الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بعد 5 سنوات على إقفاله.. افتتاح معبر البوكمال-القائم

لم تفلح الهجمات الأميركية المتكررة بالطائرات المسيّرة في عرقلة إعادة الحياة إلى معبر البوكمال-القائم “الشريان الاقتصادي والتجاري المهم” بين سورية والعراق، فقد أعيد بشكل رسمي، أمس، افتتاحه أمام حركة عبور الأشخاص والبضائع، بعد إنجاز جميع الترتيبات من الجانبين السوري والعراقي، وإصلاح الأضرار التي ألحقت به نتيجة جرائم إرهابيي “داعش”، ليعود، كما كان، بوابة العبور الرئيسة بين البلدين، ما سيؤدي إلى انتعاش الحركة الاقتصادية والتجارية في البلدين، فالعراق بحاجة إلى الكثير من السلع والبضائع والخضار والفواكه التي يتمّ انتاجها في سورية، ورجال الأعمال العراقيون لديهم رغبة حقيقية في دخول السوق السورية.

وتمّ افتتاح المعبر، بعد 5 سنوات على إقفاله بسبب الإرهاب، بحضور وزير الداخلية اللواء محمد خالد الرحمون والدكتور كاظم العقابي رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية، ممثّل رئيس الوزراء العراقي.

وفي تصريح للإعلاميين أكد الوزير الرحمون أن هذا الإنجاز الكبير بافتتاح المعبر اليوم جاء بفضل تضحيات الجيش العربي السوري والجيش العراقي، وانتصارات شعبينا على المجموعات الإرهابية المسلحة بمختلف مسمياتها، وعلى رأسها تنظيم “داعش” الإرهابي.

ولفت الرحمون إلى أن المعبر “سيسهل الحركة التجارية، ويزيد التبادل التجاري بين البلدين وانسيابية حركة البضائع والأشخاص والسلع بما ينعكس بالفائدة على البلدين”، فيما أكد العقابي أن افتتاح معبر القائم مع الجانب السوري “هو خطوة إيجابية لها أهمية كبيرة فيما يتعلق بالتبادل التجاري وإنعاش المنطقة اقتصادياً، وسيسهم في توفير فرص عمل لسكان منطقتي القائم من الجانب العراقي والبوكمال من الجانب السوري”، لافتاً إلى أنه “كلما تحسن الوضع الأمني على الحدود العراقية السورية سيتم افتتاح معابر إضافية بين البلدين”.

بعد ذلك قام الوزير الرحمون والعقابي بجولة على مرافق المعبر على الطرفين السوري والعراقي، واطلعا على التجهيزات والإجراءات وجاهزيتها للبدء بإدارة حركة العبور بين البلدين.

من جانبه أكد الرفيق محافظ دير الزور عبد المجيد الكواكبي أن هذا الحدث الكبير يتزامن مع احتفالات محافظة دير الزور بالذكرى السنوية الثانية لتحريرها من إرهاب داعش، لافتاً إلى أن المحافظة قامت بإنجاز كل الترتيبات اللازمة لافتتاح المعبر، الذي يعد انتصاراً اقتصادياً يضاف للانتصارات العسكرية والسياسية التي تحققها سورية.

وأشار أمين جمارك البوكمال عاصم اسكندر إلى جاهزية أمانة الجمارك لاستقبال الشاحنات والبضائع والأشخاص بعد أن تمّ استكمال كل التجهيزات والمستلزمات.

وعبّر عدد من المواطنين السوريين والعراقيين عن ارتياحهم لافتتاح المعبر، حيث أكد رئيس اللجنة الشعبية العراقية لنصرة سورية والمقاومة عبد الرضا الحميد أن هذا اليوم هو “يوم تاريخي نحتفل فيه بانتصار الإرادة الوطنية والقرار الوطني المستقل على أعداء الشعبين السوري والعراقي”، فيما بيّن الشيخ حكمت المشهداني، أحد وجهاء محافظة دير الزور، أن افتتاح المعبر “يعد عيداً لدى أبناء دير الزور لما يحمله من خير قادم ينعكس على الشعبين السوري والعراقي اللذين يرتبطان بعلاقات يمتد عمرها بعمر الزمن”، في وقت قال الشيخ أبو متعب العكيدي شيخ عشيرة العكيدات في قضاء القائم: إن اليوم الذي انتظرناه طويلاً جاء ليؤكد انتصار سورية والعراق على الإرهاب.. وبلا شك أن النتائج ستكون باهرة على صعيد التكامل الاقتصادي بين سورية والعراق، هذا التكامل الذي يشكّل حصانة لهما.

يذكر أن معبر القائم على الحدود العراقية السورية تمّ تحريره من عصابات تنظيم “داعش” الإرهابي في تشرين الثاني عام 2017، وتأجّلت إعادة افتتاحه عدّة مرات بسبب عدم الانتهاء من تأهيله.

ويربط سورية بالعراق ثلاثة معابر حدودية، أهمها مركز البوكمال الحدودي، الذي يقع بين مدينة البوكمال في محافظة دير الزور ومدينة القائم العراقية في محافظة الأنبار، ويعد المعبر الرئيس بين البلدين.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، اللواء تحسين الخفاجي: إن “العراق يعتبر هذا المنفذ مهماً بالنسبة له، ويشكّل مساحة آمنة في التبادل التجاري مع سورية، كما تعتبره سورية أيضاً مهماً في تعاملاتها مع العراق”، وأضاف: إن “افتتاح المعبر أكد أن المنطقة الحدودية بين البلدين صارت آمنة، وأن الإرهاب لم يعد موجوداً وغير قادر على الحركة هناك”، واعتبر أن عملية فتح المنافذ يوماً بعد يوم تعزّز مكانة العراق وعلاقته معه دول الجوار، وخطوة نحو تطوّر اقتصاده وبنيته التحتية.

يأتي ذلك فيما أدخلت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري قافلتي مساعدات غذائية إلى 11 بلدة وقرية في ريف درعا الغربي، وذكرت المنظمة في بيان أن فرع الهلال الأحمر بدرعا أدخل قافلتين محمّلتين بالمساعدات الغذائية إلى قرى وبلدات سحم الجولان والشيخ سعد وعين ذكر وتل شهاب واليادودة ومخيم اليادودة ومساكن زيزون وخراب الشحم ونهج والفوار وعمورية بالريف الغربي، وأشارت إلى أن المساعدات المدعومة من برنامج الأغذية العالمي تضمّنت 11709 سلل غذائية ومثلها أكياس طحين، إضافة للمكملات الغذائية، وسيستفيد من الحصص الغذائية 11709 أسر في تلك القرى والبلدات.

وأوصل فرع الهلال الأحمر العربي السوري في درعا أمس الأول 11 شاحنة إلى مدينة نوى بالريف الشمالي الغربي مقدمة من برنامج الغذاء العالمي تتضمن 7150 سلة غذائية ومثلها من الطحين.

بالتوازي، أكد وزير الثقافة التركي السابق فكري ساغلار أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مستمر بدعم الإرهابيين في سورية، ويعرقل حل الأزمة فيها، وأوضح، في حديث لقناة “تيليه1” التلفزيونية، أن دعم نظام أردوغان الإرهابيين في سورية، ولا سيما في إدلب، هو السبب وراء اعتراضه على أي عمل عسكري للجيش السوري في تلك المحافظة، التي يوجد فيها عشرات الآلاف من الإرهابيين، معظمهم أجانب، ودعا أردوغان، إن كان صادقاً في حديثه عن تأييده لوحدة التراب والسيادة السورية، إلى الحوار مع الدولة السورية.