرة فاحصة على عملية التجنيد على المستوى الوطني تشير إلى أن عملية التطوع مسألة جغرافية وليست عشوائية، وهو دليل على وجود تأثير لشبكة معيّنة، إضافة إلى أن المقاتلين الأجانب يفتقرون للملامح الاقتصادية- الاجتماعية أو الإثنية المشتركة التي قد تقدّم أدلة على ميلهم للتطوع، وهذا يثير بدوره سؤالاً ملحاً عن طريقة تحشيد وتعبئة الهويات العابرة للحدود عندما لا تكون المصالح الجماعية واضحة.

عجز الاندماج

غالباً ما يُطرح تحدي الاندماج متعدّد الثقافات على أنه السبب الرئيسي الذي يدفع الإسلاميين للتطرف في أوروبا، ويُفترض أنه يساهم في ظاهرة المقاتلين الأجانب، ويتجلّى رهاب الأجانب والإسلاموفوبيا داخل المجتمع المضيف في معدلات البطالة التي تعدّ أعلى من المعدلات الوطنية وفرص التعليم المتدنية والفصل السكني في الأحياء المتجانسة عرقياً، والأوروبيون ذوو الخلفيات المهاجرة معرضون بشكل خاص للتهميش الاجتماعي والاقتصادي، ذلك أن المجتمع المضيف ينظر إليهم على أنهم يقوّضون الرفاهية الاقتصادية والتماسك الثقافي.

ولتمييز الأقليات دور في رفع مستويات العنف السياسي بشكل كبير، ووجد تحليل إحصائي أُجري في 172 دولة أن هناك صلة بين تجربة الأقليات في التمييز الاقتصادي وارتفاع معدلات الإرهاب المحلي، كما وجد صلة بين الشعور بالتمييز ودعم التفجيرات الانتحارية بين الأقليات المقيمة في الغرب، وهذا يقودنا إلى استنتاج أن صغر السن والتمييز تجاه المسلمين المقيمين في الغرب يرتبطان بشدة بالموقف الذي يبرّر التفجيرات الانتحارية.

لا تتناول هذه الدراسات مسألة تجنيد المقاتلين الأجانب بشكل مباشر، بل هنالك دراستان حديثتان تقدمان دليلاً على أن المقاتلين الأجانب القادمين من هولندا وبلجيكا وفرنسا يميلون إلى أن يكونوا من بين أولئك المهمشين اجتماعياً، ووجدت هذه الدراسة عند تطبيق عجز الاندماج على المقاتلين الألمان ما يلي:

“يتمّ اختيار المقاتلين الأجانب القادمين من ألمانيا بشكل غير متجانس من صفوف المسلمين من ذوي الخلفيات المهاجرة، والذين لم يندمجوا جيداً في المجتمع الألماني، كما يشير إليه انخفاض معدلات التجنيس وانخفاض المؤهلات التعليمية وانخفاض معدلات العمالة وارتفاع معدلات الإجرام بين المتطوعين”.

التجنيد عبر الانترنت

زادت ثورة وسائل التواصل الاجتماعي من المخاوف المتعلقة بالاستخدام الشنيع لتقنية الانترنت لتجذير التطرف وتجنيد المقاتلين الأجانب، إذ تحوَّل الجهاديون إلى مجموعة كاملة من تطبيقات التواصل الاجتماعي للتواصل مع المجندين من جميع أصقاع الأرض، ويستخدم الراديكاليون هذه التقنيات لنقل رسالة التهديد للهوية العابرة للحدود، وعرض صورة حيّة “لمعاناة” المسلمين في مناطق النزاع، وتوفر وسائل التواصل الاجتماعي معلومات عن الساحات الجهادية وتُيسّر تقديم نصائح مفيدة حول طريقة السفر إلى النزاعات البعيدة.

توفر الطبيعة الارتباطية لتطبيقات التواصل الاجتماعي، كـ فيسبوك وتويتر وواتس آب وتلغرام، اتصالاً عَرْضِياً تفاعلياً وفورياً وسرياً للغاية، وقد يساعد بذلك في صياغة شعور بالانتماء الطائفي الذي قد يروق لبعض الأفراد المُبْعدين، ويطبق هذا التحليل على المقاتلين الألمان على النحو الآتي:

– وسائل التواصل الاجتماعي هي الناقل الرئيسي لتجذير التطرف عند المقاتلين الأجانب وتجنيدهم، ما يؤدي إلى تقليل الروابط الشخصية بين المتطوعين الألمان قبل تعبئتهم.

– نظراً للانتشار الجغرافي لوسائل التواصل الاجتماعي في ألمانيا، يستحسن مراقبة تجنيد المقاتلين الأجانب المشتتين، وليس المجتمعين، عبر المدن الألمانية التي يقطن فيها المسلمون.

التجنيد عبر الشبكات الاجتماعية

تؤكد نظرية الحركة الاجتماعية وتحليل الشبكات الاجتماعية أن الروابط الموجودة مسبقاً وتجنيد التكتلات أمران ضروريان لتعبئة المقاتلين، والشبكات الموجودة مسبقاً هي أرض خصبة لعملية التعبئة لأنها تجمع بين أفراد متشابهين في العقلية، وتعزّز ضغط الأقران وتشجّع على التفكير الجماعي، وإن كانت هذه الشبكات قوة تعبئة رئيسية، فيجب أن يكون هناك دليل على وجود تكتلات جغرافية وعلاقات سابقة بين المقاتلين الأجانب تسبق تاريخ تعبئتهم في منطقة القتال، وهذا ما تشير إليه البحوث السابقة عن المقاتلين الأجانب.

وربما يكون المقاتلون الأجانب البلجيكيون والفرنسيون يمثلون ربع المقاتلين الأجانب الأوروبيين في العراق، وكانت هناك شبكتان تجندان المقاتلين الأجانب، هما “كاري وناينتينث”، وقد جنّدتا الجزء الأكبر من هؤلاء الأفراد، وفي الحالة الألمانية يجب أن نتوقع أن نجد ما يلي:

“يتمّ تجنيد المقاتلين الأجانب الألمان بشكل رئيسي عبر روابط اجتماعية موجودة مسبقاً، كما يتضح من التجمّع الجغرافي للمتطوعين وارتباطهم بمتطوعين آخرين في شبكة واحدة قبل عملية التعبئة”.

والنتيجة الطبيعية لعلاقات الشبكة الموجودة مسبقاً هي ظاهرة تجنيد التكتلات، والتي تشير إلى كيفية قيام المنظمات المسلحة بتجنيد أعضاء ومشاركين بين مجموعات من الأفراد نظّمت بالفعل لأغراض أخرى، والعلاقات الاجتماعية السابقة داخل بيئة سياسية أو دينية تجعل التجنيد ممكناً بحكم المستويات العالية من الثقة الشخصية والالتزامات المتبادلة، وفي الحالة الألمانية يجب أن نتوقع أن نجد ما يلي:

“تم تعبئة المقاتلين الأجانب الألمان إلى سورية والعراق في مجموعات صغيرة مرتبطة عبر علاقات الصداقة والقرابة، وليس كأفراد متباينين يسافرون بمفردهم”.

الاندماج في المجتمع الألماني

جمعت الدراسة بيانات حول خلفية الهجرة وحالة الجنسية والتاريخ الجنائي وحالة العمالة والتعليم للمقاتلين الأجانب الألمان لاختبار فرضية عجز الاندماج، وقارنت ميزات المقاتلين الأجانب مع أكبر عدد من المسلمين في ألمانيا وغيرهم من السكان ذوي الخلفيات المهاجرة وغير المهاجرة، من أجل تقييم مدى اختلاف ميزاتهم عن الاتجاهات المجتمعية الأوسع نطاقاً.

العرق والهجرة

اعتباراً من عام 2008، يُقدّر أن يكون لدى المجتمع الألماني ما بين 3.8 و4.3 ملايين مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ 82 مليون نسمة، ما يعني أن المسلمين يشكّلون ما يقرب من 4 إلى 5٪ من إجمالي السكان، والغالبية العظمى لديهم خلفيات مهاجرة.

وعلى افتراض أن الأفراد ذوي الخلفيات المهاجرة لديهم “وضع أسوأ إلى حدّ كبير” في ألمانيا من أولئك الذين ليس لديهم خلفيات مهاجرة، سيكون من الإنصاف التنبؤ بأن المقاتلين الأجانب من ألمانيا سيكون لديهم خلفيات مهاجرة بأغلبية ساحقة، فمن بين الـ 99 مقاتلاً من المقاتلين الأجانب الألمان الذين جمعت الدراسة معلومات عنهم، هناك معلومات عن الأصول الوطنية لـ 61 مقاتلاً منهم، وكان 13 من هؤلاء المقاتلين من الألمان الأصليين وكلا الوالدين من أصول ألمانية، وهذا عدد كبير بالنظر إلى أن جميع السكان المسلمين في ألمانيا تقريباً لديهم خلفية مهاجرة، حتى أولئك الذين يحملون الجنسية الألمانية، وكان لدى الـ 48 الباقين خلفية مهاجرة بوجود أحد الوالدين على الأقل من أصل غير ألماني.

ويمكن استنتاج أصول الـ 38 مقاتلاً أجنبياً الباقين من أسمائهم الأولى، تمّ تقييم أربعة من أصل 38 من الألمان الأصليين بسبب أسمائهم الألمانية التقليدية، وبذلك يصل إجمالي نسبة المتطوعين الذين ليس لديهم خلفية للمهاجرين إلى 17٪.

المواطنة

تعدّ المواطنة مقياساً محتملاً لقياس الاندماج، وتبيّن أن الألمان من خلفيات مهاجرة ممن يحملون الجنسية الألمانية يحرزون نتائج أفضل في مقاييس الاندماج الأخرى، من بينها التعليم والتوظيف، فنحو 45٪ من المسلمين في ألمانيا يحملون الجنسية، ومع ذلك، 233 من أصل 378 مسافراً (نحو 62٪) يحملون الجنسية الألمانية في وقت السفر، وهو أعلى بنسبة 17٪ مما كان متوقعاً في الاختيار العشوائي، ومن بين هؤلاء الـ 233، كان 141 (37٪) من المسافرين يحملون الجنسية الألمانية حصراً، في حين حمل 92 مسافراً (25٪) الجنسية الألمانية وجنسية أخرى (جنسية مزدوجة)، وكان من بين هذه المجموعة التي تضمّ 92 مسافراً من يحمل جنسيات مزدوجة أو متعدّدة، وبالتالي، لم تكن الجنسية الألمانية عاملاً معادلاً في تجنيد المقاتلين الأجانب.

الخلفيات الجنائية

يعدّ الإجرام مقياساً غير مباشر لقياس الاندماج في المجتمع الألماني، ويمكن اعتباره سبباً وعرضاً لضعف الاندماج في المجتمع، وقد يكون لدى الأشخاص المحرومين من حقوقهم حافز أكبر لارتكاب الجرائم، ومن بين 99 من المقاتلين الأجانب الألمان الذين تمّت معالجة بياناتهم الشخصية، كان لدى 16 منهم خلفيات جنائية يمكن اكتشافها بوضوح (تشير التقارير الصحفية إلى وجود روابط مع الأوساط الإجرامية للعديد من المقاتلين الآخرين، لكن هذه الآثار كانت غامضة للغاية بحيث لا يمكن إدراجها في ملفات المقاتلين الأجانب).

تبلغ نسبة المقاتلين الأجانب الذين لديهم خلفيات إجرامية 16٪، وهي نسبة عالية. في بيانات عام 2013 عن المحاكمات العلنية لأعمال غير قانونية أجرتها المحاكم الإقليمية والمحلية في ألمانيا، تمّت مقاضاة ما يقرب من 5.3 ملايين شخص، وهو ما يزيد قليلاً عن 6٪ من سكان ألمانيا (على افتراض عدم وجود مرتكبي جرائم متكرّرة ، وهو افتراض مشكوك فيه)، ويبلغ عدد الشباب الذكور البالغين (18 عاماً أو أكثر) المشتبه في ارتكابهم جناية 1.37 مليون، أي ما يعادل 1.67٪ من سكان ألمانيا، ومن دون إجراء مزيد من التحقيق، يبدو أن عدد المقاتلين الأجانب الألمان الذين لهم خلفيات إجرامية أعلى بكثير مما يمكن أن تتوقعه الاتجاهات الاجتماعية العامة.

التوظيف

قد تشير معدلات البطالة المرتفعة بين المسلمين الألمان إلى ضعف الاندماج بحكم نقص المهارات التعليمية أو التمييز الاجتماعي أو محدودية الفرص الاقتصادية في المدن التي يقطنونها، ولتقييم دور البطالة في ظاهرة المقاتلين الأجانب، تفحّصت الدراسة معدل البطالة بين المقاتلين الأجانب الألمان، وقارنتها مع معدلات البطالة بين الألمانيين الآخرين، سواء أكانوا من خلفيات مهاجرة أم لا.

وتشير الدراسة إلى أن من بين الـ 378 من المقاتلين الأجانب الألمان، كان 82 (21٪) عاطلين عن العمل، هذا الرقم أعلى بكثير من اتجاهات البطالة في المجتمع الألماني ككل، وبالمقارنة مع معدلات بطالة المهاجرين، وتبعاً لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بلغ معدل البطالة بين الرجال المولودين خارج ألمانيا 8.3٪ في عام 2014، بينما كان معدّل البطالة بين الرجال المولودين داخلها 4.8٪، وكانت معدلات بطالة الشباب في ألمانيا بين عامي 2012 و2014 بين 8٪ و9٪.

التعليم

قد يشير مستوى التعليم إلى وصول الشخص إلى فرص الارتقاء الاجتماعي. كشفت تقارير صحفية ألمانية معلومات عن مستوى التعليم لدى 27 من 99 مقاتلاً، والتي تكشف بدورها أن المقاتلين الأجانب الألمان يتّسمون بأداء أقل من المتوسط في نظام التعليم الألماني. من بين 27 ملفاً شخصياً، حصل اثنان فقط على شهادة البكالوريوس، وأكمل أربعة من المقاتلين دراسته في بعض الكليات قبل المغادرة، وأكمل أحد عشر منهم تعليمه الثانوي وحُدّد خمسة منهم كمتسربين من المدارس الثانوية.

خلاصة القول، بعد إلقاء نظرة فاحصة على خمسة مقاييس للاندماج، تكشف البيانات عن دعم مختلط لفرضية عجز الاندماج. كان من بين الـ 99 مقاتلاً أجنبياً العديد من المهاجرين، ولكن أيضاً هناك عددٌ كبيرٌ من الألمان الأصليين، والذين يندمجون اندماجاً كاملاً في المجتمع الألماني من منظور ثقافي ولغوي (إلا إذا كانوا منبوذين اجتماعياً)، وغالبية المقاتلين الأجانب يحملون الجنسية الألمانية، وهو مؤشر قاطع لمسألة الاندماج. من ناحية أخرى، يدلّ ارتفاع معدل الخلفيات الجنائية، إلى جانب المستويات التعليمية الأقل نسبياً وارتفاع معدلات البطالة بين المتطوعين، على أن هذه المجموعة ككل قد تكون على هامش المجتمع الألماني.