الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

مصر تطالب بمحاسبة أردوغان على جرائمه بحق الشعب السوري وزراء خارجية الدول الضامنة: الالتزام بسيادة سورية ووحدة أراضيها

جدّد وزراء خارجية الدول الضامنة لمسار أستانا التأكيد على الالتزام بسيادة سورية ووحدة أراضيها، مشدّدين على احترام هذه المبادئ من قبل جميع الأطراف، فيما طالبت مصر المجتمع الدولي بمحاسبة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على جرائمه، ولا سيما دعم الإرهاب في سورية والمنطقة، وإمداده بالسلاح، وإيواء الإرهابيين، وتوفير الملاذ الآمن لهم، بشكل مخالف لقرارات مجلس الأمن، فضلاً عن جرائمه ضد شعبه.

وجاء في بيان نُشر على موقع وزارة الخارجية الروسية: “إن وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، كضامنين لعملية أستانا، عقدوا اجتماعاً ثلاثياً على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 74، رحّبوا خلاله باستكمال عملية تشكيل لجنة مناقشة الدستور”، وأعربوا عن تصميمهم على دعم عمل اللجنة عبر التفاعل المتواصل مع الأطراف السورية والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، واتفقوا على المساعدة لعقد الجلسة الأولى للجنة في جنيف.

وشدّد الوزراء على أن هذه الخطوة الحاسمة ستمهّد الطريق من أجل عملية سياسية قابلة للتطبيق يقودها السوريون، وتيسّرها الأمم المتحدة، بالتوازي مع قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وقرار مجلس الأمن 2254.

وكان البيان الختامي للاجتماع الذي عقده الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في الـ 16 من أيلول الجاري، شدّد على تمسّك الدول الثلاث الثابت بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، وكذلك أهداف ومبادئ منظمة الأمم المتحدة، وأكد وجوب التقيد الشامل بهذه المبادئ، وأنه لا ينبغي خرقها بأي أعمال بغض النظر عن منفذيها.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ضرورة التزام جميع الدول باحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، وقال، خلال اجتماع عقد في مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك: “على جميع القوات الأجنبية المتواجدة في الأراضي السورية دون موافقة الدولة السورية أن تغادرها”، مشدّداً على أن “اعتداءات الكيان الصهيوني على سورية تؤدي للمزيد من تعقيد الأوضاع فيها.. ويتوجب على المجتمع العالمي إرغام هذا الكيان على وقف جميع اعتداءاته”.

وبيّن أن الجولان السوري المحتل أرض سورية، وستبقى سورية، وأن إعلان الولايات المتحدة بشأنه أمر باطل وغير قانوني.

وجدّد ظريف التأكيد على أن طريق الحل الوحيد للأزمة في سورية هو الحل السياسي بقيادة سورية، وبدعم من منظمة الأمم المتحدة، وأضاف: “لقد أكدنا خلال الاجتماع الأخير لعملية أستانا على هذا النهج”، وأشار إلى أن حق تقرير مستقبل سورية متعلق بالسوريين أنفسهم، “لذا علينا تسهيل المحادثات بينهم للتوافق على الحل السياسي من دون أي ضغوط خارجية أو مهل مصطنعة”، داعياً إلى العودة الفورية والآمنة والطوعية لجميع المهجرين السوريين إلى بلدهم وعدم تسييس ملفهم.

وأكد كذلك على ضرورة دعم إعادة الإعمار في سورية، وقال: من الضروري دعم هذه العملية والتي لا ينبغي تسييسها أو ربطها بقضايا أخرى، موضحاً أن طهران باستضافتها للاجتماع القادم لعملية أستانا ستقدّم المزيد من الدعم لإيجاد حل للأزمة في سورية.

في الأثناء، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي للإرهاب في المنطقة، وقال في حوار أجرته معه قناة فوكس نيوز الأمريكية: “أينما وطأت قدم الولايات المتحدة نلاحظ تفشي الإرهاب”، موضحاً أن “التدخل الأمريكي في سورية دون موافقة الدولة السورية يعطي مثالاً واضحاً عن هذا الإرهاب في المنطقة”.

يأتي ذلك فيما قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ في بيان له رداً على تصريحات أردوغان، خلال إحدى الفعاليات في نيويورك وبيانه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وما تضمنه من ادعاءات: “إن ما يثير الاستغراب والاستهجان هو تصميم أردوغان على مواصلة ادعاءاته وإصداره تصريحات واهية وباطلة، ظاهرها الادعاء بالدفاع عن قيم العدالة، وباطنها مشاعر الحقد والضغينة تجاه مصر وشعبها”، وأشار إلى أنه من “المفارقات الساخرة أن تأتي تلك الادعاءات من شخص مثل أردوغان على ضوء دوره المشبوه في دعم ورعاية الإرهاب في المنطقة، من خلال احتضانه لجماعة الإخوان الإرهابية وعناصرها، وتوفير الدعم السياسي والمنصات الإعلامية لهم بهدف استمرار الترويج لأفكارهم التخريبية في مصر والمنطقة بأسرها”، لافتاً إلى رعاية أردوغان للإرهاب في سورية، الأمر الذي أدى إلى سفك دماء أبناء الشعب السوري الشقيق، فضلاً عن تسهيله مرور العناصر الإرهابية والمسلحين الأجانب، وتقديم الدعم لهم للنفاذ إلى دول المنطقة وأوروبا وأفريقيا وآسيا لزعزعة الاستقرار بها والترويج للفكر المتطرّف وانتشاره، وأضاف: “لطالما أدانت مصر استمرار أردوغان ومن خلال التواطؤ مع دول داعمة للإرهاب والفكر المتطرف في التدخل في الشؤون الداخلية لعدد من دول المنطقة بهدف تهديد استقرارها الداخلي والسعي اليائس لفرض الهيمنة والنفوذ، فضلاً عما يرتكبه نظامه من انتهاكات صارخة في حق الشعب التركي، حيث يحاول أن يجعله رهينة لحرية زائفة وعدالة مزعومة”.

واعتبر حافظ أن تصريحات أردوغان هذه ضد مصر “لا تعدو كونها محاولة يائسة منه لصرف النظر عن تدهور وضع نظامه والخسائر المتتالية التي يعانيها، سواء على المستوى الحزبي أو على الساحة الداخلية التركية والساحة الدولية”.

عون يحذّر من تحويل المهجرين رهائن في لعبة دولية

 

في الأثناء، جدد الرئيس اللبناني ميشال عون التأكيد على ضرورة تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، مشيراً إلى أن الدولة السورية هيأت كل الظروف اللازمة لعودتهم، ولفت، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن شروط عودة المهجرين متوافرة وأن الوضع في معظم أراضي سورية أضحى مستقراً وأن الدولة السورية أعلنت ترحيبها بعودة أبنائها المهجرين، وحذّر من تحويل المهجرين إلى “رهائن في لعبة دولية للمقايضة بهم وتغييب برامج العودة الآمنة والكريمة لهم”، مضيفاً: “إن علامات استفهام عديدة ترتسم حول مواقف بعض الدول الفاعلة والمنظمات الدولية المعنية الساعية إلى عرقلة هذه العودة”.

افتتاح السفارة الأبخازية في دمشق العام القادم

بالتوازي، أعلن وزير الخارجية الأبخازي كوفي داور أن الأعمال التحضيرية لإقامة سفارة جمهورية أبخازيا في سورية تجري حالياً، معرباً عن أمله بافتتاح سفارة بلاده لدى دمشق أوائل العام القادم، وقال: “أبخازيا وسورية ستعقدان اجتماعاً للجنة المشتركة للتعاون قبل نهاية العام”، مضيفاً: “تمّ توقيع اتفاقية حول التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين العام الماضي كجزء من الزيارة الرسمية للقيادة الأبخازية إلى دمشق، إضافة إلى ذلك تمّ الاتفاق على وثيقة حول إنشاء لجنة سورية أبخازية مشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني والثقافي، ومن المقرر عقد أول اجتماع لها قبل نهاية هذا العام في أبخازيا”، وتابع: “إن برنامج العمل المشترك مع سورية واسع للغاية، ونحن مصممون على تنفيذه باستمرار”.

وكان مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أعلن في أيار من العام الماضي أنه تم الاتفاق بين سورية وكل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية على تبادل الاعتراف وإقامة علاقات دبلوماسية على مستوى سفارة.