صحيفة البعثمحليات

تخوفات من عدم استدامة صعود دينار تونس أمام النقد الأجنبي

يبدي خبراء اقتصاد تونسيون تخوفات من عدم استدامة أسعار صرف عملتهم المحلية (الدينار)، أمام سلة العملات الأجنبية خلال الفترة المقبلة. وبدأ سعر صرف الدينار التونسي يتحسّن مقابل الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي خلال الشهرين الماضيين، رغم عدم تحسّن مؤشرات مرتبطة كالميزان التجاري وصعود الاحتياطات الأجنبية. وفسّر خبيرا اقتصاد تعافي العملة التونسية بأنه ظرفي وغير قادم من تحسّن في أساسيات الاقتصاد التونسي، وهي النمو والتشغيل والعجز التجاري.

وقال الخبير الاقتصادي محمد الصادق جبنون إن “ما سُمّي بالتحسن في الدينار، هو ارتفاع نسبي يعود لمناورة تقنية قام بها البنك المركزي التونسي”. وفسّر جبنون هذه المناورة بأنها: “تتمثل في الارتفاع بالحدّ من السيولة، ما جعل نسبة العملة الصعبة الخارجة من تونس أقل، وبالتالي الطلب على العملة تراجع”. وفي هذا السياق، اعتبر الخبير أن “الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها الاتحاد الأوروبي ومرحلة الانكماش التي انطلقت من إيطاليا، ووصلت إلى الصناعة الألمانية في الربع الأخير من عام 2018، جعلتا اليورو ينخفض تجاه كل العملات”.

وأضاف: “الدينار استفاد من هذه الظرفية مع تحسّن العائدات السياحية بصفة نسبية، ورأينا بالتالي استقراراً على مستوى سعر الصرف”.

وزاد جبنون: “صندوق النقد يحذر من هذه السياسة التي لا يرافقها نمو حقيقي للاقتصاد، لأنه توجد مخاطر فيما بعد على استقرار العملة إذا لم تتحسّن محركات الإنتاج والتصدير”. وقال: “في الوقت الحالي لا يمكن الجزم باستدامة التحسّن.. فهو رهينة سياسة المركزي التونسي، ومواصلتها من عدمها رهين قرار البنك المركزي”.