الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

لليوم التاسع عشر.. إرهابيو “النصرة” يحظرون خروج المدنيين من إدلب دمشق وموسكو: واشنطن تحبط  إنهاء معاناة مهجري مخيم الركبان

أعلنت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين أن الولايات المتحدة أحبطت خطة إخراج المدنيين من مخيم الركبان بسبب عدم تنفيذ التزاماتها بهذا الخصوص، الأمر الذي يبقي آلاف القاطنين في المخيم محتجزين فيه في ظل ظروف قاسية تهدد حياة الكثيرين منهم، فيما أكد الدكتور فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية والمغتربين، خلال لقائه أكيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في نيويورك، أن سورية تعوّل على التعاون مع الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحسين الظروف المعيشية، وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، وتهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين.

يأتي ذلك فيما واصل إرهابيو تنظيم “جبهة النصرة”، لليوم التاسع عشر على التوالي، محاصرة المدنيين في إدلب، ومنعهم من الخروج عبر ممر أبو الضهور إلى المناطق الآمنة التي حرّرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، في وقت أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الولايات المتحدة تواصل عرقلة حل الأزمة في سورية.

وفي التفاصيل، قالت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين في بيان مشترك: “نتيجة لعدم وفاء الجانب الأمريكي بالتزاماته تعطّل تنفيذ هذه المرحلة من خطة إخراج المدنيين من مخيم الركبان، حيث وصل إلى ممر جليغم أمس الأول 336 شخصاً بدلاً من ألفي مواطن يخططون لمغادرة المخيم”، وطالبتا الجانب الأمريكي بمغادرة الأراضي السورية التي يحتلها على الفور، وعدم عرقلة جهود الحكومة السورية لإنجاح عمل لجنة مناقشة الدستور، وتطهير المنطقة من الإرهابيين.

ومنذ عام 2014 يقيم في مخيم الركبان بمنطقة التنف على الحدود السورية الأردنية وعلى امتداد 7 كم أكثر من 50 ألف مواطن سوري أمّنت الدولة، بالتعاون مع روسيا الاتحادية والهلال الأحمر العربي السوري، خروج أكثر من 29 ألف مدني منهم بعد تأمين مراكز إقامة مؤقتة لاستقبالهم مزودة بجميع متطلبات الإقامة وتقديم الأغذية والعناية الصحية.

إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: “نرى مرة أخرى أن الأمريكيين يظهرون تباعداً بين القول والفعل”، مشيراً إلى أن “واشنطن تعمل وفق أجندة تختلف جذرياً عن أجندة حل الأزمة، ولا تضمن تسوية الوضع في سورية”، فيما أكد نائب رئيس الوزراء التركي السابق عبد اللطيف شنار أن جميع مخططات ورهانات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في سورية سقطت.

وقال: إنه ورغم هذا الفشل إلا أن أردوغان مستمر في دعم التنظيمات الإرهابية في سورية والتدخل أيضاً في شؤونها بشكل مباشر وغير مباشر، ولفت إلى اعتراض أردوغان الدائم على عمليات الجيش السوري للقضاء على الإرهابيين في إدلب، مضيفاً: “ليس هناك أي تفسير منطقي لموقف أردوغان هذا سوى أنه لا يريد حل المشكلة في سورية على الرغم من كل تعهداته في أستانا وسوتشي”.

يأتي ذلك فيما بحث الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين مع أكيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في نيويورك، علاقات التعاون البنّاء القائمة بين الجمهورية العربية السورية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمشاريع التي يقوم البرنامج بتنفيذها في سورية، وكانت وجهات النظر متفقة على أهمية استمرار وتعزيز هذا التعاون بما يسهم في تأمين احتياجات الشعب السوري.

ورحّب نائب وزير الخارجية والمغتربين، خلال اللقاء الذي جاء على هامش أعمال الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بتعيين الممثل الجديد للبرنامج في سورية، مشدداً على ضرورة العمل بشكل متوازن على مساري التنمية المستدامة والإغاثة الإنسانية، وخاصة بعد الانتصارات التي حققتها سورية في حربها ضد الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى معظم أنحائها، الأمر الذي من شأنه دفع عجلة التنمية الحقيقية نحو الأمام لتكون رافدة لمرحلة إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية.

وأكد الدكتور المقداد أن سورية تعوّل على التعاون مع الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحسين الظروف المعيشية، وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، وتهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن دور البرنامج في هذه العملية يجب أن يبقى في منأى عن التسييس والضغوط التي تمارسها الدول الغربية التي تحاول عبر الضغوط الاقتصادية، وعرقلة جهود إعادة الإعمار، والإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب تحقيق أجندات سياسية.

بدوره لفت مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن جوهر عمل البرنامج تنموي بالدرجة الأولى، مؤكداً تقدير البرنامج لحقيقة أن تحسين الظروف المعيشية وإعادة تأهيل الخدمات الأساسية تعتبر عوامل أساسية في عودة اللاجئين.

بالتوازي، أعلن وزير خارجية كازاخستان مختار تلاوبردي أن التحضيرات مستمرة لعقد جولة جديدة من محادثات أستانا حول الأزمة في سورية في العاصمة الكازاخية نور سلطان هذا الشهر، وقال: “خطط عقد الاجتماع قائمة.. ونحن من جانبنا مستعدون له.. وننتظر تأكيداً رسمياً لموعد انعقاده”، مشيراً إلى أن (صيغة أستانا) لحل الأزمة في سورية تحافظ على أهميتها.

وبدأت اجتماعات أستانا منذ مطلع عام 2017 وعقد ثلاثة عشر اجتماعاً بصيغة أستانا، أحدها في مدينة سوتشي الروسية، وأكدت في مجملها على الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.

في الأثناء، دعا رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش الاتحاد الأوروبي إلى التواصل مع الدولة السورية لحل الأزمة في سورية عوضاً عن فرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب ضدها، وشدد، في بيان له حول المحادثات التي أجراها في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أهمية الاستماع إلى جميع الأطراف، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض إجراءات أحادية الجانب على سورية في الوقت الذي من المفترض أن يتواصل معها، وأضاف: إن تشيكيا هي الدولة الوحيدة من بين دول الاتحاد التي أبقت سفارتها في دمشق.

تظاهرات في الصعوة ضد ميليشيا “قسد”

ميدانياً، ذكرت مصادر أهلية أن ميليشيا “قسد” أقدمت خلال الساعات الماضية على تنفيذ حملات مداهمة في عدد من مناطق الجزيرة السورية وريف حلب الشمالي، واختطفت على أثرها رجلاً وامرأة وسط مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، كما قامت باختطاف مدنيين اثنين قرب دوار النعيم في مدينة الرقة، إضافة إلى اختطاف عدد من الأشخاص في مدينة القامشلي بريف الحسكة الشمالي الشرقي لسوقهم إلى ما يسمى “التجنيد الإجباري”  للقتال في صفوفهم.

إلى ذلك تواصل ميليشيا “قسد”، بدعم من الاحتلال الأمريكي، عملية تهجير الأهالي من منازلهم تحت ذرائع واهية، حيث أقدمت هذه الميليشيا على إخراج 10 عائلات من أهالي دير الزور القاطنين في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي إلى مخيم بلدة عين عيسى بالريف ذاته بحجة عدم امتلاكهم “ورقة كفيل”.

ورداً على هذه الممارسات تواصلت الاحتجاجات الشعبية في عدد من مناطق الجزيرة السورية، حيث خرج أهالي قرية الصعوة بريف دير الزور الشمالي الغربي بمظاهرة ضد ميليشيا “قسد” على خلفية تردي الوضع الأمني والمعيشي في المنطقة، واحتجاجاً على عمليات السرقة والنهب التي تقوم بها هذه الميليشيا.

كما أفادت المصادر باستمرار حالة الفوضى والفلتان الأمني ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا “قسد”، فخلال الساعات الماضية أطلق مجهولون النار على أحد حواجز “قسد” عند تقاطع الخضر في مدينة الرقة دون ورود معلومات عن إصابات، كما أصيب وقتل 8 عناصر من ميليشيا “قسد” بريف الرقة إثر استهداف سيارتين كانتا تقلهم إحداهما قرب قرية الهيشة بالريف الشمالي للمدينة والأخرى جراء انفجار عبوة ناسفة بها في قرية الحوس بالريف الشرقي.

وفي ريف دير الزور تسببت الفوضى الأمنية بمقتل 3 أشخاص إثر انفجار لغم بهم زرعه مجهولون قرب حقل العمر النفطي بريف دير الزور الجنوبي الشرقي.