طائرة متراجعة

توّج المنتخب الإيراني لكرة الطائرة ببطولة آسيا للمرة الثالثة في تاريخه بعد فوزه على نظيره الاسترالي بثلاثة أشواط في المباراة النهائية وسط استمرار غياب منتخبنا عن الأجواء القارية ، وهذا الأمر دعانا للتساؤل: أين باتت كرة الطائرة عندنا في ظل الواقع المأساوي الذي تعيشه بعد أن كانت فيما مضى بمستوى متقدم بين نظيراتها عربياً على الأقل؟.
اللعبة بدأ نجمها بالأفول بعد أن تم إلغاؤها وتهميشها في عدد من أهم الأندية: (الجيش، والنضال، وتشرين، وحطين)، ليس فقط على صعيد فرق الرجال، بل امتد للفئات العمرية الصغيرة، والدليل على هذا الكلام نتائج هذه الأندية في مشاركاتها الأخيرة بالدوري، إضافة إلى سوء التخطيط من قبل القائمين على اللعبة، سواء بالأندية أو باتحاد اللعبة، حيث تفتقد روزنامة الدوري لأي تخطيط علمي سليم ممنهج، فالعمل بالأسلوب المتبع لا يطور المستوى الفني، حيث كان هناك تفاوت بين الفرق كافة، وعلى الاتحاد أن يغير من طريقة الدوري، كما أن العقلية الاحترافية غائبة عن أعضاء اتحاد اللعبة.
الأدلة على تراجع اللعبة كثيرة، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات (المحرومة من أية مشاركة خارجية)، وهذا يجعلنا نتساءل عن أسباب هذا التراجع في تلك الأندية التي لطالما كانت مسيطرة على لعبة كرة الطائرة لسنوات عدة؟.
أخيراً نأمل من القائمين على اللعبة وكوادرها أن يضعوا الرجل المناسب بالمكان المناسب مستقبلاً لقيادة اللعبة إلى بر الأمان، وإعادة أمجادها السابقة.
عماد درويش