الصفحة الاولىصحيفة البعث

مظاهرات حاشدة وإضرابات في الشدادي تطالب بطرد ميليشيا “قسد”

رداً على ممارسات ميليشيا “قسد” التعسفية وجرائمها بحق الأهالي، خرجت مظاهرات احتجاجية حاشدة في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي ضد هذه الميليشيا، المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكية، تطالب بطرد مسلحيها من المدينة.
وأفادت مصادر محلية بأن المظاهرات الاحتجاجية الحاشدة ترافقت بإضراب الفعاليات التجارية، حيث أغلق التجار محلاتهم تأييداً للمتظاهرين المطالبين بطرد عناصر ميليشيا “قسد” من المدينة بعد إمعانهم بالتضييق على الأهالي وفرض قراراتهم التعسفية بالقوة.
ولفتت المصادر إلى أن المحتجين قاموا بإغلاق الشارع العام في المدينة، الواقعة جنوب مدينة الحسكة بنحو 60 كم، وأحرقوا الإطارات لمنع عناصر ميليشيا “قسد” من الدخول إلى المدينة وفرض أوامرهم المجحفة بحق الأهالي بقوة السلاح والترهيب والسطو على المحلات التجارية والممتلكات الخاصة وملاحقة الشبان لسوقهم إلى “التجنيد القسري” في صفوفها. وأقدم إرهابيو ميليشيا “قسد”، أمس الأول، على إعدام رجل عجوز في الثامنة والسبعين من عمره في حي النشوة بمدينة الحسكة بعد تقييده، وانهالوا عليه ضرباً بأسلحتهم الفردية على رأسه، وظل ينزف حتى فارق الحياة، قبل أن يعتدوا بالضرب على زوجته، ما أدى إلى إصابتها بجروح بالغة.
يأتي ذلك فيما استشهد وأصيب عدد من المدنيين بجروح نتيجة انفجار سيارة مفخخة في مدينة جنديرس بمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي.
وأفادت مصادر محلية بانفجار سيارة مفخخة في إحدى الطرق الرئيسية في مدينة جنديرس، التابعة لمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي، أسفر عن استشهاد شخص وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة تصادف وجودهم في المكان، وأشارت إلى أن التفجير أدى إلى وقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات في محيط الانفجار.
وتنتشر في المناطق، التي توجد فيها مجموعات إرهابية مدعومة من النظام التركي، مظاهر الفوضى والانفلات الأمني نتيجة صراعات تجري بين تلك المجموعات الإرهابية ومتزعميها لاقتسام النفوذ والسيطرة على المدينة والتحكم بمصير المدنيين فيها.
يأتي ذلك فيما أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أن مؤسسات الدولة السورية الخدمية موجودة في جميع المناطق التي حرّرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وتقوم بتأمين متطلبات المواطنين العائدين إلى مناطقهم بمختلف الخدمات.
وخلال مؤتمر صحفي ضم عدداً من وسائل الإعلام الأجنبية في مبنى الوزارة، أشار مخلوف إلى أن الدولة السورية تقوم بإعادة تأهيل وإعمار المناطق المدمّرة جراء الإرهاب، وتأمين مختلف الخدمات والبنى التحتية للأهالي العائدين إلى مناطقهم من مياه وكهرباء وطبابة ومدارس وإغاثة ليتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وبيّن وزير الإدارة المحلية أن الحكومة السورية قامت بتأهيل 7 آلاف مدرسة في المناطق المحررة، وتمّت إعادة 4 ملايين طالب وطالبة إلى مدارسهم، كما تمّت إعادة مليون هكتار مروي إلى الخطة الزراعية و3 ملايين هكتار بعل رغم الحصار الجائر المفروض على سورية، وأوضح أن سورية بدعم من حلفائها سعت بعد تحرير أغلب المناطق من التنظيمات الإرهابية وتأمين الخدمات اللازمة إلى إعادة السوريين المهجرين خارج سورية إلى وطنهم، وقدّمت العون والمساعدة لهم، ووفّرت لهم سكناً محترماً، ما ساهم بعودة 4.5 ملايين سوري من المهجرين في الداخل و300 ألف مهجر من الخارج تمّ تقديم جميع الاحتياجات لهم، مؤكداً أن أبواب الوطن مفتوحة لجميع السوريين في الداخل والخارج للعودة إلى حضن الوطن، والجميع مرحّب به تحت سيادة القانون.
وأكد مخلوف أن الدولة كانت حريصة على إيصال كل أنواع الإغاثة والدعم حتى للمواطنين الذين ظلوا داخل المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهاب بعكس ما قامت به الدول الداعمة للإرهاب، حيث عملت منذ بداية الحرب على سورية بفرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب على الشعب السوري بهدف الضغط على سورية.
من جانبه بيّن اللواء حسن حسن مدير الإدارة السياسية أن سورية تأتي في مقدمة الدول التي واجهت الإرهاب، وحاربته بمساعدة ودعم حلفائها وأن الدولة بمؤسساتها كانت حريصة على فتح شرايين الحياة في كل منطقة تدخل إليها وتحررها من الإرهاب، وأكد أن الجيش العربي السوري لم يواجه الإرهاب ويحاربه فقط، بل كان عوناً ومساعداً لجميع الأهالي الذين بقوا في مناطقهم أو الذين خرجوا وعمل على تأمين قوافل المساعدات الإغاثية للوصول إلى جميع المناطق.
مدير إدارة المنظمات في وزارة الخارجية والمغتربين عبد المنعم عنان بيّن أن حل الوضع في إدلب يكمن في خروج الإرهابيين الأجانب منها، وإلقاء الباقين أسلحتهم، وتسوية أوضاعهم، وفرض الدولة السورية سيطرتها على كامل إدلب لتعيد الأمن والأمان إليها.
دولياً، أكد السفير التشيكي الأسبق لدى تركيا توماش لانييه أن الوجود العسكري التركي على الأراضي السورية يمثّل احتلالاً وعدواناً على دولة مستقلة ذات سيادة، وقال: “على الرغم من تأكيد الدول الضامنة لعملية أستانا في كل اجتماع لها على وحدة وسيادة الأراضي السورية إلا أن النظام التركي يقوم بأعمال تتنافى مع ذلك على عكس روسيا وإيران”، معتبراً أن مواقف الحكومة السورية تجاه هذا النظام واعتداءاته على أراضيها محقة، وأشار إلى أن نظام رجب طيب أردوغان يواجه مصاعب متزايدة داخل تركيا في ظل “شهوته السلطوية الكبيرة”، مشدّداً على أن مخططات أردوغان باتت مكشوفة أمام الشعب التركي.